شاب مفعم بالحيوية والرجولة والشهامة، يعمل في مشاريع مقاولات صغيرة، آثر على نفسه وترك عمله ليلتحق بالجيش العراقي خلال سيطرة عصابات "داعش" الارهابية على عدد من المحافظات، فتدرب في معسكر بمحافظة ذي قار، ثم التحق بمعسكر سبايكر بمحافظة صلاح الدين، ولم تمر عليه الا عشرة ايام، حيث غدر بهم واختفى اثره الى الآن، ولكونه كان حسينيا منذ طفولته ورباه ابوه وامه على عشق محمد وآل محمد، كان خادما حسينا ومخلصا لقضية ابي عبد الله (عليه السلام) العادلة، قرر ابوه ان ينصب موكبا حسينيا ويسميه باسم اهالي شهداء سبايكر ليلتحق بركب الشهداء مع سيد الشهداء.
جريمة سبايكر
يسرد والد الجندي "عقيل" المفقود في مجزرة معسكر سبايكر "قاسم كاظم حيال" من عشيرة الصفران الساكن في ناحية الوركاء في محافظة المثنى، قصة ولده المفقود الى الآن لوكالة نون الخبرية بالقول " كان ولدي المفقود عقيل يعمل مقاول بناء في محافظة بغداد، وهو من مواليد (1992)، ومتزوج ولديه طفل واحد ويسكن معي في محافظة المثنى وهو اكبر اولادي سناَ، تطوع في الجيش العراقي في السادس من شهر كانون الاول من العام 2014، والتحق بمركز تدريب الناصرية واستمر لمدة (17) يوم بالتدريب، وجاء في اجازة لمدة عشرة ايام واخبرني انه سينتقل الى محافظة صلاح الدين في معسكر قاعدة سبايكر الجوية، وبعد يومين من التحاقه، اتصل بي واخبرني انهم خرجوا من المعسكر بناء على توجيهات مسؤولين في المعسكر، ولا يعرف الى اين سيذهب، واخبرني ان هناك شاحنات كبيرة ومتوسطة واقفة قرب المعسكر وتنادي بأسماء المحافظات الجنوبية والوسطى، ويظهرون لنا انهم سيوصلوننا الى اهلنا، وعلمنا فيما بعد ان صعدوا بالشاحنات وكانت تابعة لعصابات "داعش" الارهابية والمتعاطفين معها من عشائر تكريت، واتصلت به بعد نصف ساعة وتبين ان جهازه مغلق، ولم نترك مكانا الا وبحثنا فيه، وذهبنا الى وزارة الدفاع وكل مقبرة تفتح نركض باتجاهها ولم نجد له اثرا الى الآن، ولم نتسلم جثته او نغسله او نكفنه او ندفنه".
خادما حسينيا
كان ولدي "عقيل" خادما حسينيا بكل معنى الكلمة بتلك الجملة وصف والده حياته قبل الخدمة العسكرية ويضيف "ودأب على نصب خيمة في منطقة الوركاء ليخدم الزائرين في موكب مشاية الحسين، وكان يساعدني في عمل الموكب، وموكبنا مختص بعائلتنا فقط لأنني علمت عائلتي على طريق الحسين كما تعلمته من ابائي واجدادي، وكان يوزع وجبات الطعام على الزائرين ويذهب سيرا على الاقدام من الوركاء الى كربلاء المقدسة ويحضر معي مجالس العزاء والمحاضرات الدينية، وبعد فقدانه بعشر سنوات نقلت الموكب الى طريق الرميثة الذي يسير عليه المشاية، وأسميت الموكب (مشاية الحسين ـ اهالي ضحايا سبايكر) لتخليد ذكره مع الحسين (عليه السلام)، وهو ما دفعني لزيادة الخدمة للزائرين ولم اكتفي بتقديم مختلف انواع الوجبات من الطعام والوجبات الخفيفة بل اصحب معي مجموعة من الزائرين من النساء والرجال، ليبيتوا في داري واخدمهم ايضا، وتعمل معي في الموكب والدته واخواته واخوانه، ونقدم الافطار جبن وخبز وبيض واكلة "البحت" من الساعة الثالثة فجرا لغاية الساعة التاسعة صباحا، وبعدها وجبة الغداء مثل التمن والدجاج واللحم والمرق والخبز الحار الذي تخبزه امه واخواته، ونقدم العصائر والفاكهة، ونستمر لغاية الساعة السابعة مساء، وبعض الايام تأتي نساء في شدة الحر وظهيرة الايام فاخذهن الى داري ليسترحن وتشرف على خدمته نساء من الجيران وزوجتي معهن، ثم نعيدهن عصرا الى طريق المشاية، ونبدأ الخدمة من اليوم الخامس من شهر صفر وتنتهي في اليوم العاشر منه ونبقى بعض الاحيان لمدة ستة او سبعة ايام بالخدمة الحسينية، كل هذا بثواب الحسين (عليه السلام) وهو شفيع ولدي الذي دائما ما اتخيل انه سيفتح الباب ويدخل علينا، وجاء الي في الرؤيا لي ولوالدته، ويخبرنا فيها انه ما زال على قيد الحياة ويجب ان لا نحزن عليه".
قاسم الحلفي ــ المثنى
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء