- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وثائق البيلاوي .. احتلال الموصل
بقلم | هشام الهاشمي
في 2 حزيران,يونيو 2014 استخبارات الشرطة الاتحادية تستدرج سائق احد أهم قيادات داعش على قوائم المطلوبين في العراق والذي بدوره يعترف على محمد حميد العسافي ابو هاجر(منسق البريد العام والمسؤول المالي والأدراي لتنظيم داعش في ذلك الوقت) والذي اعترف على بيت في منطقة المزارع بالساحل الأيسر في الموصل وهو بيت عدنان إسماعيل نجم البيلاوي الدليمي (البيلاوي، من مواليد العام 1974 في محافظة الأنبار العراقية، أحد أبرز قادة تنظيم الدولة منذ تأسيسه، تولى منصب رئيس مجلسه العسكري. عمل ضابطا في صفوف الحرس الجمهوري العراقي، وفي 2005 انضم إلى صفوف تنظيم القاعدة، واعتقل عام 2007 وسجن في معقتل "بوكا" الذي كان يديره الجيش الأمريكي، وبعد خمسة أعوام تم تسليمه إلى السلطات العراقية التي أودعته سجن أبوغريب الواقع في العاصمة العراقية بغداد.في تموز, يوليو 2013، استطاع أبو عبد الرحمن البيلاوي الهرب من السجن، بعد هجوم منظم من مسلحي داعش وهربوه برفقة عدد من السجناء.
في 4 من حزيران,يونيو 2014، قتل في منطقة حي المزارع بالجانب الأيسر من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى).
كانت تشير الوثائق التي عثر عليها مع البيلاوي عند مقتله أن الأمور نحو استعداد مفارز داعش القادمة من تلعفر والعياضية لتوجيه هجمات منسقة على سيطرات احياء غرب الساحل الأيمن ولوقت محدود ثم الاستعراض العسكري وفِي وقت واحد مع استعراض سامراء حيث تنطلق مفارز داعش والقادمة من مناطق صحراء الحضر وحوض الثرثار، لتستهدف شل حركة القوات العراقية بعملية إعلامية واقعية و”تخويفهم”، وهنا يبدو منطقيا البحث عن ردود فعل القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية على هذه العملية، وكان من المفترض أن تكون ردة الفعل فيما يخص استعراض سامراء الذي تم بخلاف استعراض ايمن الموصل الذي أوجل بسبب مقتل البيلاوي وبقيت مفارز داعش مرابطة في غرب نينوى من 6-9 حزيران,يونيو تنتظر الأوامر من ابي مسلم التركماني(فاضل أحمد عبد الله الحيالي، خليفة البيلاوي، من أبناء قضاء تلعفر غربي الموصل مواليد 1959 من عشيرة "الحيالي" العراقية كان ضابطًا في الجيش العراقي، عمل برتبة مقدم في الاستخبارات العسكرية العراقية، ثم أصبح ضابطًا عسكريًا في القوات الخاصة التابعة للحرس الجمهوري، لينتهي برتبة عقيد عسكري عام 2003، قتل عام 2015).
وقد رثى العدناني صديقه البيلاوي بإصدار خاص بعنوان(رثاء ابي عبدالرحمن البيلاوي الأنباري)، وانتظر التركماني ردة فعل القوات العراقية تجاه استعراض سامراء، ولكن القيادة العراقية فضلت امتصاص خوف الناس بتكذيب الحدث إعلاميا وتسفيهه، وبحسب الإصدار المرئي الذي بثه المكتب الإعلامي في "ولاية نينوى" التابع لداعش إصدارا مطولا بعنوان "عام على الفتح" في 10حزيران,يونيو 2015، وعلى شكل سرد مصور للأحداث التي جرت في احتلال الموصل، بث الإصدار مشاهد من قطع الطريق على إمدادات الجيش العراقي المتجهة نحو الموصل قبيل سيطرة تنظيم الدولة عليها، بالإضافة إلى عمليات اغتيال جرت داخل المدينة في ظل سيطرة الحكومة عليها.
قتل البيلاوي الأنباري، دفع بأبي مسلم التركماني تأجيل الاستعراض حتى ليلة 9 حزيران وغير اسم الاستعراض الى "غزوة أبي عبد الرحمن البيلاوي".
وأوضح المتحدث في الإصدار أن عدد عناصر داعش في معركة احتلال الموصل فاق "عدد المسلمين في غزوة بدر بقليل"، وهذا إشارة منهم اكثر من 313 وحسب شهادات العيان كان عديد من جاء من خارج الموصل بحجم كتيبة 350 ومن التحق بهم من داخل احياء الموصل تقريبا نفس العدد، مقابل عشرات الآلاف من القوات الأمنية والصحوات.
وبحسب الإصدار، فإن السبب الرئيس الذي دفع بالقوات الأمنية لمغادرة الموصل، هو تفجير الصهريج المفخخ الذي قاده " أبو عمر الجزراوي"، واستهدف تجمعا لقيادات في الجيش أمام فندق الموصل والتي انهارت معنوياتها وانسحبت الى الساحل الأيسر ومن ثم جاءتها الأوامر من بغداد بالأنسحاب بحسب شهادات تقرير لجنة النائب حاكم الزاملي عن سقوط الموصل وبحسب اللقاءات التلفزيونية للقيادات العسكرية العراقية آنذاك.
وكنت أقول دائما داعش لن تصمد طويلا وهي لا تمتلك حاضنة منسجمة والحمد لله ثم لدماء الشهداء والجرحى من القوات العراقية والحشد والبيشمركة انتصرنا على ذروة التوحش والقذارة التكفيرية، داعش انتهت كدولة خلافة وأرض تمكين، وتحولت الى منظمة ارهابية يلاحقها تاريخ فشلها. ومن المستحيل أن تنجح في السيطرة على مدن العراق من جديد ربما فقط لوقت محدود لا أكثر مع حتمية هلاك القوة المهاجمة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً