متبحر بالشعر العمودي وكاتب مؤرخ ومؤرشف لتاريخ كربلاء المقدسة له 120 كتاب وديوان شعر منها 80 مطبوع واربعين ما زالت مخطوطات، ولد في كربلاء في منطقة المخيم عام 1935 واول ما تعلمه هو قراءة القرآن الكريم على يد والده وبدء بحفظ الشعر وهو صغير ويعد اقدم مؤرخ في كربلاء وتعد كتبه ومؤلفات اهم المراجع لتاريخ هذه المدينة العريقة.
الدراسة والتدريس
يتحدث الشاعر والمؤرخ سلمان هادي آل طعمة شاعر الى وكالة نون الخبرية بقوله " دخلت الى مدرسة السبط الابتدائية عام 1947 وتخرجت منها عام 1953 ودخلت متوسطة كربلاء للبنين وهنا نمت عندي رغبة القراءة والشعر وبدأت أحفظ دواوين الشعر وقصائد عدة، ثم دخلت الى دار المعلمين وتخرجت منها معلما وتعينت معلما في العام 1959 في عين التمر وأتذكر اول راتب تسلمته كان (28) دينارا دفعت منها ( 7 ) دنانير للايجار الباقي اما اطبع فيه كتبي او اسافر الى ايران وسوريا ولبنان لوفرة الراتب حينها، وأتذكر من طلابه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي كان طالبا هادئا ومتفوقا دراسيا وعبود جودي الحلي وعلي الدباغ سفير العراق في عمان والشيخ جمال الوكيل وغيرهم الكثير".
سلمان الشاعر
ويسرد نبوغه الشعري بالقول "كان مشجعي شاعر اسرتنا الكبير صالح جواد طعمة وهو من رواد الشعر في العراق ومن جيل السياب ونازك الملائكة والذي يبلغ من العمر حاليا 93 سنة، وقد اصدر ديوان شعري اسمه (ظلال الغيوم) عام 1950 و(الربيع المحتضر) عام 1951 وتأثرت به كثيرا وبدأت بنظم الشعر ولجأت الى صالح جواد طعمة ليصحح ويقوم قصائدي ونمت موهبتي كثيرا حتى الفت العديد من القصائد واصدرت ديواني الاول عام 1954 في العهد الملكي بعنوان (الامل الضائع) عندما كان عمري 15 عاما وكان يباع بمبلغ (30فلسا) وهي عملة معدنية كانت متداولة في حينها، ثم اصدرت (شاعرات العراق المعاصرات) وبيع بسعر (50 فلسا) ، وذاع صيتي واصبحت أشارك في المناسبات والمهرجانات التي كانت تقام في العتبتين المقدستين والمساجد والمدارس الدينية وكان يشارك معي في القاء القصائد على سيرة اهل البيت السيد مرتضى القزويني والشاعر عباس ابو الطوس ومرتضى الوهاب، كما عاصرت جيلا اخر من الشعراء منهم عدنان حمدان ومحمد علي الخفاجي وصدر الدين الشهرستاني، وعندما كنت شاعرا في بداية حياتي الادبية اصدرت ستة دواوين شعرية وثلاثة اخرى مخطوطة في قصائد غزل ووصف ومنها ديوان (الاشواق الحائرة) و(من اجلها) و(رياض الذكريات)، وتخرجت من دار المعلمين عام 1957 وشاركت في اصدار مجلة صوت الدار وفيها قصائد سياسية عن الجزائر وفلسطين، وذهبت بعدها الى بغداد والتقيت لاكثر مرة بالشاعر الكبير بدر شاكر السياب والشاعرة الكبيرة نازك الملائكة".
علاقته بابي الطوس
يسرد آل طعمة علاقته بالشاعر الكربلائي المعروف عباس ابو الطوس بقوله " تعود علاقتي بالشاعر عباس ابو الطوس، الى مجالس كان يحضرها الشاعر صالح جواد طعمة نهاية كل اسبوع واستغليت وجوده ليصحح قصائدي ويهذبها، فاخبرني صالح انه سياخذني الى شاعر متمرس ومتمكن اسمه عباس ابو الطوس يعمل بقالا لكنه شاعر متميز، فذهبنا اليه وكان عمري 19 عاما وطلب منه ان يصحح لي قصائدي، وصرت احضر عنده لكن محله الذي يبيع به اللبن والدبس لا يستوعب جلوس شخص اخر معه، فكنا نجلس في محل خياط مجاور له ويصحح قصائدي واصبحت بيننا علاقة طيبة وله فضل كبير علي واصبحنا زملاء بالرغم من انه كان بكبرني بخمس سنوات وصرت شاعرا معروفا بالشعر العمودي، وبعد وفاته ووفاء مني له قمت باعادة طبع اعماله الشعرية واعادة بناء قبره واستذكر ابياتا من الشعر لابو الطوس بحقي يقول فيها .. ( سلمان شعرك قد اثار شجوني واهاج للماضي البعيد حنين) ( فصبوت انشرك القوافي حرة غذيتها شوقا بدمع عيوني) ( وانا الذي سهر الليالي ساكبا نجواه في دنيا الهوى المفتون) ( واسيتني المي فهاك تحية لتكون رمز وفائي المكنون)
التحول الى التوثيق
ويتحدث عن التحول في حياته من الشعر الى التأريخ والتوثيق ويشير بان هذا الامر حصل عام 1964 عندما انتبه الى ان "الساحة الكربلائية فرغت من المختصين بهذا الامر، حيث كان قبله ثلاثة من اولاد عمه مؤرخين ومنهم عبد الجواد الكليدار الذي صدر له كتاب (تاريخ كربلاء وحائر الحسين) و(مدينة الحسين) لمحمد حسن الكليدار وعبد الحسين الكليدار الذي اصدر كتاب (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء)، فلاحظ انها لا توثق كل جزئيات الحياة الكربلائية الادبية والاجتماعية والسياسية، فاصدر كتاب (تراث كربلاء) وكان سعره(250 فلسا) والذي اصبح مصدرا لكل من يريد معرفة تاريخ وتراث كربلاء، ثم اصدر كتب عن المخطوطات الكربلائية، وكتب في مجلة المكتبة التي تصدر في بغداد مقالات اسبوعية ونشر صور عن تاريخ كربلاء وكتب في مجلات العرفان والورود اللبنانيتين، واعتمد على طريقة التقصي والمصادر في كتابة تاريخ كربلاء القديمة ودار على البيوتات القديمة ووثق ما لديهم من وثائق رسمية فذهب الى ديوان بيت النقيب الذي زوده بوثائق تعود الى العام 1250 هجرية والى آل ثابت وايضا بيت رشيد الحميري رئيس عشيرة الحميرات وباب الخان وذهب الى ابراهيم شهيب في باب السلالمة وكل رؤساء المحلات القديمة في كربلاء واعتمدتها في تاليف كتاب (العشائر الكربلائية)".
اشهر كتبه
ويصف كتابي (تراث كربلاء) و(كربلاء في الذاكرة) بأنهما "الاهم والاكثر انتشارا من باقي كتبه حيث اصبحت مصادر لمن يريد البحث في تاريخ المدينة، وقد ذكرت فيهما العادات والتقاليد والازياء والمدارس والمكتبات والجوامع والحسينيات والحجامة والمهن ودكاكينها، وقد نفذت (5000) الاف نسخة وطبعت اربع مرات، ووصل به الامر الى سرد دقيق جدا عن اعراف وتقاليد الزواج وختان الاطفال ومجالس العزاء وكيفية تغسيل الموتى ودفهنم في كربلاء،واشار الى ملايات كربلاء وعددهن اربعين ملاية كربلائية، ولديه تحت الطبع الان اخر كتاب الفه عنوانه (كربلاء في المراجع العربية والمعربة) وهو فهرسة في الكتب والمجلات والصحف التي ذكرت فيها كربلاء ".
متصرفي كربلاء
يتذكر سلمان آل طعمة عدد من متصرفي كربلاء اي من هم بمنصب محافظ في عصرنا الحالي ويقول "كان منهم في العهد الملكي طاهر القيسي الذي حضر حفلة اقامتها الشبيبة الكربلائية في العام 1947 وكان حاضرا فيها والقى فيها الشاعر محمد مهدي الجواهري قصيدته المشهورة (آمنت بالحسين) وفي العهد الجمهوري كان من المتصرفين جابر حسن حداد وعبد الرزاق الحبوبي وشبيب المالكي، ويتذكر اقامت مهرجان كبير في العام 1959 واستمر لستة سنوات في ذكرى مولد الامام الحسين (عليه السلام) وكان يحضره شخصيات ادبية وفكرية مرموقة مثل جورج جرداق وسليمان كتاني وغيرهم".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بدعم متواصل من العتبة الحسينية مستشفى السفير يجرى (10) الاف و(800)عملية جراحية في تسعة اشهر
- مصور محترف يتحدث عن المشهد الفوتوغرافي في عاشوراء :روحية الصورة واحساسها يكون مختلفا(فيديو)
- للقضاء على البطالة :العتبة الحسينية تقرر انشاء مراكز للتاهيل المهني خلف مجمع الدرة بمساحة 20 دونما لتدريب الباحثين عن العمل