أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، الحاجة لموقف أمريكي من "عدوان" حكومة نتنياهو على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية.
وشهد اللقاء استعراض العلاقات الثنائية ونتائج زيارة السوداني الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ومجمل الأوضاع في المنطقة وتداعيات العدوان المستمرّ على غزّة، إذ جدد السوداني دعم العراق أيَّ مبادرة تستهدف وقف إطلاق النار، والتعجيل بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني المنكوب في غزّة.
وأشار السوداني إلى الحاجة لموقف أمريكي واضح من عدوان حكومة نتنياهو، مبيّناً ضعف الموقف الدولي بالعموم إزاء الاستجابة إلى المأساة المستمرة باستمرار العدوان، حيث لا يمكن تجاهل أعداد الضحايا وحجم الدمار الحاصل، مع استمرار التهديدات العدوانية إزاء لبنان، بما ينذر بتوسعة الصراع في المنطقة.
كما أوضح رئيس مجلس الوزراء مخاطر استمرار العدوان في غزّة وما يحمله من تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي، وأنه سيكون سبباً في اتخاذ نشاط التطرّف في المنطقة ذريعةً جديدة، كما أنه يتعيّن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته أمام مشهد الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال، والتي أدّت إلى تهجير 80% من سكّان القطاع، الذين باتوا بلا مأوى أو موارد طبية وإنسانية وخدمية، وفي أسوأ الأوضاع الكارثية التي يمكن تصوّرها.
من جانبه، أعرب بلينكن عن تقدير الإدارة الأمريكية لخطوات العراق الداعمة للاستقرار الدائم في المنطقة، وتقديم المساعدات التي تخفف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزّة، مؤكداً أهمية العمل على وقف إطلاق النار، كما نقل إلى السوداني تثمين الرئيس جو بايدن للدعم الذي يوليه العراق ودوره في جهود السلام الإقليمي والدولي.
كما استقبل السوداني وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني طارق أحمد، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية.
وجرى، خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية بين العراق وبريطانيا، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتداعيات العدوان المستمر على غزّة والوضع الإنساني المأساوي الذي تسببت به حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وإعاقة العدوان لجهود الإغاثة وإدخال المساعدات الإنسانية.
وجدد رئيس مجلس الوزراء موقف العراق الثابت والمبدئي من الحقّ الفلسطيني، واستعداده تقديم المساعدات العاجلة الإنسانية، مشدداً على ضرورة اضطلاع القوى الكبرى والمنظمات الدولية بدورها الإنساني والأخلاقي في وقف العدوان، ومنع الكارثة المستمرة في غزّة، التي بات أكثر سكانها بلا مأوى، ويفتقرون للحدّ الأدنى من المتطلبات الإنسانية.
من جانبه، أثنى الوزير البريطاني على جهود العراق الداعمة للتفاهمات و جهود الاستقرار في المنطقة، ومنهج الحكومة العراقية في إقامة علاقات متوازنة، مؤكداً أنّ من الضروري سماع صوت العراق في ما يُبذل من أجل السلام، وفي صياغة مستقبل المنطقة، معرباً عن تأييده للمساعي الهادفة إلى تنظيم إيصال المساعدات إلى غزّة.
وفي السياق، التقى السوداني، اليوم، أيضا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة.
وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق تنميتها في مختلف المجالات.
وأكد السوداني تلبيته للدعوة التي وجهها له سانشيز لزيارة إسبانيا خلال هذا العام، مؤكداً أن زيارة سانشيز السابقة لبغداد مهدت لتطوير العلاقات بين البلدين، كما أشار إلى توجيهه للوزارات بالتعاقد مع الشركات الإسبانية الرصينة للمساهمة في إعمار العراق، وأن اللجان الثنائية هي فرصة لتوطيد العلاقة وزيادة التعاون والتفاهم بين البلدين.
وجدد، تقديم شكر العراق، حكومةً وشعباً، لمملكة إسبانيا بعد اعترافها بدولة فلسطين، وهو موقف تاريخي ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية وتأسيس دولته المستقلة.
من جانبه، أكد سانشيز أن علاقات إسبانيا مع العراق شهدت تطوراً غير مسبوق خلال هذه المدة، معبراً عن شكره لثقة الحكومة العراقية بالشركات الإسبانية، كما أثنى على دعم رئيس مجلس الوزراء لاجتماعات اللجنة الثنائية بين البلدين، مشدداً على أن دعم بلاده لفلسطين يأتي انطلاقاً من دافع إنساني ودعماً للشرعية والاستقرار والأمن.
أقرأ ايضاً
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم
- زيدان يبحث مع السفيرة الاسبانية التعاون في المجال القضائي (فيديو)
- خلال استقباله السفيرة الأمريكية.. المالكي ينتقد صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحصل في لبنان وفلسطين