يتجدد الحزن كل عام على مصائب العترة الطاهرة بمواعيدها الهجرية، لكن الحزن على "ام المصائب" العقيلة زينب (عليها السلام) يتجدد باهات وويلات تجعلها اكثر سيدة في العالم تعرضت وما زالت تتعرض للظلم والجور والاذى، فبعد سقوط نظام وقيام نظام في سوريا تعذر على مئات الالاف من المحبين الوصول الى ضريح العقيلة زينب(عليها السلام) في مدينة ريف دمشق، وبقي مرقدها وصحنه وحرمه دون عزاء ومعزين وقصائد ولطم وتعازي، وزاد من هموم مولاتنا هموما اخرى، لكن العتبة الحسينية المقدسة لم تترك الامر يذهب سدى، فأعلنت الحداد ورفعت رايات الحزن وجدد ت العزاء تطبيقا لقول مولاتنا "والله لا تمحو ذكرنا" فكان للناس والمحبين فعاليات وشعائر كثير.
فهذه كربلاء المقدسة تتوشح بمرقديها وشوارعها وازقتها ومناطقها بالسواد وتهتف "لبيك يا زينب" وشارك اصحاب المواكب الكربلائية باحياء العزاء وسيروا المواكب الحسينية وادوا شعائر اللطم في الشوارع المحيطة بالعتبتين المقدستين وداخلهما، ووزعوا الطعام منذ ثلاثة ايام، وارتدى الجميع اثواب الحزن السوداء، صغارا وكبارا رجالا ونساء، فهو عزاء كعزاء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ليعلنوا ان زينب (سلام الله عليها ) في احداق عيون ابي عبد الله وابي الفضل العباس (عليهم السلام) وفي قلوب ومهج محبيها وخدامها.
وتقول مسؤول وحدة شؤون مبلغات العتبة الحسينية المقدسة في قسم الشؤون الدينية "اشواق هادي الاسدي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" المعزى في هذا اليوم هو الرسول الكريم محـمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والامام علي وعترته الطاهرة (عليهم السلام)، وجميع المراجع والموالين بهذه الرزية، لان العقيلة زينب عرفت بجهادها وصبرها واكملت رسالة اخيها الحسين (عليه السلام) وقول الحق عند سلطان جائر، فهي مدرسة الصبر والثأر والالتزام، وكانت السند والعون لامام زمانها ابي عبد الله (عليه السلام)، وفي يوم وفاتها يكفي انها تعطي رسالة لجميع المؤمنات في العالم عن معنى الصبر والقوة والثبات على الحق مهما كانت المخاطر والتحديات فهي القائلة لربها "إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".
واضافت الاسدي ان" القلوب حرى بعدم امكانية الوصول الى مرقد العقيلة زينب (عليها السلام) في محافظة ريف دمشق، لكننا لم نترك العزاء واقمناه في مرقدي اخويها ابي الفضل العباس وابي عبد الله الحسين (عليهم السلام) ومنطقة بين الحرمين، وامتثالا لمبادرة العتبة الحسينية المقدسة في اقامة العزاء في المخيم الحسيني وجهنا دعوة لجميع المؤمنات المنتظمات في شعبة التبليغ النسوي، وجاءت حشود المبلغات وعامة النساء من جميع المحافظات لتشارك في العزاء فخر النساء التي كانت تمثل صوت فاطمة وقوة امير المؤمنين علي (عليهما السلام)، وحضورنا هنا نوصل به رسالة ان زينب (عليها السلام) لن تبقى غريبة فكلنا خدمتها وبناتها وهي امنا واستاذتنا التي نتعلم منها العفة والصبر، وشاركت اليوم اكثر من (2000) إمرأة قدمن من محافظات عدة، في اقامة العزاء ومتخلف الفعاليات، اما في مناهج التعليم لدينا في العتبة الحسينية ومن خلال برامج سن التكليف للبنات نجعل من شخصية العقلية زينب (عليها السلام) اول شخصية تتعرف عليها البنت منذ صغر سنها لتتعلم الصبر والثبات والعفة والشرف والقدوة ورغم المآسي التي مرت عليها الا انها لم تفارق الحجاب والستر حتى تذكر الروايات وهي في ساحة الحرب "كانت تتعثر بجلبابها" اي انها حريصة على المحافظة على حجابها، وكذلك تقف وتكون خير عون مع اخيها وامها وابيها، وقدمنا مجالس عزاء وتنظيم مسيرة نسائية بدأت من ضريح ابي الفضل العباس مرورا بمنطقة بين الحرمين وضريح ابي عبد الله الحسين ثم الاستقرار امام التل الزيني بهتافات واهازيج وقصائد حسينية، ليكون عزاء يليق بشخصية ام المصائب زينب الكبرى (سلام الله عليها)".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- في مدن حدودية.. وفد العتبة الحسينية يستمر باغاثة العائلات السورية في لبنان
- حرائق لوس أنجلوس.. مشهد "أشبه بنهاية العالم" (صور)
- اجرت مليوني فحص عام (2024)... العتبة الحسينية: اجهزة وتقنيات فريدة من نوعها تدشنها مختبرات هيئة الصحة