بقلم:سامي جواد كاظم
عندما تدخل الى السوبر ماركت لتتبضع فانك تتبضع ماهو ضروري لك وما لا تتبضعه هو ضروري لغيرك وليس لا فائدة منه ، وفي نفس الوقت لا تستطيع ان تنتقد من تكون بضاعته غير التي انت اشتريتها . حياتنا مع التاريخ بكل جوانبه هكذا ، واسوء ما فيه عندما يحتدم النقاش حول حدث او رواية لا تستحق هذا النقاش ليس لان احدهم صح والاخر على خطا بل لما يترتب من ضغينة وتباعد بينهما. عندما بعث رسول الله صلى الله عليه واله بعث لكي ينهض بالمجتمع الجاهلي المتخلف عقائديا اجتماعيا اقتصاديا ، ولان نقلة هذه الرسالة عدة جهات فمن الطبيعي يحدث الاختلاف في بعض المفاهيم ، وهنا الخطر الكامن خلف نقاشات ليس لها علاقة بالخطاب الذي جاء به النبي محمد (ص) للنهوض بالامة ، الخطاب هو ما صدر عن النبي محمد قولا وفعلا وتقريرا ، وهذه الامور فيها اولويات ، وبعضها تخصك على المستوى الشخصي ولا يحق لك فرضها على الاخرين ، فهذا يرى من المستحب تقليم الاضافر يوم الجمعة ، وهذا لاباس به ولكن لا يستحق ان يروج له ونبذ من لا يعمل به، واخر يثير مسالة هل مات ابوا النبي محمد (ص) وهم كفار ؟ ويبدا نقاش الاية وتقلبك في الساجدين ، وثالث يثير شرعية اللعن ، ورابع يتحدث عن احب زوجات الرسول له ، وبعد سقوط الطاغية في العراق ظهرت لنا مسالة خلافية اسمها العطل الرسمية والعطل المحلية ، ومحرم على الابواب وستثار ما لا يستحق الاثارة وهيهات من ينصح بعدم اثارة هكذا مواضيع فيتهم بالتشكيك في العقائد . في صلح الحديبية رفض المشركون ان يكتب النبي محمد ، ولم يخالفهم النبي محمد (ص) ومسح كلمة النبي لانه يعلم لا يؤثرون عليه ، فالحقيقة لا تتغير بقناعات سني او شيعي او مشرك الحقيقة تبقى حقيقة . نحن الان امام تيارات فكرية مختلفة الاتجاهات من الحادية الى متعصبة كلها تؤثر على الخطاب الاسلامي او على عقلية المسلم وهنا ياتي دور العقلاء المثقفين في تجنب النقاشات التي لا فائدة منها ، وما يحز في النفس ان هنالك من ليس بمتخصص في التاريخ الاسلامي او الفقه الاسلامي ويحشر نفسه في نقاشاتها . ليس هذا فقط بل ان هنالك حقائق ظهرت وتظهر يوميا او اصلا موجودة في كتبنا ولكننا لم نلتفت اليها ولو طرحت لتصحيح ما كنا نعتقده خطا فان الرد سياتي عنيفا بل وحتى يخرجونك من الملة . كثير من هذه الحقائق انا اقف عندها ولا اطرحها بالمباشر وفي بعض الاحيان اخفي قائلها لتجنب الاثارة ، وانا استمع الى راي في التفسير يقول ان النبي اقل من الرسول والرسول اقل من الخليل والخليل اقل من الامام ، يعني مرتبة الامام اعلى من كل هؤلاء ، هذا الموضوع بحاجة للبحث والاستدلال وحقيقة هنالك من يثير هكذا مسائل تصبح خلافية وعنيفة . الخلفاء الذين امروا باغتيال الائمة عليهم السلام وهذا جرم كبير ولكن الا يوجد لهم محطات ايجابية خلال فترة تسيد الامة الاسلامية ؟ اليس نحن من نؤكد على نصيحة الامام علي عليه السلام للخليفة الثاني بخصوص حرب القادسية ؟ الم يتصدى كل الائمة عليهم السلام للاشكالات التي تعترض الخلفاء الامويين والعباسيين ويعطون الحلول الصحيحة ؟ فلماذا نخلط كل الاوراق مع بعضها بل ونختزلها بجريمة بشعة او بحسنة رائعة ؟ ان ما قام به الائمة عليهم السلام هو خدمة للرسالة المحمدية الرائعة ، رسالة محمد صلى الله عليه واله جاءت للنهوض بواقع المسلمين وعليه يجب ان يكون اهتمامنا بهذه الجوانب المهمة من الرسالة لاسيما علاقتنا بالاخر .