انخفض منسوب المياه في سد العظيم، في محافظة ديالى، الى مستويات حادة، واقترب كثيراً من خزينه "الميت"، جراء النقص الكبير في الايرادات المائية، فضلاً عن ندرة الامطار.
يقع سد العظيم على نهر العظيم، 133 كلم شمال شرق بغداد، ضمن محافظة ديالى في العراق، وهو من مشاريع الري للسيطرة على فيضان نهر العظيم، وتأمين كميات المياه اللازمة لري المساحات المزروعة في حوض العظيم، وكذلك يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية.
تبلغ الطاقة الاستيعابية لسد العظيم ملياراً و600 مليون متر مكعب.
لكن مدير ناحية العظيم، عبد الجبار العبيدي، قال ان "الاطلاقات الى الأهالي الان تبلغ 15 متراً مكعباً في الثانية، والخزين الباقي في السد هو 130 مليون متر مكعب، أي أقل من 10% من طاقته الاستيعابية".
ولفت عبد الجبار العبيدي الى أنه "وعند الوصول الى منسوب أقل من 100 مليون متر مكعب في مياه السد، سنضطر لاستخدام الخزين الميت".
مدير ناحية العظيم، عزا الانخفاض الحاد في مياه السد الى "عدم وجود امطار في هذا الموسم، فضلاً عن عدم وصول ايرادات مائية الى السد".
يعتمد أهالي ناحية العظيم على الزراعة بنسبة 100%، كما انهم لا يملكون مصادر أخرى لمياه الشرب غير تلك القادمة من سد العظيم.
في 17 نيسان 2019 امتلأ السد لأول مرة منذ انشائه عام 1999، وعبرت المياه من المسيل المائي للسد، بعد وصول الخزن في السد الى أكثر من مليار و600 مليون متر مكعب.
بحسب المديرية العامة للسدود في العراق، تشكل الأمطار 30% من موارد البلاد المائية، في حين تقدر كميات مياه الأنهار الممتدة من تركيا وإيران بنحو 70%.
بات ملفّ ان المياه تشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، وسط تحذيرات من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
أقرأ ايضاً
- بكوادر هندسية عراقية… الموارد المائية تعلن نجاح عملية حقن سد الموصل وتأمينه بالكامل
- دعوات برلمانية لـ"ثورة سدود" في العراق.. فهل ستستجيب الحكومة؟
- القضاء العراقي يصدر أحكاما مشددة بحق تجار مخدرات وموظفين "فاسدين"