- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مهرجان ربيع الشهادة... كلمة الختام من صميم الاسلام
سامي جواد كاظم
كلمة فيها كلمات وعبرة في عبارات وسلامة في الغايات لنيل رب الارض والسماوات، كلمة ختام مهرجان هي مشروع بناء انسان، وحتى نحقق الطموح، نشخص الجروح، ونخاطب الروح، بالممكن والمسموح، تحدث من صميم الواقع، بلغة جعل السامع قانع، وأثّر في نفوسنا حسن الدوافع.
تناول عدة محاور صاحب السماحة مؤكدا على العمل والهمة والسماحة،
عصب الحياة الشباب، ومثلما هم هدفنا فهم ايضا هدف الاعداء، وكل يعمل على شاكلته، فهم ارض المعركة السلاح فيها وسائل الاتصال الالكترونية، وعتادها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الخبرية، لذا جاءت توصية الشيخ الكربلائي بهذا الصدد قائلا " فلا تنسوا إخواني وأخواتي في مستقبل مهرجانكم هؤلاء الأحبّة من أولادنا وشباب مجتمعنا من أن نوجّه أنظارنا وحركتنا الفكريّة نحوهم، فها هي جامعاتنا ومدارسنا تُنادي وتهتف بنا أن خذوا بأيدينا فربّما أمواج الإلحاد واللّادين ستصير طوفاناً يغمرنا حتّى لا نجد عاصماً لنا منه. "
الالحاد...الالحاد...الالحاد.. موجة فيها من الخبث وفي عقول الشباب تعبث، وغايتهم ليس الالحاد بحد ذاته بل المنظومة التشريعية الالهية التي تصون المجتمع من الانحراف والغرائز البهيمية والانحطاط الخلقي، فاذا تمكنوا من الشباب تمكنوا من المجتمع برمته، وجاء تشخيص سماحته بالاهتمام بهذه الشريحة هي من صلب وصميم الواقع.
فالنقطة الثانية التي اشار لها سماحته وهي "إنّ الواقع الاجتماعيّ والأخلاقيّ المعاصر لما يشهده من تقلّباتٍ خطيرة وتراجعٍ في القيم ومنظومات الأخلاق المجتمعيّة " هي الغاية الحقيقة من الالحاد كما اشرت انفا، والا الانسان الذي لا يؤمن بالله عز وجل لماذا يشهر الحاده ؟ فالكثير منا له معتقداه ومهما كانت لا يشهر بها قولا بل عملا والالحاد يترجم على واقع الملحد في اخلاقه وهو تراجع في القيم ومنظومات الاخلاق المجتمعية كما ذكر سماحته.
قفوا طويلا وتاملوا كثيرا في هذه العبارة "وسيادة بعض الأعراف العشائريّة الظالمة وهتك ستار الحقوق الأساسيّة في الحياة الكريمة" سيادة بعض تمعنوا جيدا بعض الاعراف العشائرية، التي اثرت اولا على الاسرة وخصوصا المراة التي كان لها حصة من كلمات كلمة الختام لما لها من موقع مهم في المجتمع فاذا اسيء الاهتمام بها اسيء للمجتمع برمته، نعم بعض الاعراف العشائرية هي عبء على المجتمع والعشائر الملتزمة بل هي حجر عثرة امام النهوض بواقعنا، لذا جاء التاكيد في هذه المناسبة التي تخاطب مختلف العقول والثقافات ليقول لهم ان هذه البعض ليست من رسالة الاسلام ولا من ثقافة الحسين عليه السلام.
كل ما طرحه سماحته في ختام مهرجان يحمل اسم ثقافة الحسين هو تاكيد على فطرة الانسان السليمة في المنهج الحسيني وحرص وحذر سماحته على عدم تلويث هذه الفطرة، هذا المجتمع الذي كان على وشك السقوط في حفرة عميقة يكتنفها الظلام والاوهام جاءت العناية الالهية بكلمات حسينية من عقل سيستاني انطلقت من نفس مكان ختام المهرجان لتنقذ هذا البلد من هذه الهاوية.
التسلسل والانتقاء والاستدراج في طرح فقرات الكلمة ضمن مهرجان يحضره شخصيات من مختلف القوميات والاديان والطوائف جاءت وكانها الحبل الذي يريد لنا الله عز وجل ان نعتصم به جميعا، فقد رفع اللثام وفضح اللئام بحسن الكلام عن الاسلام وبدد الاوهام التي قد يكون لها في عقول البعض مقام.
أقرأ ايضاً
- الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني لتفريق الكلمة
- قافلة الاسلام تسير مهما علا نباح الصهيونية
- اليمن تجسد غيرة الاسلام