- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دم طاهر معراج الماضي إلى الحاضر
بقلم: دنيا الباز
قال رسول الله (صل الله عليه واله وسلم):
"أن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد ابدآ"
أوضح نبي الأمة محمد (ص) أن المؤمنين لاتبرد قلوبهم بمصاب الحسين عليه السلام , لا توجد مصيبة كمصيبته وقضية باقية كقضية الحسين (ع).
صور للمحبة والتالف، كرم للضيافة تعدت الحدود، مسير لطوائف متعددة وجنسيات مختلفة، عرضوا عن أمور الدنيا الفانية والتحقوا بطريق الحسين طريق الجنان.
عام بعد عام تزداد أعداد الزائرين في يوم أربعينية الأمام الحسين (عليه السلام) ابن بنت رسول الله (ص) لأحياء نهضة الحسين (ع) من جديد وتجديد فاجعة كربلاء وماجرى لآل بيت الرسول (ص) واستذكار جور بني أمية بحق الحسين وال بيته (عليهم السلام).
رغم الحكم الدكتاتوري السابق ومحاولته للحد من زيارة أربعينية الامام الحسين (ع) ألا أن المحبين كانوا يتوافدون في ظلام الليل الدامس مرورا بين الأزقة يحملون أرواحهم بين أيديهم وراية الحسين على ظهورهم, تحملوا مشقة الطريق والبعض وقعوا بين أيدي جلاوزة النظام ليستخدم معهم أبشع أساليب العذاب فقد حذا حذوا العباسيين عندما خلقوا جوا مرعبا لموالين آل بيت الرسول (ص) لمنع الناس من زيارة الامام الحسين (ع)، قد روي إن المتوكل العباسي كان يضع المسلحين في طريق الزائرين ليقتلوهم وتارة أخرى يزجونهم في السجون , لكنهم كانوا متمسكين بزيارة الحسين فهم يدركون الثواب والجزاء من اجل هذه الزيارة.
جملة نطق بها الحسين (ع) في ارض المعركة ارض الكرب والبلاء عندما قتل آهل بيته " آلا من ناصر ينصرنا " حين ذالك الوقت كان يقصد ألقاء الحجة على جيش يزيد ابن معاوية لأنه لم يكن في موقف المحتاج ولم يطلب النصرة منهم فهذا غير معقول.
أما اليوم علينا إن نلبي النداء وننصر الحسين إلى حين ظهور الحجة القائم (عج) نلبي نداءه بإقامة الشعائر الصحيحة ,لا نشوه القضية الحسينية، ونتجمل بالأخلاق الحسنة، الابتعاد عن الباطل لأنها من اشد المصائب التي حلت على هذه الأمة،لان الامام الحسين حارب من اجل إظهار الحق والذود عن الباطل.
أمورا عدة وفوائد جمة اغتنمناها من حب الامام الحسين وقضيته، لهذا أكد بعض العلماء النفسيين " أن البكاء علاجا للمشاكل النفسية فخلالها يستطيع إخراج الإنسان شحناته السلبية داخله التي تبعد الأمراض الجسدية،وكذلك يرتبط الضغط النفسي والحزن بتقبل الموعظة لدى الفرد من الآخرين لأنه يكون بعيد عن الأمور الدنيوية فيتجه علماء الدين خلال هذه الأيام العظيمة بإلقاء المحاضرات الدينية وكل مايخص المجتمع.
لم نستلهم من فاجعة كربلاء القتال فقط بل أدركنا معنى التضحية وإظهار الحق وتكريس العلم والدين لخدمة المجتمع ومواجهة الظروف مهما كانت ,
لم يحارب الامام الحسين من اجل أهداف دنيوية واتضح باصطحابه النساء والأطفال بل كان يضحي من اجل الإسلام والمسلمين، رغم قلة أعوانه الا انهم تسلحوا بالإيمان والعقل وعبر كل هذه القرون بقيت قضيتهم ثابته وصيتهم عبر البحار والخلجان , عبر المفكر المسيحي انطوان بارا بحق الامام الحسين "لوكان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية , ولأقمنا له في كل ارض منبر, ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين ".
هناك تشابه كبير بين قضية الحسين ومظلومية العراق فشهادة الحسين أنارت الفكر والعقيدة الإسلامية بطرق الدفاع عن الوطن والدين , إضافة للتشكيك بقضيتهم واليوم عاد الزمن نفسه فأصبح الطغاة يحاربون ويهابون الحشد المقدس في نفس الوقت كما كان الطغاة يهابون ويحاربون الحسين (ع) وأصبح شعار أبطال الحشد في معاركهم لبيك ياحسين.. لبيك ياعراق.
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد