تتوالى المحن وتتعاقب الفتن وقلب العراق لازال ينبض بالحياة غذائه الصبر وشرابه التعايش مع تقلبات الطقس لا زال يعيش ولم تفارق عيون ثكلاه الدمع ولم تشبع أطفاله من اللعب ولم تطول أعمار رجاله ولم ينعم بخيراته ترتجف فقرائه في الشتاء وتحن للدفء الذي سرقه الأعداء بعنوان النفط مقابل الغذاء
لازال يعيش وفي كل يوم مصيبة وفي كل ساعة فاجعة تتجاذبه جدلية الصراع الجغرافي والديني وهو يقاوم باصالتة تلك الصراعات
لازال يعيش ونسائه قد نسين وتناسين ألوان الربيع واعتدن السواد واستبدل الفرح بالنحيب وأزمة الخطيب تراكمت عوانس أسبابها الحروب والحروب
لازال يعيش وأقنعة الدجل تباع وجلود الحرباء تصنع وأكذوبة السياسة تدرس فالأمين يخون والخائن يؤتمن يتكلمون لغة الملائكة وقلوبهم قلوب الشياطين تجمعهم الأجساد المتعفنة من أكل الحرام لازال يعيش والأمراض متفشية والجهل غول والنفاق عادة وقسوة الترف وأزمة الرغيف صراع وصراع كائنها الغابة
لازال يعيش والمؤمنون صابرون يشاركون عراقهم الغصص لايفهمهم سوى المؤمن الذي أصبح سخرية السفلة الانتهازيين وقدا احرق الجمر يده
لازال يعيش يتأمل الأمل والظلام حالك وهناك نور قادم يفوح عطر الورد وتسكن النفوس باشراقة يحمل بلسم جراح وسيفه الميزان سيقتل النفاق ويقطع الشقاق لأنه الأمل قد طال الانتظار عراقنا الحبيب يوما إذا سينتعش سينتعش إلى الأبد بذلك الأمل ويرحل الظلام