ابدى عدد من الجرحى والمرضى الفلسطينيين فرحهم الغامر وامتنانهم من الحفاوة والاستقبال والترحيب خلال الساعات القليلة التي قضوا في العراق منذ وصولهم ليلة امس الاربعاء، واكدوا انهم يشعرون انهم بين اهلهم وفي بلدهم وان العناية الطبية والاهتمام الذي قدم لهم خلال ساعات قليلة له اثر كبير على نفوسهم.
ابنائها الثلاثة جرحى
وقالت السيدة "ريم محمد ابو طه" من خان يونس لوكالة نون الخبرية ان " بيتنا تعرض للقصف صباحا باربعة صواريخ واستهدفت الطبقات العلوية للمبنى الذي تسكن فيه واستشهد فيها ابني و(23) من اقاربي واصيب الآخرون، وفيهم اصابات خطيرة وعاشوا في غيبوبة ومنهم اولادي الثلاثة، وتم تحويلنا الى مستشفيات مصر بعد ان اصبحت مستشفيات المدينة خاوية من ابسط العلاجات، وبصعوبة بالغة خرجنا من غزة لان الكيان الصهيوني يرفض خروج الرجال من عمر (19 ــ 55) سنة، وبترت اعضاء الكثير من المرضى ومات اخرون، ودخلنا الى مصر وعولج ابنائي لايام قلية ثم سمعنا برغبة العراق بتبني علاج جرحانا وكنا سعداء جدا من هذا الخبر وجئنا خلال ثلاثة ايام وكان الاستقبال مميز والمشهد رائع جدا لا انساه ابدا، ووافقت بسرعة على جلب اولادي الى العراق لاني احب الشعب العراقي طوال عمري، لانهم يحبوننا ويعتبرونا اهلهم، وعندي ثلاثة من اولادي مصابين البنت "ليان" اصيبت بثلاث كسور بالجمجمة ونزيف بالمخ وشظايا في الجسم، و"عبد العزيز" اصيب بكسرين في الفك السفلي والكاحل وحروق، اما "يامن" فاصيب بحروق وشظايا وكسر في عظم الفخذ، وعند وصولي الى العراق اطمأنيت جدا ان اولادي سيتعالجون وتعود لهم صحتهم".
العراق باب الجنة
من جانبها اكدت المريضة " كميلة الحرزي" من مدينة غزة لوكالة نون الخبرية انهم" تشردوا في الحرب وهجروا وتدمرت بيوتهم وحياتهم توقفت منذ شهور عدة، ووصل الحال الى الحاجة الى رغيف الخبز نشتهييه، وانتشرت الامراض بيننا وبالاخص فايروس الكبد الوبائي بنسبة كبيرة، والسكن في الخيم، وكنت مريضة باورام سرطانية بالغدد اللمفاوية واخذت العلاج الكيمياوي وكان موعد عمليتي في السابع عشر من تشرين الاول واندلعت الحرب في السابع منه، وتأخرت في اجراء الفحص الاشعاعي لمدة ثلاثة اشهر وتطورت حالتي وانتشر الورم، وحولنا الى احدى المستشفيات المصرية ولكن لم تقدم لنا اي خدمات طبية، وخلال (24) ساعة دخلنا الى العراق وكان الاستقبال لا يوصف، واستطيع القول ان ابواب الجنة فتحت امامي بدخولي الى العراق، وعيونهم تتكلم بالخير وقلوبهم ملهوفة لمساعدتنا، وعندما يقبل راسي ضابط كبير يشعرني بالفخر، والشعب العراقي شعب راقي ومتحضر وصاحب علم ودين".
خدمة طبية متواصلة
اما المريض " سمير مطوع محمد الخالدي" من البريج في غزة فقال لوكالة نون الخبرية اننا"جئنا من مطار القاهرة الى هذا المستشفى وعلى الفور عرضنا على الاطباء وقدموا لنا العاملين في المستشفى كل سبل الراحة وصباح اليوم خضعنا الى فحوصات طبية مختلفة للدم واجراء فحص الايكو، والخدمات الطبية تقدم لنا الآن على مدار الساعة باستجابة سريعة، ورغم صعوبة الاتصال بذوينا الذين باتوا مشتتين في الخيم والمدارس الا اننا اخبرناهم اننا في خير وعافية واننا بين اهلنا ولا يقلقوا علينا، ومعنوياتنا تقوى بهذه المواقف".
كأننا لم نترك غزة
ومن جانبها بينت السيدة "آمال" زوجة المريض "سمير الفلسطيني" لوكالة نون الخبرية ان" زوجها نقل للعلاج في جمهورية مصر العربية، واخبرونا انهم سينقلوننا الى العراق لعلاج زوجي، وكنت رافضة للمجيء بسبب ما ينقل لي من وجود وضع غير مستقر في العراق ومخاطر امنية، ولكن عندما وصلنا الى العراق وجدنا صورة ثانية تماما، من خلال الترحاب والاهتمام والاستقبال الجميل، وتكفلت مجموعة كبيرة من الاطباء من مختلف التخصصات الطبية بفحص زوجي للاطمئنان على صحته وتحديد حالته المرضية وعلاجها، ولم ارى مثل هذا الاهتمام في اي مستشفى، ويأتي الينا ضيوف كثيرون يطمأنون على حالة زوجي وشعرنا اننا في بلدنا ولم نترك فلسطين او مدينة غزة".
اهتمام يفوق الوصف
وعلى نفس السياق اشار المريض "برجس حسن حسن" في حديثه لوكالة نون الخبرية ان" الاهتمام الطبي والطعام والتكريم والاهتمام والاستقبال يفوق الوصف وغير عادي ولم نشعر به في اي زيارة لنا لاي بلد، بل ان ما عندكم من احترام وتقدير لنا يفوق ما موجود في بلدنا او اي مكان وهذه الصراحة وهو الواقع الذي شاهدناه، وما وجدناه ممن تسلمنا واستقبلنا وجاؤوا بنا من مطار القاهرة الى المستشفى لم اراه في حياتي".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- "لن نغادر إلا للسماء".. فلسطينيون يرفضون التهجير من شمال غزة
- بالفيديو:هكذا يتم التعامل مع كبار السن والمعوقين عند زيارتهم مرقد الامام الحسين عليه السلام