- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا اختلفَ العراقيُّونَ على "اليومِ الوَطني" ؟!
بقلم: نزار حيدر
لعلَّ أَحد أَكثر الأُمور التي اختلفَ فيها العراقيُّونَ هو موضُوع تحديد اليَوم الوطني للبلادِ، ولذلكَ ظلَّ العِراق بِلا عيدٍ وطنيٍّ مُحدَّدٍ منذُ التَّأسيس عام ١٩٢٠ وإِلى وقتٍ قريبٍ.
والسَّبب هو كَثرة الإِنقلابات والتَّغييرات الدراماتيكيَّة التي شهدَها العِراق خلال القرنِ المُنصرم من تاريخهِ، الإِنقلابات التي غيَّرت كُلَّ شيءٍ بِدءاً بالدُّستور والقانون والعَلم والنَّشيد الوطني وشِعار الدَّولة مروراً بأَسماءِ المُدن والسَّاحات العامَّة والشَّوارع والمَدارس والمناهِج!.
لذلكَ فإِنَّ زَعامة [زعامات] كُلَّ تحوُّلٍ إِنقلابيٍّ ترى أَنَّ يومها الذي غيَّر وجهَ العراق يجب أَن يكونَ عيداً وطنيّاً للبلادِ، حتَّى وصلَ الأَمرُ إِلى أَنَّ مجلس الحُكم الذي شكَّلهُ الحاكِم المدني [بول بريمر] بعدَ الغزُو الأَميركي للعراق عام ٢٠٠٣ كادَ أَن يُعلن يوم [٩ نيسان] [تاريخ الغزُو وسقوط الصَّنم في العاصمةِ بغداد من ذَلِكَ العام] يومياً وطنيّاً للبلادِ!.
وفي عاصفةِ هذهِ الخلافاتِ سعى مجلس النوَّاب العراقي بكُلِّ دوراتهِ منذ عام ٢٠٠٦ إِلى اعتمادِ يومٍ وطنيٍّ للبلادِ وتشريعهِ بقانونٍ ليتسنَّى تبنِّيهِ بشَكلٍ رسميٍّ وقد شُكِّلت اللِّجان لدراسةِ الخَياراتِ وتحديدِ اليَومِ الأَدقٍّ والأَفضلِ والأَنسبِ ذو الرمزيَّةِ الوطنيَّةِ الحقيقيَّةِ، كما أُقيمت النَّدوات وكُتبت الأَبحاث والدِّراسات والمَقالات، حتى تمَّ تبنِّي يوم [١٠/٣] وهو اليَوم الذي تمَّ فيهِ قَبول عضويَّة العراق في عصبةِ الأُممِ عام ١٩٣٢.
حتَّى هذا اليَوم اختلفَ فيهِ العراقيُّونَ وحُجَّتهم أَنَّهُ يتجاوز ذِكرى ثَورة العشرين [١٩٢٠/٦/٣٠] والتي يتَّفق كُلَّ العراقيِّينَ على أَنَّها الثَّورة التي أَسَّست الدَّولة العِراقيَّة الحديثة، كما أَنَّهُ يُلغي [١٢] عاماً من تاريخ الدَّولة إِذا ما أَخذنا تاريخ تشكيل أَوَّل حكومة وطنيَّة في العِراق [١٩٢٠/١٠/٢٥] أَو يَوم تتويج الملك فيصل الأَوَّل [٢٣ آب ١٩٢١] أَو يَوم تبنِّي أَوَّل دستُور للبلادِ [١٩٢٥/٣/٢١] أَو يَومَ أَن تمَّ رسمَ الحدُود النهائيَّة للدَّولة الجديدة بإِلحاقِ وِلاية المَوصل بالعِراق [١٩٢٥/١٢/١٦] أَو يَوم تأسيس الجَيش [١٩٢١/١/٦] أَول يَوم إِنعقاد أَوَّل مجلس نيابي [١٩٢٥/٧/١٦].
ويرى كثيرُونَ أَنَّ قَبول عضويَّة العِراق بالعُصبةِ لا يعني الشَّيء الكثير، كإِنتهاءِ الإِنتداب الأَجنبي مثلاً الذي كانت تُنظِّمهُ المُعاهدات الثنائيَّة بينَ العراق وبريطانيا، ولذلكَ يرَونَ أَنَّهُ كانَ من الأَولى الإِحتفاء بالأَيَّام التي سبقت هذا اليَوم والتي شهِدت نضالاً وطنيّاً مُستميتاً هو الذي أَنتجهُ!.
ويستمرُّ الجِدال بهذا الصَّدد!.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري