اختصت مواكب اهالي كربلاء المقدسة، منذ امد بعيد وتحديدا مواكب المدينة القديمة بعملية اطعام ملايين الزائرين الوافدين الى المدينة من داخل وخارج العراق خلال الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام، وبوجبات نهارية وليلية تقدم فيها يوميا عشرات الالاف من وجبات الطعام للزائرين من العراق والدول العربية والاجنبية.
هيئة عاشوراء
ويقول مسؤول هيئة عاشواء الخدمية علي عبد الحسين السعدي، في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "هيئتنا تأسست في العام 2004 بعد سقوط النظام المباد والمتعارف عليه في كربلاء ان اهالي المدينة يتكفلون بضيافة زائري ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) في العشرة الاولى من المحرم، وايام الزيارة الاربعينية نسميها للانصار اي للمحبين من محافظات اخرى، وحاليا اصبحت الزيارة اليومية من الاول من محرم ولغاية العاشر منه زيارة مليونية ورغم ذلك استمرت مواكب كربلاء بتقديم الخدمات باضعاف ما كانت تقدمه".
واضاف، ان "من المواكب المشهورة بالخدمة في كربلاء القديمة هيئة صاحب الزمان (عج) والذي اسس منذ سبعينيات القرن الماضي وكذلك الهيئة الفاطمية وبطلة كربلاء وشباب المنتظر وسفينة النجاة وغيرها الكثير"، مبيناً، اننا "نبدأ استعداداتنا لموسم عاشوراء قبل شهر من حلوله ونجتمع في احد الحسينيات في منطقة باب طويريج، والهيئة مؤسسة من مجموعة شباب لا يتعدى عددهم عشرون شابا يساهمون بمبالغ مالية، وكذلك هناك اشخاص ميسورين يكتفون بالتبرع المالي او العيني لنيل الاجر والثواب".
واوضح، انه "يتم الاتفاق على كل الجزئيات المتعلقة بالمواد الواجب توفيرها ونوع الطعام الذي سيقدم وعدد الوجبات وكميات الطبخ ونختم الموسم في الثالث عشر من المحرم بتقديم ستة قدور من اكلة (الزردة) التي تنفرد بها هيئتنا، وبعد ان كنا نطبخ في بداية خدمتنا قدري طعام فقط اصبحنا الآن نطبخ اكثر من عشرين قدرا ونوزع يوميا (3000) وجبة عشاء لاننا متفقين مع هيئة صاحب الزمان على تقديم وجبة الغداء".
وتابع السعدي، ان "الهيئة لديها طباخين خاصين من الشباب تسلموا المهمة من خادمين طباخين كبار السن استشهدوا في حادث زوار السيدة زينب (عليها السلام) والآن ابنائهم يطبخون في الهيئة ومعهم مجموعة من الشباب تساعدهم واصبحت لديهم خبرات تراكمية، ويبدء عملنا في الثاني من المحرم لغاية العاشر منه حيث نختتم في يوم العاشر بعد ركضة طويريج بتوزيع وجبة غداء، وقد لاحظنا هذا العام زيادة كبيرة في عدد الزائرين، لاسيما بعد انحسار جائحة كورونا وفتح المنافذ امام الزائرين العرب والاجانب، وكذلك موسم العطلة الصيفية وتفرغ العائلات العراقية، وخلال الايام العشرة الاولى من المحرم نقدم (30) الف وجبة طعام، ويخدم في الهيئة بحدود مئة شخص ويستمر العمل من التحضير الى التوزيع بحدود (24) ساعة بالتناوب بين العاملين في الهيئة وتستمر مدة التوزيع الى ثلاث ساعات تقريبا، ونفسح المجال امام من يريد المشاركة بالخدمة معنا حتى وان كنا لا نعرفه لكننا لا نحرمه منها، وهناك اشخاص من جنسيات مختلفة يخدمون معنا ومنهم موكب باكستاني يقدم الحلوى الباكستانية، ونعطي فرصة لاصحاب الكافيتريا المجاورة لنا بالمساهمة بالخدمة بعد ان يعدوا انواع من الاطعمة وتوزع عندنا، وهي فعاليات لا تدخل في حساباتنا لكنها تخدم الزائرين، ولا ننسى الدعم الكبير الذي تقدمه لنا العتبات المقدسة من الماء وقوالب الثلج والغاز وتسهيل دخول المواد وغيرها".
هيئة لبابة
هيئة لبابة الكربلائية نافذة اخرى تضامن بها مجموعة من اصحاب محال سوق شارع الامام صاحب الزمان، واسسوها ليقدموا خدمات كبيرة خلال الايام العشرة الاولى من المحرم يقول عنها مسؤول الهيئة مالك شاهين لوكالة نون الخبرية، ان "الهيئة تأسست عام 2012 وتقدم منذ عشر سنوات وجبات طعام عشاء مميزة منها (الشاورما دجاج والسكالوب والهمبرغر) ونتخصص بتقديم الطعام للزائرين خلال العشرة الاولى من شهر محرم، ونحن اصحاب محال تجارية نقفل محالنا لمدة عشرة ايام ونقدم وجبة فطور تتضمن الاجبان والزيتون والخيار والصمون والشاي وكبة الماء".
واوضح شاهين، انه "لمعرفتنا ان الزائر يحب الوجبات السريعة والمشويات في العشاء قدمنا له وجبة بماعون تتضمن (الشاورما او الهمبرغر او السكالوب ومعه الفنكر وسلطة مكونة من اربع انواع على غرار مطاعم الدرجة الاولى) وهي ذائقة يشترك بها الزائر العراقي والعربي والاجنبي على حد سواء، ويوميا نقدم بحدود ستة الاف وجبة، واليوم قدمنا طن من لحم الدجاج شاورما و(3000) سندويج همبرغر والارقام تتصاعد لدينا كلما اقتربنا من العاشر من المحرم".
واضاف، انه "هذا العام زادت اعداد الزائرين كثيرا عن العام الماضي، ويخدم في الموكب بحدود خمسون شخصا، والمختصين كأسطوات شاورما عشرة منهم ويستمر عملنا على مدار اليوم بوجبات عمل، منها اربع ساعات للتوزيع، والتمويل تكافلي بين اصحاب المحال من الاصدقاء والمعارف ومن كان يدعمنا هو صاحب الفندق الذي توفى قبل سنتين وله الفضل بتأسيس الهيئة وانا من ارسم لهم طريقة العمل قبل حلول شهر محرم الحرام، ونستقطب صغار السن من اقاربنا ومعارفنا ونلبسهم فانيلات حسينية ونكلفهم بمهام خفيفة كالتعبئة والتنظيف لادخالهم من هذا العمر الصغير في الخدمة الحسينية، تطبيقا للحديث الشريف (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر)".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)