- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يؤمنون بالامامة وينكرون الامام
حجم النص
سامي جواد كاظم مسالة خلافية قوية بين من يؤمن بها ومن لا يؤمن بها بل ان الامامية سموا بالامامية لاعتقادهم اليقين وعين اليقين باصل الامامة، واما من لا يؤمن بالامامة ظاهرا حسب ما يبدو فانهم يشنون هجمة شرسة على الامامية لانكارهم هذا المعتقد مع افتراض اسئلة والاجابة عليها من قبلهم وفق ما يفهمون ويريدون هم. هنالك حقائق في التاريخ لا يمكن تغييرها مثلا ان من بعد الرسول هو ابو بكر الخليفة ومن بعده عمر ثم عثمان ثم علي، هؤلاء هم الخلفاء بعد وفاة الرسول ولا خلاف عليه وفي النفس الوقت الحديث عن المفاضلة في ظل هذه الظروف لا يخدم الاسلام، ولكن الذي يثير هذه المسالة من قبل السلفيين والوهابية وبعض عوام الشيعة فانهم يغوصون في مستنقع علهم يعثروا على اللؤلؤ والمرجان. حقيقة الامر ان الكل يتفق على الامامة والاختلاف هو على من يستحقها، فالامامية تستدل على الامامة بالقران والسنة وذكر كثير من المواقف التي تؤيد بضرورة ان يكون هنالك امام وفق مؤهلات ربانية وانسانية يستطيع ان يقود الامة، هذه المؤهلات والاستدلالات هي بعينها يدعيها من يؤمن بافضلية الخلفاء حسب تسلسلهم، فهم من يستدلوا بايات قرانية لافضلية الخليفة الاول، وهم من يستدلوا بروايات الثناء من قبل رسول الله على الخليفة الاول (بعيدا عن مدى صحتها) تؤيد مطلبهم وهم من يستدلوا على احداث تاريخية تؤيد مطلبهم بافضلية الخليفة الاول، وهذا بعينه ما يعتمده الامامية في تفضيل الخليفة الرابع، فبالرغم من اختلاف الادلة الا ان المطلب واحد وهو الامامة تكون وفق الكتاب والسنة والمواقف التاريخية وعليه فالاختلاف اصبح حول الامام وليس الامامة، بالرغم من ان هذه الاستدلالات السلفية لا وجود لها لديهم في منح الثقة للامام علي الخليفة الرابع، لانهم ان اقروا بما نستدل به تشتت براهينهم وان استدلوا بادلتهم فهذا يعني انها ليست حصرا بمن يدافعون عنه. وهذا الامر كذلك ينطبق على العقلية المشتتة لليبراليين ولانهم من غير تراث فانهم ينتقون ما يحلو لهم من روايات واحداث وتفسيرات من تراث الاسلام ويختلقون اسئلة ويردون عليها، وكان الاجدر بهم قراءة ما يصدر من احكام شرعية حديثة في قيادة المجتمع الاسلامي كل حسب مذهبه، والامامية تعتمد الرسائل العملية التي تصدر من مراجعهم فتعتبر هي محل نقاش لمن يريد ان يناقش ما يخص الاسلام لانها جاءت من نصوص موثقة وليست خزعبلات تاريخية مدسوسة. ومن هذا المنطلق نجد ان الديمقراطية تصطدم بتراث اسلامي برفضها جملة وتفصيلا فيما يخص قيادة الامة الاسلامية وزاد من سوء الديمقراطية ان الديمقراطيين هم من طعنوا بمن انتخب ديمقراطيا لسوء ادارته فهذا يعني ان الاجماع لا يعني الافضلية لمن انتخبوه.
أقرأ ايضاً
- الامام الصادق (ع) ونظرته الثاقبة للاحداث
- اغتيال الامام علي بن ابي طالب (ع) اول محاولات القضاء على الدين والعدالة
- امتيازات الامام علي عليه السلام