بقلم: أياد السماوي
ليس معيبا أن تكونوا معارضين للحكومة.. وليس معيبا أن تسعوا لإسقاط الحكومة عبر الوسائل والآليات الديمقراطية.. وليس معيبا أن تعبرّوا عن احتجاجاتكم بالطرق المشروعة والقانونية ووفقا لماء جاء في الدستور العراقي , ولكم الحق كلّ الحق أن تمارسوا مظاهر العمل الديمقراطي والعمل المعارض وأن تتبّنوا برنامج إسقاط الحكومة من خلال سحب الثقة عنها تحت قبّة مجلس النوّاب.. ولكن ليس لكم الحق أن تسعوا لزعزعة الأمن والاستقرار تحت يافطة المطالبة بتوفير الخدمات للشعب ومحاربة الفساد.
فالفساد الذي تتحدّثوا عنه أنتم جزءا لا يتجزأ منه وغارقين فيه حتى رؤوسكم.. فالذي يريد أن يحارب الفساد عليه أولا أن يقنع الشعب العراقي أنّه وحزبه لم يكن يوما جزءا من هذا الفساد.. وعندما تعيدوا للشعب أمواله وعقاراته التي استوليتم عليها وتتخلّوا عن مشاركة مافيات الفساد التي تسرق أموال الشعب العراقي وأجياله القادمة وتكونوا نظيفين وطاهرين من كل فساد.. حينها يكون مقبولا أن نسمع صوتكم الرافض للفساد والمطالب بتوفير الخدمات.
أمّا أن تكونوا غارقين في كلّ هذا الفساد وسرقة المال العام وتطلبوا منّا أن نصدّقكم ونصدّق شعاراتكم في المعارضة والإصلاح , فهذا أمر يرفضه حتى المجنون , فكيف لنا أن نقتنع بأنّ تظاهرات الجمعة هي من رحم معاناة الشعب وتريد الخلاص له من هذا البلاء ؟ وأنّها ليست أجندة خارجية مدفوعة الثمن وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار ؟.. لست من المطبلين لهذه الحكومة ولا من الذين يدافعون عن بقاءها , ولكنّي شديد العداء للأجندات الأمريكية والسعودية التي تستهدف أمن واستقرار بلدي , وها أنا اقولها بصوت عال لا والف لا للأجندات الخارجية التي تستهدف الأمن والاستقرار في البلد وتسعى لإثارة الفوضى واستنساخ أحداث العام الماضي من جديد.. فحين يكون الأمن والاستقرار هو المستهدّف.. فاعلموا إننا جميعا خلف الحكومة وتحت إمرتها من أجل الحفاظ على الأمن , واعلموا أيضا أن ظاهرة فرض الإرادات السياسية من خلال البلطجة وإثارة الفوضى والعبث بالأمن وحرق ممتلكات الدولة العامة , لن تمرّ هذه المرّة ولن يسمح للعابثين بالأمن والنظام أن يمرروا أجنداتهم المشبوهة.. فالشعب واع وحريص هذه المرّة على الحفاظ على أمنه وممتلكاته , ولن يسمح لأصحاب الإرادات من تمرير أجنداتهم المشبوهة تحت غطاء توفير الخدمات ومحاربة الفساد.. فأين كنتم عن توفير الخدمات للبصرة حين كانت إدارة المحافظة بيد نصراويكم , وكان يسرق المال العام أمام أنظاركم ومسامعكم.. كفوّا عن هذه الأساليب وابتعدوا عن أجندات مملكة الشر التي تحالفتم معها.