في جميع الدول المتحضرة تضع الحكومات خطط بعيدة المدى لتوفير مختلف انواع المدارس لابنائها وبناتها، لان اعداد الطلبة تزداد سنويا فمن يبلغ السادسة من العمر يدخل الى المدرسة الابتدائية، ويتنقل في صفوفها الستة حتى يتخرج منها ليدخل الى المدارس المتوسطة التي تستقبل الطلبة من مخرجات الدراسة الابتدائية، وبعدها يتنقل الطلبة في صفوف المتوسطة الثلاث لينتلقوا الى الثانوية بصفوفها الثلاث، وتخطط الدول لبناء مدارس بطاقات استيعابية تتلائم مع تعلمياتها التي تنص على ان العدد النموذجي في الصف هو (25) طالبا، الا ان العراق خالف تلك الخطط والتعليمات، ومنذ عقود وبسبب ان التهالك او آيلة للسقوط تهدم المدارس لاعادة بنائها، ولكنها تترك ويرسل طلبتها الى مدارس اخرى ليصبحوا معرضون للخطورة، او تحمل نفقات خطوط النقل، او الالتحاق بمدارس ثلاثية الدوام، ومن امثلة تلك المباني هما مدرستان اعدادية وابتدائية للبنات في مدينة الصدر هدمت منذ (13) عاما وبقيت خرابا.
مدارس متميزة تهدم
يشرح المواطن "ابو جعفر" ولي امر عدد من الطلبة لوكالة نون الخبرية قصة تلك المدرستين بقوله ان " المدرسة الاولى هي اعدادية الرميلة للبنات التي تعتبر مع مدرستي قتيبة وبور سعيد من اوائل المدارس المتقدمة بتفوق طلبتها وتحقيقها لنتائج متميزة في مدينة الصدر، وتخرجت منها الكثير من الطالبات اللواتي اصبحن طبيبات ومهندسات ومحاميات وفي غيرها من المهن المتميزة، وكانت البناية من طبقتين ولم تكن متهالكة او آيلة للسقوط، وكانت حجة هدمها في العام (2011) انها منفخضة عن الشارع وتتجمع المياه فيها ومساحتها تتجاوز الفي متر مربع، ولكنها لم تكن كذلك وغير متهالكة ويمكن الدوام فيها لعقود من السنوات، والدليل انهم عندما قاموا بهدمها كانت الاسس والجدران قوية بل ظهر شيش حديد التسليح ازرق اللون وغير متضرر او متآكل نتيجة الرطوبة، وتضم حوالي (24) صفا دراسيا، ناهيك عن غرف الادارة والمدرسين والمقتربات الاخرى، وهي مدرسة استقبلت مئات الاف الطالبات على مدى عقود من الزمن من قطاعات عدة في مدينة الصدر ومن مناطق الحبيبية والاورفلي، وفيها اكثر من (500) طالبة قبل هدمها، ووزعت طالبتها على مدرسة في قطاع (42) واعدادية السيدة نرجس ومدارس اخرى، وكان المؤمل اعادة بنائها خلال سنة او سنتين لكنها تركت ارض قاحلة".
دوام ثنائي وثلاثي
واوضح ان" نقل الطالبات الى مدارس اخرى، والتحاق طالبات جدد في تلك المدارس خلال (13) عاما حول دوامها الى ثنائي او ثلاثي لمدة ثلاث ساعات، وجعل البناية الواحدة تداوم فيها ابتدائية واعدادية، وحصلت نتيجة هذا الاختلاط مشاكل كثيرة، كما تحملت الكثير من العائلات تكاليف خطوط نقل بناتهن، ومطلب الاهالي من رئيس مجلس الوزراء محمـد شياع السوداني الذي قد لا يكون على علم بحال هذه المدرسة، هو اعادة بناء المدرسة وعودتها لسابق عهدها من التقدم والتميز والحصول على نتائج متفوقة حيث كان بها مختبرات ودروس حاسوب، والمضحك المبكي ان كثير من المدرسات احلن على التقاعد واخريات التحق بالتدريس فيها ومضى عليهن عقد من الزمان في العمل او اكثر وعدد كبير من الطالبات تخرجن من تلك الاعدادية وتزوجن وانجبن اطفال ودخلوا الى المدارس وما زالت بناية مدرستهن مهدمة دون اعادة بناء".
مدرسة ثانية
شارع لا يتجاوز عرضه ستة امتار يفصل بين اعدادية الرميلة المهدمة وبناية اخرى يقول عنها المواطن "ابو احمد" والد احد الطلبة لوكالة نون الخبرية انها" مدرسة ابتدائية للبنات كانت تسمى سابقا مدرسة الغصون الابتدائية المختلطة، ثم تحولت الى مدرسة الخلفاء الابتدائية، وحاليا اصبحت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات وفيها دوامين، صدر القرار بهدمها في العام (2011) ومنذ (13) عاما تركت على هذا الحال مرتعا للقوارض، خاصة بعد ان سقط سياجها الخارجي واصبحت مكبا للنفايات، وبالرغم من انها بناية قديمة وقرار هدمها صحيح الا انها بقيت على هذا الحال منذ هدمها والى الآن، وتحول دوام طالباتها الى مدرسة الكحلاء الابتدائية المجاورة واصبحت المدرسة بدوامين، ووصل عدد الطالبات الى اكثر من الف طالبة، والصفوف فيها (40) طالب او اكثر".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)