- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل سينجح المشروع الأمريكي الجديد في العراق ؟
بقلم: ماهر ضياء محيي الدين
تزايدت في الآونة الأخيرة مخاوف الشارع العراقي من الإحداث المتصاعدة بعد القرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، واغلب التكهنات أو التوقعات ترجح إن هناك مشروع أمريكي جديد للعراق أو للمنطقة ككل.
هذا الاحتمالات قائمة على عدة دلائل مرتبطة بتصعيد الخطاب أو التصريحات الرسمية على لسان قادة البيت الأبيض ضد إيران للحد من نفوذها في المنطقة وفي العراق خصوصا، وسعي واشنطن لتشكيل ناتو عربي لمواجهة التهديد الإيراني.
وبين حجم التحركات العسكرية بنقل قواتها من سوريا إلى قواعد عسكرية في العراق، والزيارات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكية وتصريحاته المستمرة والمستهدفة للفصائل الحشد المقدس تحمل رسائل تنذر بان قادم الأيام لا يبشر بالخير مطلقا نحو التصعيد وتزايد حدة المواجهة.
فرص نجاح المشروع الأمريكي الجديد تكمن في مسالة واحدة فقط وخطره جدا جدا بمعنى أخر أمريكا دولة عظمى لها حساباتها (حسابات اليهود) وسياساتها المعهودة من الجميع ، والتجارب السابقة لها خير دليل على إرهابها وأجرامها، واليوم تعيش في وضع يرثى له بين فشلها في تنفيذ مأربها الشيطانية في سوريا والمنطقة، ووقوف خصومها بقوة وبحزم بوجهها، ومشاكلها الداخلية المعروفه من الجميع بعد تولي ترامب زعامة البيت الأبيض ليكون الخيار المطروح إمام الولايات المتحدة الإقدام على خطوة تحرق الأخضر واليابس من اجل تأزم الأوضاع أكثر من السابق في العراق أولا، والمنطقة عموما، وانعكاساته السلبية ستكون على الجميع لتعقيد المشهد وإرباك الوضع، وهذا ما نخشاها جميعا.
لكن في المقابل مثلما هناك فرص للنجاح المشروع الأمريكي في العراق فان فرص فشلها أكثر ولأسباب عدة أولها وجود قوات أمنية بمختلف تشكيلاتها وصنوفها، مع وجود قوات ضاربة ساعات الوغى اثبت قوتها وصمودها وحجم تضحياتها، وجميع هذه القوات تمتلك قدرات قتالية عالية وإمكانيات جيدة من ناحية العدة بعد خوضها معارك ضارية في حرب التحرير ضد داعش وأعوانه القتلى هذا لو كان الخيار عسكريا أو استخدمت أدواتها المعروفة هذا من جانب.
جانب أخر مهم وعي وأدرك اغلب مكونات الشعب في مستوى جيد جدا، وأفضل من الفترات السابقة بعد تجربة مريرة إثناء فترة داعش، والحال لا يختلف عن المناطق التي سيطر عليه، بسبب اتضحت الصورة أو الوجه الحقيقي لفكر ونواياه الخبيثة، ولو كان الخيار الأمريكي إشعال الفتن الطائفية اعتقد ستكون هناك ردة فعل من عدة جهات وفي مقدمتهم صمام امن العراق المرجعية الرشيدة العليا التي ستقف لهم بالمرصاد لاحتواء الأزمة لا سامح الله إن حدثت،وإطفاء نار الفتنة.
ولعل في تقدم في كفة، وما سيكون من مواقف أو تدخل مباشر لإيران وحلفائها لإفشال مخطط الأمريكي بكل الطرق والوسائل، والتجارب السابقة خير برهان أو حجة لدور الجمهورية الاسلامية في العراق وسوريا، وهي لن تسمح لأمريكا بنجاح مخططها، وهذا الأمر ليس من اجل مصلحة العراق فحسب إنما هي على دراية تمام أنها المستهدفه من هذا المخطط الشيطاني، ولو نجحت قوى الشر والاستكبار في خططها فمن سيدفع الثمن الباهظ إيران أولا وأخيرا.
أخيرا وليس أخرا أمريكا اليوم غارقة بسبب سياستها الفاشلة، وهي تحاول الخروج من عنق الزجاجة لكي تعطي رسائل إلى العالم بأنها مازالت سيدة العالم الأولى بلا منازع،وتحافظ على مكانتها وسطوتها من اجل جر المنطقة إلى ويلات الحروب والصراعات المحتدمة لكي تتحكم بزمام الأمور من جديد، و تعيد رسم خارطة المنطقة وفق مخططاتها، وتجبر الجميع على الجلوس على طاولة التفاوض والحوار وفق رغبتها أو إطماعها التوسعية، وهذا الآملات أو الرغبات الأمريكية ستفشل جميعها بوجود قوى قادرة على مواجهتها، وإفشال مخططتها ومشاريعها، لكن على الجميع الحذر ثم الحذر من مكر وغدر الشيطان الأكبر.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم