بعد العام 2003 قرر طبيبا من محافظة الديوانية وسط العراق وتبعد 137 كليومترا عن كربلاء المقدسة، ان يقيم موكبا لخدمة الزائرين لانه يراهم يسعون لنصرة الإمام الحسين عليه السلام فكانت البداية من خلال وضع خيمة صغيرة وتقديم خدمة متواضعة للزائرين لكنه لم ينثني عزمه عن هدفه المنشود وهو بناء حسينية تقدم مختلف الخدمات للمجتمع وفيها موكبا حسينيا يعظم شعائر الله وتحقق الحلم وبنيت الحسينية وسماها حسينية وموكب (أم أبيها) عام 2017، وزادت اعداد الزائرين واصبح يقدم الطعام والشراب ووضع كل امكانياته الطبية فيها من خلال نصب مفرزة طبية وعيادة مصغرة لتقديم مختلف الخدمات الطبية لانه وجد ان الكثير من الزائرين يحتاجون الى رعاية طبية لمن اصابته الجروح او القروح خلال المسير الى كربلاء المقدسة وزود المفرزة بادوية تعالج حالات الزائرين.
الطب والانسانية والحسين
انه الطبيب الاستشاري جابر حسن عبيد اخصائي الاشعة التشخيصية مدير شعبة الاشعة في مستشفى النسائية والاطفال في الديوانية، ولانه اكاديميا ومهنته إنسانية حرص على ان يكون للرعاية والرحمة جزء من منهاج خدمته الحسينية فاضاف فوق مبنى الحسينية شقتين ليجعلهما مؤسسة خيرية تقدم المساعدات، واصبحت الصلاة تقام يوميا في الطابق الارضي من الحسينية بإمامة احد معتمدي المرجعية الدينية ومؤسسة خيرية توزع سلات غذائية على مدار السنة الى مئات العائلات الفقيرة والمتعففة والمسحوقة وزاد العدد حين حلت جائحة كورونا وتم ايصال السلة الغذائة في احلك الضروف.
الطبيب لم يكتفي بما يقدمه في الحسينية بل تعداه الامر الى الاتفاق مع مجموعة اطباء تقع عياداتهم في شارع الاطباء وتعاونوا مع مؤسسات خيرية لمعالجة 60 عائلة من العائلات الفقيرة مجانا في عياداتهم الخاصة على مدار السنة بواسطة بطاقات خاصة من المؤسسات الخيرية واجراء التحليلات المختبرية والاشعة، كما اتفقوا مع صيدلية تساهم في هذا العمل لبيع الدواء لهم بسعر الكلفة فقط.
يستقبل 10 الاف زائر
واصبح موكب "أم أبيها" مقصدا لالاف الزائرين فاصبح يستقبل كل عام على مدى عشرة ايام ما يقرب من عشرة الاف زائر بين الاطعام والعلاج والاستراحة والمبيت لان هناك مواكب من الناصرية والبصرة تأتي للمبيت ومنها موكب عدده 200 امرأة خصص لهن نساء لخدمتهن، ثم بعد انتهاء مرور الزائرين من مدينة الديوانية ينتهي العمل ويلتحق الطبيب جابر ومن يعمل معه من اخوته واقربائه بمسيرة الزائرين سيرا على الاقدام ليواسي العترة الطاهرة بهذا المصاب.
لانه يقر مؤكدا بأن الامام الحسين عليه السلام انموذجا فريدا من نوعه ورجل الاستثناءات، فهو الانسانية بعينها وهو ملهم لنا كأطباء مهنتنا انسانية ان نكون على اعلى قدر من المسؤولية في خدمة المرضى وعلينا مسؤولية مضاعفة تمنعنا أن ننجرف باي حالات شاذة او فيها شبهات، فكيف ان كانوا عشاق الحسين واحبابه، انه شرف عظيم لي ولغيري ان اكون خادما له بمهنتي واموالي ، وما حصل في العاشر من محرم في انفراج الازمة وعودة الزيارة هي كرامة من كراماته الكثيرة، مبينا انه تربى من طفولته على المجالس الحسينية والتشابيه والزيارة وتعلق قلبه بحب الحسين عليه السلام.
خدمة طبية للنساء
لم يترك الطبيب اي شيء تحتاجه الخدمة الحسينية فخصص كرفانا اصبح عيادة طبية باشرت فيها معاون الطبيب في مستشفى الاطفال (اسيل جواد) التي تؤكد لوكالة نون الخبرية، ان حب الحسين عليه السلام دفعها لتقديم الخدمة بتخصصها الطبي للزائرات اللواتي يعانين من التقرحات او التشنجات العضلية وزرق الابر والتدواي او قياس السكر والضغط، وكذلك تعالج بعض الزائرين من الرجال اذا حصل زخم عليهم، وتؤكد ان المئات يحصلون يوميا على الخدمة الطبية في موكب "أم أبيها" وانها تعمل من ساعات الفجر الاولى الى وقت صلاة المغرب، وتضيف انها اصبح لها صديقات وعلاقات طيبة مع الكثير من الزائرات من محافظات الجنوب مثل البصرة والناصرية وكذلك المثنى، وتخنقها العبرة وهي تقول انني عندما اعالج تقرحات لاقدام النساء ابكي واتذكر سيدتي ومولاتي زينب الكبرى وسبيها وآلامها وتعرضها للاهانة والظلم، منوهة الى ان حالات كثيرة لنساء حصلت معهن كرامات حسينية ابكتني قصصهن.
قاسم الحلفي - الديوانية
تصوير: صلاح السباح
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)