يعتبر الصيام عبادة ذات فائدة عظيمة فهو ينقي الجسم من السموم وينشط الدورة الدموية ويساهم في تخفيف أعراض الكثير من الأمراض. على الرغم من ذلك، هناك بعض الحالات الطبية التي قد يتعارض معها الصيام في بعض الأحيان لأسباب صحية مثل السكري والسرطان. لذلك، أجرت الخليج حواراً مع الدكتورة نادية عبد الواحد أخصائية طب الأورام في مدينة برجيل الطبية، للتحدث حول كيفية التعامل مع الصيام والسرطان في آن واحد.
السؤال الأول: هل يمكن لمرضى السرطان الصيام؟
تقول الدكتورة نادية عبد الواحد أخصائية طب الأورام في مدينة برجيل الطبية، أن قدرة المرضى على الصيام تتأثر بحسب نوع السرطان، ودرجة انتشاره، ونوع العلاج، والحالة العامة للمريض واحتمالية ظهور أعراض جانبية للعلاج. بناءً على كل ذلك نحدد إمكانية الصيام لكل حالة مرضية على حدة دون وجود قاعدة عامة، حيث توجد حالات يشكل الصيام فيها خطورة عالية، لذا على مريض السرطان استشارة طبيبه قبل الشروع بالصيام.
السؤال الثاني: ما هي الحالات التي لا يمكنها الصيام؟
توضح الدكتورة نادية أنه لا يُسمح لمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي الفعَّال بالصيام، لأن هناك أنواع من العلاجات الكيماوية التي تتطلب تناول الكثير من السوائل والمياه، والصيام قد يسبب الجفاف ونقص السوائل، وبالتالي يقلل من فاعلية هذه العلاجات ويزيد من الأعراض الجانبية لها مثل الغثيان والتقيؤ والإرهاق العام والقصور في وظائف الجسم، أما بالنسبة للمرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي فمنهم من يصيبه جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية، وبالنسبة للمصابين بأورام الحوض عليهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأعضاء الداخلية وهذا يتطلب تناول السوائل والماء بكثرة.
السؤال الثالث: كيف يكون جدول مريض السرطان في شهر رمضان؟
في حالة مرضى السرطان الذين يتلقون علاجاً موجهاً أو هرمونياً، والذي يكون عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم، فعليهم تنظيم الجرعات في مواعيد محددة ومنظمة بين الإفطار والسحور شرط ألا يشتكي المريض من أي آثار جانبية متعلقة بهذا الدواء. ويُسمح بالصيام للمرضى المتعافين أو الذين أنهوا بروتوكول العلاج ومازالوا تحت الإشراف والمتابعة الدورية من قبل الطبيب، لكن بشرط أن تكون الحالة الصحية العامة جيدة مع الالتزام التام بجدول المتابعة الدوري، والذي يتعلّق بالتحاليل والفحوصات والأشعة. أما فيما يخص المرضى الخاضعين للعلاجات المتقطعة أو المتباعدة بين 15 و21 يوم، فمن الضروري الالتزام بجدول المواعيد المحددة من قبل الطبيب وعدم التأخر على العلاج إلا بموافقة الطبيب.
السؤال الرابع: ما وضع المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي؟
في حالة المرضى الذين يحصلون على برامج علاجية تستمر لساعات فقط وتكون على فترات زمنية متباعد، فعلى المريض الامتناع عن الصيام في يوم حصوله على جرعة الكيماوي والأيام التالية، ليصوم بعدها في حالة عدم وجود آثار جانبية شديدة للعلاج تتطلب تناول الكثير من السوائل والأدوية المخففة لهذه الآثار الجانبية.
هناك أيضاً جداول علاجية تستمر لأيام تحتاج إلى تناول السوائل والغذاء يومياً والوقاية من الآثار الجانبية للعلاج، وهنا يُفضل الامتناع عن الصيام بشكل كامل، كما أن هناك بعض العلاجات الكيماوية التي يتم تناولها عن طريق الفم وتسبب حالات غثيان وتقيؤ وإسهال، وفي هذه الحالة يُفضل أيضاً تجنب الصيام والإكثار من شرب الماء والسوائل للحفاظ على وظائف الكُلى من الفشل.
السؤال الخامس: هل يوجد نظام غذائي معين للإفطار بالنسبة للصائمين من مرضى السرطان؟
يجب على مريض السرطان التأكد من حصوله على كافة العناصر والمكونات الغذائية، إضافة إلى اتباع حمية غنية بالبروتينات وتناول الماء بكثرة، فهذه هي أقصر الطرق للحفاظ على صحة الجسم وتحمله للعلاجات الصعبة، كذلك من الضروري تناول الدواء بشكل منتظم والالتزام بمواعيد الاستشارة الطبية وممارسة الرياضة مثل المشي.
السؤال السادس: كيف يمكن لمريض السرطان أن يتمتع بصحة جيدة؟
الالتزام باتباع حمية غذائية تحتوي على جميع العناصر الغذائية أمر ضروري للحصول على جسم صحي، قادر على تحمل العلاجات المتنوعة للسرطان، إضافة إلى شرب الماء بوفرة للحفاظ على حيوية وظائف الجسم وممارسة الرياضة التي تساعد على مقاومة المرض والآثار الجانبية المزعجة للعلاج، والأهم هو عدم التردد في استشارة الطبيب والتحدث معه في كافة التفاصيل المتعلقة بظروف الصيام.
أقرأ ايضاً
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي
- مصور محترف يتحدث عن المشهد الفوتوغرافي في عاشوراء :روحية الصورة واحساسها يكون مختلفا(فيديو)
- اطباء اجانب في كربلاء: اكتشاف "حالة عراقية" باعتلال العضلات والاعصاب غير موجودة في العالم