استبعد مقرب من رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، توجهه للتحالف مع زعيم التيار الشيعي الوطني السيد مقتدى الصدر، بعد بروز الخلافات مع أطراف فاعلة داخل الإطار التنسيقي، فيما رأت أوساط "صدرية"، أن هذه الأحاديث تندرج ضمن الصراع الداخلي لـ"الإطار" أو محاولة لجس نبض "التيار"، لافتة إلى أن الصدر لم يعط أية إشارة بقبول أو رفض هكذا تحالف حتى الآن.
ويقول المحلل السياسي المقرب من رئيس الوزراء، عائد الهلالي، إن "الحديث عن تحالف السوداني والصدر غير دقيق، وأنا على مسافة قريبة جدا من تيار الفراتين بزعامة السوداني، إذ لا يوجد حتى الآن أي اتجاه لتفعيل المكاتب أو التحالفات وغير ذلك، فحتى الآن الرؤية غير واضحة".
ويضيف الهلالي، أن "السوداني، حتى الآن جزء من الإطار التنسيقي، ولم يخرج عنه، وإذا ذهبت كتل الإطار إلى النزول بمفردها متفرقة في الانتخابات المقبلة، فتيار الفراتين (بزعامة السوداني) سيكون بمفرده، أما إذا كانت هناك رؤية للإطار بالنزول في قائمة واحدة، فالسوداني لن يكون خارجها على الأغلب".
وكان مستشار رئيس الوزراء، إبراهيم الصميدعي، تحدث عن "قرب" السوداني من التحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إذا ما "استمر الضغط" في ملف تعديل قانون الانتخابات، في إشارة إلى طلب بعض قوى الإطار التنسيقي إجراء تعديلات على القانون قبل الانتخابات المرتقبة العام المقبل، وأكد أنه "من غير المنطقي تفصيل القانون لتصفية خصومات سياسية".
ويردف الهلالي، أن "أي حزب يرغب بالتحالف مع الصدريين، ولكن ماذا عن استعداد الصدريين في أن يكون لهم شريك في العملية السياسية مستقبلا"، لافتا إلى أن "الصدريين في النهاية هم تنظيم سياسي، وقد ذهبوا في الانتخابات الماضية إلى تحالف ثلاثي بالاشتراك مع محمد الحلبوسي (حزب تقدم) ومسعود بارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني".
ويؤكد المحلل السياسي المقرب من رئيس الحكومة، أن "من تحدث عن وجود تحالف، ربما يرى أن هناك أفقا من الممكن أن يلتقي به السوداني مع الصدريين، لكن حتى الآن لا جدية في هذا الموضوع، ولا معلومة عن تفكير السوداني في هذا الجانب، فهو لم يقم بتفعيل مكاتب تيار الفراتين حتى الآن".
وخلال الفترة القليلة الماضية، طفت إلى السطح، أنباء حول خلافات تعصف بقادة الإطار التنسيقي دفعت الأخير الى سحب الدعم عن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وذلك على خلفية "ملف التنصت" الذي كشف عنه مؤخرا.
من جهته، يؤكد المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري، عصام حسين، أن "الصدريين يمتلكون قائدا وقاعدة، والقائد المتمثل بالسيد مقتدى الصدر حتى هذه اللحظة لم يعط أي إشارة لقبول أو رفض السوداني".
ويضيف حسين، أنه "طوال عامين وبالرغم من الهزات التي تعرض لها السوداني، وأكبرها قضية التنصت، وارتفاع أسعار صرف الدولار، وأسعار العقارات، وهذه كلها خروق يمكن أن تستثمر وتوجه ضدها تظاهرات، ولكن الصدر لم يتحرك ضده أيضا، وإنما التزم التزاما تاما بما أعلن عنه وهو الابتعاد عن السياسة".
وبالحديث عن تحالف مرتقب مع السوداني، يوضح أن "ما يتكلم عنه مستشار السوداني، هو تخمين للمرحلة المقبلة، والتيار الصدري إذا دخل إلى الانتخابات يحتاج إلى حلفاء بالتأكيد، لكن مع الأقرب الذي سيحدده الصدر في المرحلة المقبلة"، لافتا إلى أن "ما تحدث به المستشارون يندرج في إطار الصراع السياسي الحاصل داخل الإطار، فقضية التنصت أدت إلى انفراط عقد الإطار التنسيقي وفقدان كتله الثقة بالسوداني".
وكان النائب مصطفى سند، أحد ضحايا "شبكة التنصت"، قد كشف عنها أواخر آب الماضي، كما أعلن عن رفع دعوى قضائية ضد أعضائها بتهمة "التنصت" على هواتف نواب وسياسيين.
وكشفت مصادر مطلعة في أيلول الماضي، أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي اشترط تنازل السوداني، عن جهاز المخابرات، وإدارة مكتب رئيس الحكومة، من أجل الموافقة على بقائه في منصبه، لافتا إلى أن السوداني رفض ذلك تماما، على الرغم من عدم تمكنه من إقناع المجتمعين بدفع التهمة عنه، لكنه لوح بورقة التعديل الوزاري والإطاحة ببعض الوزراء التابعين لتلك الأحزاب، في مقابل وعد أطلقه بالتعاون مع القضاء في ملاحقة المتورطين داخل مكتبه.
إلى ذلك، يرى الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، أن "الصدر لن يتردد في إعلان أي مشروع سياسي، فقد تحالف مسبقا مع أطراف إسلامية ومع الحزب الشيوعي العراقي، وفي الأخير تحالف مع أطراف سنية كردية لأنه يضع في نظر الاعتبار قضيتين أساسيين وهي الواقعية السياسية والمصلحة العليا، فلا يمكن تشكيل حكومة من دون مشاركة المكونات وليس بالضرورة أن تكون حكومة توافقية".
ويضيف التميمي، أن "التيار الوطني الشيعي الذي شكله السيد مقتدى الصدر، حتى الآن لم يعلن المشاركة في الانتخابات، لكن بوادر العودة تبدو واضحة"، مؤكدا أن "ما يصرح به بعض الشخصيات المقربة من رئيس الوزراء هي تصريحات سياسية ومحاولة جس نبض الصدر".
ويذهب إلى أن "موضوع التحالفات لا يزال مبكرا، وأعتقد أن الحرب الجارية في المنطقة سوف ينتج عنها واقع جديد، والعراق لن يكون بعيدا عن هذه المتغيرات، والكل يسعى إلى تجنيب العراق الأضرار التي قد تصيبه، لذلك أرى أن الصدر مهتم في هذه الأوقات بتقديم الإغاثة إلى ضحايا هذه الحرب من النازحين اللبنانيين والفلسطينيين".
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟
- بينهم عروس تستعد ليوم زفافها :قصف وحشي في بعلبك يخلف (19) شهيدا منهم (14) طفلا وأمرأة