
بناية مدرسية تضم مدرستان بنيت قبل اكثر من اربع عقود في جانب الكرخ من بغداد ومستوى البناء منخفض عن ارض المنطقة السكنية التي تقع بها، حاصرتها البيوت المتجاوزة من كل جانب ولم يتبقى لها الا ممر ضيق واحد، كلما هطلت الامطار غرقت البناية ما دفع اداراتها الى وضع دولايب ومكاتب الادارة على الطابوق لرفعها، منذ ثماني سنوات شخصت مديرية المباني المدرسية حالة البناية انها آيلة للسقوط، ومنذ العام الماضي قررت هدمها واعادة بنائها، ولكنها تركت دون حل، كما ان بنائها لا يمكن الا بإزالة البيوت المتجاوزة، فكيف سيتم ذلك؟، ووزع طلابها وطالباتها من الاطفال الصغار على مدرستين ويتعرضون يوميا لاوضاع صعبة.
مدرسة تغرق
وتؤكد احدى المعلمات التي فضلت "عدم ذكر اسمها" لوكالة نون الخبرية ان " بناية مدرستي "الجزائر" و"صلاح الدين" الابتدائيتان شيدت في العام (1982) اي قبل (43) سنة في منطقة حي الرسالة بجانب الكرخ في جنوب غرب بغداد، والمشكلات التي نعاني منها تتمثل في ان بناية المدرسة شيدت في منطقة منخفضة عن الشوارع المحيطة بها، وبعد سقوط النظام المباد تحول محيطها الى سكن لبيوت التجاوز يصعب على السيارات الدخول اليها، وعند هطول اي كمية من الامطار تتجمع مياه شوارع المناطق المحيطة بها في المدرسة، وفي آخر مرة هطلت الامطار خلال شهر آذار وصلت نسبة الامطار التي دخلت الى المدرسة حوالي نصف متر، واكثر من مرة وصلت المياه الى "الركبة" والطلبة يرفعون ملابسهم ليستطيعوا السير في صفوفها وغرفها، وقمنا منذ مدة طويلة بوضع الدولايب والمكاتب على طابوق او "بلوك" حتى لا تصلها مياه الامطار، وفي العام الماضي قررت مديرية المباني المدرسية في وزارة التربية ازالة وهدم بناية المدرسة كونها لا تصلح للاستخدام وفيها خطورة على حياة الطلبة والملاك التعليمي، ونقلت المدرستان الى مدارس اخرى ونعاني كثيرا من هذا النقل لان فيه تعب ومخاطر على حياة الطلبة كون احدى المدارس بعيدة وتقع على طرق مرور السيارات بشكل مكثف، ويشعر الطلبة والمعلمين والمعلمات بعدم الراحة والارهاق من الوضع الجديد، كما نتعرض لمضايقات كثيرة من مديرة الثانوية التي نقلت اليها مدرسة البنات، واصبح حلمنا كمعلمات ومعلمين وطلاب وطالبات ان تباشر الجهة المسؤولة في الوزارة بهدم المدرسة القديمة والمباشرة باعادة بنائها"، لاسيما ان "اشهر عدة مضت دون وجود عمل حقيقي، ويتطلب التشديد من الوزارة على الجهات المختصة للعمل بسرعة بها، ونعقتد ان الارض التي شيدت عليها لا تصلح لبناء مدرسة عليها لانها محصورة بشكل خانق بين مساكن المنطقة، وهناك ساحات كثيرة فارغة قرب اعدادية البصرة ومتوسطة ابي ايوب الانصاري يمكن بناء اكثر من مدرسة فيها، وحاليا اذا قررت الوزارة هدمها واعادة بنائها لا يمكن ان تدخل اليها الاليات او الشاحنات المحملة بمواد البناء لان الممر الوحيد المؤدي اليها ضيق جدا، والباقي مناطق سكنية وبيوت متجاوزة تحيطها من كل جانب، فالحل اما تهدم وترفع مجموعة من البيوت المتجاوزة لتتمكن الوزارة من اعادة بنائها او تخصص قطعة ارض بديلة لبنائها".
(1500) طالب
ويقول "علي ابو عامر" احد اولياء الطلبة لوكالة نون الخبرية ان" البناية فيها مدرستان هما "الجزائر" الابتدائية للبنات، و"صلاح الدين الابتدائية للبنين، بنيت في السبعينيات او الثمانينيات يبلغ عدد طالبات مدرسة البنات حوالي (700) طالبة، اما مدرسة البنين فيتعدى عددهم (800) طالب، ومنذ العام (2014) كنا نسمع انها آيلة للسقوط وسوف يتم اخلائها لاعادة بنائها، وفي العام (2017) جاء فريق من قسم الابنية المدرسية وعمل صيانة ومعالجات للبناية المتهالكة من خلال وضع مساند من مادة الحديد "الشيلمان" وركائز حديدية حتى لا تقع الشرفات التي نخر الكونكريت الذي صبت منه"، مشيرا الى ان " فريق من قسم الابنية المدرسية جاء في بداية العام الدراسي الحالي (2024 ــ 2025) وقرر اخلائها فورا لانها تشكل خطرا على حياة الطالبات والطلاب والملاكات التعليمية، واخليت بالفعل ونقل طلبتها الى مدرستين، الطالبات في مدرسة "السجى" المقابلة لها في دوام ثنائي، والبنين في مدرسة "ابي ايوب الانصاري" في منطقة الرسالة الاولى التي تبعد عنها كثيرا حيث اصبح دوامها ثلاثي، ومنذ قرار اخلائها في العام الماضي (2024) حدد موعد اعادة هدمها وبنائها في شهر شباط من العام الجاري (2025)، والان انتهى الربع الاول من العام الجاري ولا يوجد في الافق ما يدل على ان هناك نية لاعادة بنائها او هدمها على الاقل، وبات الطلاب يعانون كثيرا من بعد المسافة والدوام الثلاثي الذي يكون فيه الدرس (25) دقيقة ولا يمكن اغناء الدرس بالمعلومة بشكل طبيعي، كما يعاني الملاك التعليمي من عدم وجود الغرف للاستراحة او تحضير الدرس لان المدرسة مشغولة يوميا بثلاث وجبات من الدوام هي المدرسة المتوسطة ودوام الابتدائية الثاني والدوام المسائي، وكذلك اضطرت الكثير من العائلات الى تأجير خطوط نقل لابنائهم وبناتهم ما اضاف مصاريف جديدة على كاهل العائلة، كما ان الطلبة يضطرون لاجتياز شارعين عامين هما الرافدين والرسالة الاولى وفيهما زخم من سير السيارات يشكل خطورة على حياة الاطفال، ويجب الاسراع في اعادة بناء المدرسة للحفاظ على حياة الاف الاطفال من الطلبة".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- اختزل (26) خط طوارئ برقم واحد.. (911) خط ساخن مجاني منتسبوه يردون بخمس لغات ويقدم (71) خدمة
- "غياب الرغبة" و"الجدية" يدفعان نحو الإبقاء على "قانون الانتخابات" دون تعديل
- توجه حكومي لإيقاف تشييد "المجمعات السكنية" قرب مطار بغداد