- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سيناتور أمريكي يضع الحكومة ومجلس النوّاب في حرج شديد ..
أياد السماوي
كشف عضو لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور مارك روبيو مساء أمس الأربعاء عن وجود 50 ألف عسكري أمريكي في العراق , وزعم روبيو في تغريدة له على صفحته الشخصية بموقع تويتر (أنّ هنالك فصائل في العراق تجّهز وتدّرب بشكل مباشر من الحرس الثوري الإيراني , وأضاف أنّه في حال قيامهم بهجمات ضدّ 50 ألف عسكري أمريكي من جنودنا أو منشآتنا في العراق فيجب أن نعتبر ذلك هجوما مباشرا من إيران) , ومن المؤكد أنّ تغريدة السيناتور الأمريكي ماركو روبيو لم تكن زلّة لسان أو خطأ وقع فيه السيناتور , بل هي رسالة مقصودة للشعب العراقي أنّه في حال قيام كتائب حزب الله وكتائب عصائب أهل الحق بمهاجمة القواعد والجنود الأمريكان والبالغ عددهم 50 ألفا , فأنّ أمريكا ستعتبر هذا هجوما مباشرا من إيران , وعلى الأرجح أنّ السيناتور الأمريكي أراد أن يفصح عن عدد وعديد القوات الأمريكية في في العراق وطبيعة مهامها , وهذه إحدى الرسائل التي ابلغ بها وزير الخارجية الامريكية بومبيو في زيارته المفاجئة إلى العراق قبل يومين , وهذا مما يؤكد استعداد الولايات المتحدّة الامريكية شنّ الحرب على إيران , خصوصا بعد وصول القاذفات الأمريكية بي 52 إلى القيادة الوسطى في الشرق الاوسط ووصول حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لنكولن إلى المنطقة , والحقيقة أنّ تصريح السيناتور ماركو روبيو قد وضع الحكومة ومجلس النوّاب العراقي في حرج شديد أمام الشعب العراقي , وكانت وثيقة صادرة من مكتب رئيس الوزراء ردّا على سؤال برلماني من قبل النائب فالح الخزعلي عن عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق , قد افادت عن وجود ستة آلاف عسكري أمريكي في العراق لاغراض التدريب والمشورة والأسناد الجوّي.
وفي مقال سابق لنا في الاول من كانون الثاني 2019 تحت عنوان (مخاطر الوجود العسكري الأمريكي في العراق) كنّا قد تناولنا فيه تصريح رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة عادل عبد المهدي الذي قال فيه (لا توجد أي قواعد أمريكية صرفة في العراق , بل هنالك قواعد عراقية تضم جنودا أمريكيين في البلاد) , قلنا في هذا المقال أنّ نفي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة يندرج تحت احتمالين لا ثالث لهما , فهو أمّا يجهل حقيقة الوجود العسكري الامريكي في العراق وعدد الجنود والقواعد الأمريكية المنتشرة في شمال وغرب البلاد , وهذه كارثة , أو أنّه يمارس سياسة الكذب والخداع التي مارسها التي مارسها سلفه حيدر العبادي في إخفاء هذه الحقائق المهمة والخطيرة عن مجلس النوّاب والشعب العراقي , وهذه كارثة أكبر من الأولى بالنسبة لرئيس وزراء جائت به كتلتي الفتح وسائرون ووافقت عليه المرجعية الدينية العليا.
والحقيقية التي صرّح بها السيناتور الأمريكي ماركو روبيو يعرفها الجميع وفي نفس الوقت ينكرها الجميع , وهذا جزء من غياب الشفافية التي دأبت عليها حكومات ما بعد الديكتاتورية , ولو كانت حكومات المحاصصة تعرف أنّ ورائها مجلس نواب حقيقي و يمارس سلطاته الدستورية في الرقابة بشكل حقيقي , لما أقدمت حكومة حيدر العبادي على مثل هذه الجريمة بجلب القوات الأمريكية إلى البلاد بعد أن أخرجها الشعب العراقي بالصبر والتضحيات بدون علم وموافقة مجلس النوّاب العراقي , والمشكلة الأكبر أنّ كتلتي الفتح وسائرون اللتان شكلّتا هذه الحكومة والمعاديتان للوجود العسكري الأمريكي في العراق , لم تتمّكنا حتى هذه اللحظة من عقد جلسة لمجلس النوّاب لمناقشة خطورة وحقيقة الوجود العسكري الأمريكي في العراق وإصدار قانون يمنع الوجود العسكري الأجنبي بدون موافقة مجلس النوّاب , وما صرّح به السيناتور الأمريكي قد كشف زيف ادعاء الحكومة بعدم وجود قواعد أمريكية صرفة وأنّ العسكريين الأمريكان هم لاغراض التدريب والاستشارة والإسناد الجوّي ووضع الحكومة ومجلس النوّاب في حرج شديد أمام الشعب والرأي العام العراقي , وعلى ضوء هذه المعلومات الخطيرة التي صرّح بها السيناتور الأمريكي , ينبغي على أعضاء مجلس النوّاب العراقي الدعوة لجلسة طارئة لمجلس النوّاب و استدعاء رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن الوطني ومدير المخابرات العراقية ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية للوقوف على حقيقة الوجود العسكري الأمريكي في العراق.. وأنا أياد السماوي أجزم أنّ الحكومة ووزارة الدفاع وكافة الأجهزة الأمنية والاستخبارية لا علم لها بعدّة وعديد القوّات الأمريكية في العراق , وهذه هي الطامة الكبرى.. وإن صحّت هذه المعلومات الخطيرة أدعو لإقالة رئيس الوزراء وكل رؤساء الأجهزة الأمنية وإحالة رئيس الحكومة السابقة إلى القضاء بتهمة التفريط بسيادة العراق وتعريض أمنه وأمن المنطقة للخطر..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً