بقلم: نجاح حسين الجيزاني
انها القوة العظمى.. والنظام الذي لا يُقهر.. والقطب الاوحد الذي لا يُنازع.. وهي بالتالي لا يمكن ان يُلوى لها ذراع شاء ذلك ام أبى جميع المناوئين والمعارضين بل والمتخرصين ايضا.
انها المعادلة الصعبة في النظام العالمي الجديد.. فهي من تفرض شروطها وشرائطها على الجميع دون استثناء.. لانها تجد نفسها فوق الجميع والكل تحت اقدامها.. انها نظرة الخصم القوي والمعاند والذي طالما ينظر شزرا لمن يقف امامه.
امريكا ذات الوجه الكالح، تتخطى كل الخطوط وتمارس عنجهيتها على ارض العراق.. لعل في عرفها انها تمتلك العراق ارضا وشعبا.. فتمارس فوق اراضيه غطرستها المعهودة دون رادع، او لعلها ترى ان العراق هو جزء لا يتجزأ من مغانمها بعد ان اطاحت بالحكم البعثي القائم سنة ٢٠٠٣.. من هنا هي تراهن ان لا احد يعترض طريقها، وليس هناك من يسفه احلامها في التوسع والسيطرة وفرض الامر الواقع.
لكنها هذه المرة أخطأت خطئا فاحشا، قد يكلفها وجودها بالذات.. فعملية تصفية رؤوس مؤسسة الحشد الشعبي امر عظيم يفوق الوصف.
وقد جاءت ضمن تحالف دولي اقرته الامم المتحدة. كما ان قواتها المتمركزة بقيت تلبية لحاجة العراق للمدربين ولمكافحة الارهاب المتكرر في المنطقة.
لكنها اليوم اماطت عن وجهها واسفرت عن انيابها تجاه من حرر ارض الوطن من ارهاب الدواعش، فبدل ان تكافح الارهاب اصبحت هي الارهاب بعينه، فما معنى ان تغتال قائدا حشداويا كأبي مهدي المهندس جهارا نهارا هو وثلة من اخوته المجاهدين؟!
وما معنى ان تسيّر طائراتها في سماء بغداد دون موافقة الدولة العراقية؟!
وما معنى ان تتحرك وفق هواها ومصالحها الشيطانية في العراق دون ان تحسب حسابا لردود الافعال؟!
ان مجلس النواب اليوم على المحك.. لابد ان يقف وقفة واحدة تجاه غطرسة امريكا في منطقتنا.. عليهم ان يعوا حجم الانتهاكات التي قد تفعلها امريكا في المستقبل اذا ما سكتوا ولم ينبسوا ببنت شفة.
الادانات وحدها لا تكفي، لقد شبعنا من الادانة والتنديد الاجوف.. فلن يقدرا وان اجتمعا على طرد المحتل عن اراضينا او كبح جماحه على اقل التقادير.
فلا يخيفنكم تهديدات ترامب بتعريض العراق لعقوبات كبيرة تفوق عقوبات ايران.. لان تهديداته فارغة كفراغ رأسه المتفرعن.
نحن بحاجة الى وقفة مشرّفة لاجلاء وطرد كل القوات الاجنبية عن ارض الوطن... يكفي ما لقينا من المحتل مآسي كثيرة يبقى صداها على مر الدهور، اننا اليوم نريد ان يكون العراق لاهله وان تعود خيرات الوطن لابناءه.. وان يرجع العراق حرا مستقلا عن اي تبعية تجره الى الوراء.
رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي وان كنا نختلف معه فهو من كابينة الفساد التي نحاربها سلميا.. لكن والحق يقال وقف الرجل موقفا وطنيا حينما صرح قائلا: إن "اغتيال قائد عسكري عراقي يشغل منصبًا رسميًا يعد عدوانا على العراق دولة وحكومة وشعبًا" واضاف قائلا: اغتيال سليماني والمهندس "خرق فاضح" لشروط وجود القوات الأمريكية بالعراق.. وعلى مجلس النواب ان يعيد النظر في الاتفاقية الامنية وفي تواجد الامريكان على ارض العراق.
وحتى لا ننسى وللتأريخ نسجلها ان من يقف بوجه امريكا وغطرستها سنرفع له القبعة كائنا من كان.. كما لا ننسى رمية الحذاء الشهيرة والتي قام بها منتظر الزيدي تجاه رأس امريكا حينها جورج بوش.. كانت رمية عملية لرفض المحتل.. سيدونها التأريخ ما ذُكر الابطال.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!