تشهد أسواق العراق ارتفاعاً كبيراً في أغلب المواد الغذائية المحلية والمستوردة، الأمر الذي جعل العديد من الأكلات غائبة عن سفرة المائدة العراقية التي اشتهرت بتنوعها وانعكاسها على الكرم العراقي.
ويقول المواطن هادي رضا (42 عاماً) في حديث لوكالة نون الخبرية، إن "مسألة الارتفاع في العراق، لم تعد تؤثر على الفقير فحسب، بل حتى ذوي الدخل المحدود يشعرون بالمشكلة كون الرواتب والأجور ثابتة إلى حد ما، وعندما شهد اللحم الأحمر ارتفاع كبير في أسعاره ذهبنا إلى الدجاج والسمك كبديل، لأن إجراءات الحكومة العراقية لا نرها تخدم وتدعم المواطن الفقير، إلا أن السمك هو الأخير باتت أسعاره تحلق ولا يمكن للفقراء والبسطاء سوى شم رائحته ومشاهدة صورته".
الجفاف وأوكرانيا أبرز الأسباب
وتبيَّن مسؤولة وحدة الاسماك في المستشفى البيطري بكربلاء افكار عباس فاضل، خلال حديثها لوكالة نون الخبرية، أن "أسباب ارتفاع أسعار الأسماك في العراق في الآونة الاخيرة يعود بالدرجة الأولى إلى شحة المياه، وطمر البحيرات الطينية غير المجازة، من قبل وزارة الموارد المائية دون إيجاد حلول بديلة لعمل تلك المزارع، مما أدى إلى انخفاض العرض وبقاء الطلب مرتفعاً".
وتنوه، أن "حجم الانتاج العراقي من الاسماك، كان يقدر نحو مليون طن سنويا، والآن وصل إلى (200) ألف طن سنوياً، مما أدى إلى ارتفاع اسعار السمك في السوق المحلية، كان سعر الكيلو الواحد يتراوح ما بين (3000) إلى (4000) آلاف دينار، والآن وصل إلى (10) آلاف دينار".
وتشير إلى، أن "ظهور مرض فيروسي فتاك أستوطن في العراق منذ (2018) سبب خسارة اقتصادية كبيرة في الاسماك وأدى إلى عزوف الكثير من المربين عن التربية"، مضيفةً، أن "ارتفاع اسعار العلف عالميا بسبب الازمة الاخيرة في أوكرانيا وروسيا، انعكست على ارتفاع أسعار السمك، كون نسبة (60%) من تكلفة مشروع تربية الاسماك هو العلف".
وتوضح، أن "الحلول والسبل لحل أزمة تربية الاسماك وخفض أسعارها في العراق يكمن بالتربية وفق الأنظمة الحديثة المستخدمة في البلدان التي تعاني من شحة المياه وصغر المساحات، التي تعتمد على احواض البلاستيكية والفلاتر البيولوجية ومضخات المياه بنظام الاوتوماتيك، وهذه الأنظمة تعد مكلفة مادياً وبحاجة إلى دعم كبير".
إجراءات حكومية لخفض أسعار الأسماك
من جهتها، أعلنت وزارة الزراعة تبنيها عدّة إجراءات للحدِّ من ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق المحليَّة الذي تشهده حالياً، والذي عزته إلى أسباب عدّة، منها توفير مفاقس في المديريات ببغداد والصويرة وميسان والبصرة والأنبار وبابل وواسط والديوانية وديالى وكركوك.
ويكشف معاون مدير عام دائرة الثروة الحيوانية لشؤون الأسماك التابعة للوزارة الدكتور حاتم فيصل الجبوري في تصريح تابعته وكالة نون الخبرية، أن "الخطوات تتضمن إطلاق ملايين الإصبعيات وزريعات الكارب بالمسطحات المائية في البلاد، إذ تم إطلاق 415 ألف إصبعية للأنواع المحلية النادرة وهي الشبوط والكطان والبني والبز، في محافظة ذي قار، مع إطلاق 750 ألف إصبعية ببحيرة الرضوانية بوجبتين وللأنواع ذاتها، فضلاً عن 238 مليون سابحة وزريعة أسماك كارب بوجبتين، علاوة على بيع اصبعياتها للمزارع السمكية المجازة، وبأسعار رمزية".
ويوعز الجبوري أسباب ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق المحلية، إلى، أن "قرار منع صيدها حالياً بسبب موسم تكاثرها، بما يضمن الحفاظ على المخزون السمكي في الأنهر والمسطحات المائية، منوهاً بأنَّ السبب الثاني عائد إلى قرار وزارة الموارد المائية ردم آلاف البحيرات غير المرخصة والمتجاوزة على الأنهر بسبب شحّ المياه، داعياً الأجهزة الأمنية ببغداد والمحافظات، إلى منع الصيد الجائر، بهدف إيصال أحجام الأسماك الموجودة حالياً، إلى الأوزان المناسبة خلال 5 إلى 6 أشهر من الآن".
يذكر أن أسواق اللحوم الحمراء والأسماك باتت تشهد ارتفاعاً كبيراً بالأسعار على الرغم من خطوات الحكومة التي فتحت باب الاستيراد للمواشي لكن السوق لم يشهد أي انخفاض في أسعار اللحوم.
ابراهيم الحبيب – كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بعد الانتخابات.. أزمة قانونية وسياسية تنتظر الإقليم والبوصلة تتجه لـ"الاتحادية"