افتتح رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، الخميس، ثلاث صالات طبية حديثة في مستشفى خديجة التعليمي بمؤسسة الشيخ احمد الوائلي الطبية التعليمية تقدم خدماتها التخصصية في مجال طب الاسنان للاطفال الاصحاء والمصابين بمرض التوحد والعناية المركزة للاطفال قليلي الوزن ومن لديهم مشاكل طبية بعد الولادة والخدج.
وقال رئيس الهيئة الدكتور ستار جبار الساعدي في تصريح خص به وكالة نون الخبرية، ان "الغاية من الاضافة الجديدة وافتتاح تلك العيادات هو لخدمة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا اطفال التوحد لان نسبة كبيرة منهم بحاجة ماسة الى العناية بالاسنان والصعوبة تكمن في حاجتهم الى تخدير او مستلزمات واوقات طويلة تصل بين (3 ـ 4) ساعات للعناية به وتهدأته وتخديره بشكل موضعي او عام لان الاسنان ادت عند اطفال التوحد الى التهاب مزمن ومنهم فقدوا كل اسنانهم، ومن توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة التي نصت على البدء بمشروع العناية باطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة من جميع النواحي بعد اعداد دراسة خاصة في اكاديمية السبطين للتوحد المختصة بهذا الشأن والخطوة الاولى يجب ان تكون من علاج الاسنان لان اغلب اطفال التوحد ترافقهم امهاتهم فتوجهنا الى مستشفى خديجة التعليمي الفريد من نوعه الذي خصص لعلاج امراض النساء بأيدي ملاكات طبية وتمريضية نسوية من العراق ودول اخرى وهذا المشروع خطوة اولى وستلحقه خطوات ستتحول تدريجيا الى شمول كل المراكز بل ان المشاريع المستقبلية وضعت فيها بنظر الاعتبار توفير مركز لطب الاسنان في اكاديميات التوحد".
واضاف ان "افتتاح هذه العيادة في مستشفى خديجة وليس في اكاديمية السبطين لعلاج التوحد سببه لانه يعالج كل ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يقتصر على اطفال التوحد، كما لا تتوفر في الاكاديمية صالات عمليات او عيادات للتخدير واطباء ومساعدي تخدير، واليوم استقبلنا الوجبة الاولى البالغ عددهم (20) طفلا سيتعالجون مجانا بدعم من العتبة الحسينية المقدسة، والمشروع يقدم خدماته لجميع الاطفال في مجال معالجة الاسنان الا ان الهدف الرئيس منه للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لانهم يحتاجون الى تعامل خاص ونفقات علاجهم عالية لان عمليات التخدير اسعارها في المستشفيات الاهلية مرتفعة وجميع الملاكات الطبية والتمريضية العراقية وغيرها لدينا سخرت لخدمة المواطن العراقي".
واشار الى ان "مستشفى السيدة خديجة مختص بعلاج النساء فقط لذلك افتتحت فيه اليوم صالة العناية المركزة لحديثي الولادة للاطفال ويديرها طبيبات خبيرات بمهنتهن من العراق وسوريا وايران ويقدمن هذا الاختصاص الدقيق الذي يدشن لاول مرة في العراق للاطفال حديثي الولادة من الخدج وقليلي الاوزان والاطفال الذين يعانون من المشاكل بعد الولادة، وجهزت باحدث الاجهزة الطبية المجهزة من شركات عالمية رصينة من شركي (جي اي) الأميركية و(سيمنز) الألمانية و(فيليبس) الهولندية وهي من ارقى المناشئ العالمية، وحاليا خرجت الجامعات العراقي الدفعة الاولى بالبورد العربي بهذا الاختصاص وهم يتدربون الآن في مستشفياتنا، والهدف منه انقاذ حياة الاطفال وعلى سبيل المثال ان هناك اطفال أعمارهم (26) أسبوعا ووزنهم لا يتعدى (800) غرام فقط، تم انقاذهم من قبل الملاك الطبي وهو تطبيق عملي لتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الذي يؤكد بها دائما التركيز على تقديم افضل الخدمات الطبية دون الالتفات على اثمانها والتي قد تكلفنا يوميا اجور المستلزمات والأجهزة واجور الملاكات الطبية مبلغ (350) دولار للطفل الواحد ولكننا نستوفي ربع او ثلث الكلفة واحيانا مجانا لان الغاية من مشاريع العتبة الحسينية المقدسية هي ليست ربحية او مادية".
وكشف الساعدي ان "الهيئة اطلقت مشروع من قبل جامعة السبطين للعلوم الطبية استهدف احد المناطق السكنية في محافظة كربلاء المقدسة لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية مجانا لخمسة الاف مواطن وبعدها الرعاية الثانوية والثالثة وينفذها طلبة الجامعة في اول نشاط طبي مجتمعي تقوم به جامعة طبية في العراق اي ادخالهم في مجال التطبيق العملي".
من جانبها قالت الدكتور الاخصائية بطب الاسنان نور احمد اننا "نعاني كثيرا من معالجة الاطفال المصابين بمختلف الحالات المرضية التي تخص الاسنان وهي مشكلة حقيقية في مجال عملنا وكنا نسعى لتقديم خدمات مميزة ليجذب الطفل ويستجيب للعلاج فقمنا بافتتاح هذه العيادة لطب الاسنان وزيناها بكثير من الامور التي يحبها الاطفال من تنوع الألوان واجهزة والعاب مميزة خاصة، وكل التقنيات التي جهزت بها العيادة تهدف لادخال الطفل الى العلاج وهو مرتاح ويساعدنا ان نعمل له تكييف على العلاج قبل المعالجة، ونعمل في بادئ الامر بطريقة التواصل من خلال عرض اللوحات والادوات والرسوم الكارتونية واقسام العيادة ونبني حالة ثقة مع الطفل ليتقبل العلاج، ونركز على الوقاية والعلاج وليس معالجة الاسنان المنخورة عبر الفلورايد والسيلاند فقط، ويحتاج العلاج الى مراجعة دورية بمواعيد منتظمة".
اما اطفال التوحد الذين يعانون من اضطراب النمو ولديهم خلل في السلوكيات والحركات غير منتظمة او مدروسة وممكن لا نسيطر على حركاته خلال جلوسه على كرسي العلاج فإن"معالجتهم يطبق فيها بروتوكول خاص من خلال عبارات قليلة وجمل بسيطة وشرح كيفية الاهتمام بالاسنان عبر الصور بدل الكلام، وطفل التوحد لا نلجأ الى خطوات العلاج المعقدة معه مثل عمل الحشوة او التخدير لانه يخاف اصلا، ولدينا خبرة في معالجة اسنان اطفال التوحد وفيها تدرج في العلاج ونعمل على العلاج المعروف واذا لم يفلح نلجأ الى التركين بواسطة غاز النايتروس الذي يطلق عليه اسم "الغاز الضاحك" الذي يقلل من التوتر والحركة ويسهل على الطبيب تنفيذ بروتوكول العلاج، وهناك اطفال لا يؤثر بهم مفعول هذا الغاز وآخر حل للعلاج هو التخدير العام بواسطة اطباء تخدير اخصاء في غرفة عمليات جراحية وحضور طبيبين على الأقل في تنفيذ البروتوكول ونلجأ اليه خصوصا عند الاطفال الذين تكون لديهم اسنان كثيرة مصابة بالتسوس ولديه آلآم شديدة ويصعب عليه تناول الطعام ليكون العلاج عام".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي - علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)