بقلم: هادي جلو مرعي
بعض الفرق الرياضية تشارك في مسابقات مختلفة، ولاتحقق منجزا، ولاتسجل فوزا، وقد تسجل هدفا، أو بعض النقاط، وقد تفوز في مباراة، أو مباراتين، لكنها لاتصل الى النهائي، وقد تصل الى النهائي، ولكنها لاتحقق اللقب، وهذه الفرق عديدة، حتى إن بعض الدول لاتصدق أنها موجودة في البطولة اصلا، وأتذكر إن فريقا عربيا صعد الى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وخسر في واحدة من مبارياته بخماسية، لكن الطريف والظريف إن حكومة البلد كرمت اللاعب الذي سجل الهدف الوحيد، والمسمئ هدف الشرف، وقد إنتهت المباراة بخمسة لواحد!! وحصل اللاعب على سيارة (روليس رايس) فاخرة، بينما كان تكريم الفريق الذي فاز بالخمسة عاديا لأنه تعود على الفوز والظفر بالبطولات.
شارك الشعب العراقي في إنتخابات عديدة، وإستحقاقات دستورية، ودخل حروبا ومنازلات، وقدم التضحيات بأرواح الناس وأموالهم، ونزح منه الملايين، وتحمل كثر الجوع والعطش والفساد والمرض، وسوء الإدارة وغياب التخطيط، وصار غرضا يرميه بالنبال من هب ودب، ولايعلم أين تذهب أمواله التي تعلنها الحكومات، ولايرى الناس منها شيئا، بينما تبقى الأمور على حالها، فلايجد تغييرا، ولاتبديلا في أحواله، وقد يتظاهر ويتذمر، ويفقد أعصابه دون جدوى، فلامجيب للنداء، ولامستمع للصراخ والآهات، وصار كل شيء رهنا بيد من له القوة والنفوذ والتأثير من الذين يوجهونه الوجهة التي تخدم مصالحهم الخاصة التي تضيع في مقابلها مصالح العامة من الناس.
سيفوز المرشحون، ليس كلهم، لكن سيفوز كثر منهم، ولأننا خبرنا ماجرى منذ التغيير والى اليوم فلانستطيع أن نتصور تغييرا كبيرا مع بقاء قوى النفوذ والتأثير التي تريد ضمان مصالحها، والدفع بمرشحين يمارسون دور الحامي التشريعي الذي يمنع المساءلة والملاحقة، ويوفر الفرصة العددية التي تمكن تلك القوة النافذة من الحصول علي مناصب وزارية ووكلاء وزارات ومستشارين، وهولاء يضمنون مصالح متعددة مالية وحمائية لايملكها كل أحد، وإذا تساءلنا:متى يفوز الشعب العراقي فلأننا وجدناه شعبا يعطي، ولايأخذ مايقابل حجم تضحياته، ومتى يفوز بكرامته الكاملة، وعيشه الإنساني الذي يليق به؟ وهي أسئلة مشروعة، وينبغي الإجابة عنها قريبا جدا، فقد طفح الكيل.
أقرأ ايضاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي