- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مستقبل البترول في ظل الظروف الراهنة
بقلم: د. بلال الخليفة
ان الطلب العالمي على البترول عادة ما يرتبط بعدة امور منها:
1 - بالنشاطات الصناعية وخصوصا في مجال البتروكيمياويات.
2 - معدل النمو المعلن عنه من قبل الدول الصناعية واهمها الصين وامريكا.
3 - التحول في قطاع قطاع توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالطاقة المستدامة مثل الطاقة الشمسية مع العلم ان قطاع التوليد يستهلك بحدود يمثل النقل نحو 64٪ من الاستهلاك العالمي من النفط، و27٪ من إجمالي استهلاك الطاقة، وينتج 23٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة مع العلم فقد بلغ استهلاك العالم من الطاقة الأولية 620 إكساجول في 2023، بزيادة 2% على أساس سنوي.
4 – كما توجد عوامل اخرى كالاوبئة والجوائح والحروب.
ان التوقعات العالمية على الطلب على البترول توقعت بانخفاض الطلب على البترول ومنها:
1 – منظمة اوبك بلس: خفضت أوبك تقديراتها لنمو الطلب العالمي في 2025 إلى 1.74 مليون برميل يوميا من 1.78 مليون برميل يوميا. مع العلم ان المنظمة كان توقعها لعام 2024 هو بالنمو قدره 2.11 مليون برميل يوميا.
2 – منظمة الطاقة الدولية: وتتوقع الوكالة حاليا نمو الطلب في الصين بنحو 180 ألف برميل يوميا فقط في 2024، إذ يتزامن تباطؤ في الاقتصاد الكلي مع زيادة استخدام السيارات الكهربائية، وأبقت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في 2025 دون تغيير عند نحو 950 ألف برميل يوميا، لكنها أشارت إلى أن سوق النفط العالمية قد تتأثر بفائض في المعروض العام المقبل إذا مضت مجموعة "أوبك بلس" في خطتها للتراجع التدريجي عن تخفيضات الإنتاج الطوعية.
ان الاحداث الاخيرة التي رافقت الحرب في الشرق الاوسط وتفجيرات جهاز المناداة "البيجر" في لبنان قللت الثقة عند مستخدمي الاجهزة ومنها السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات وبالتالي ان هذا الامر قد يخلق عزوف عند مستخدميها وكما يوجد سبب اخر وهو ان السيارات الكهربائية تحتاج الى شحن عند قطعها مسافة بحدود 450 كم وهذا غير مناسب للطرقات الخارجية البعيدة.
كما ان شحن البطارية من الشبكة الوطنية التي تعتمد الوقود الاحفوري كالنفط او الغاز لا يكون له اثر في انخفاض الطلب العالمي على الوقود الاحفوري (البترول) بل ان العكس من ذلك لان محطات التوليد فيها خسارة من الطاقة في عملية الاحتراق والتوليد وخسائر في النقل وخسائر اخرى وهذا سيكون بنسبة تزيد عن الاحتراق المباشر في محرك السيارة.
وجود بعض المؤشرات في سوق السيارات الكهربائية التي تبين بانخفاض الطلب عليها.
اما فيما يخص التوليد من الطاقة المستجدة كالطاقة الشمسية فالى الان لا زال ذو كلفة عالية وخصوصا عند استخدام البطاريات ومثال على ذلك ان توليد الميكاواط الواحد بدون بطاريات هو 20-40 دولار واما مع البطاريات فقد يتجاوز 160 دولار.
في السنوات السابقة كان لشركات النفط عزوف عن الاستثمار في المشاريع النفطية الاستخراجية لكن وبعد الازمة الاوكرانية وفرض العقوبات الغربية على الطاقة الروسية برزت وبشكل جلي الحاجة الى الوقود الاحفوري وبالتالي ان اناتهاء عصر البترول لن يكون قريبا وعلى اقل التقديرات حتى عام 2050.
أقرأ ايضاً
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الثاني والاخير
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الاول