منذ أيام والعراقيون في قلق مستمر، إثر عودة انتشار، سحب من الدخان في أجواء المدينة، مخلّفةً العديد من المشكلات الصحية، ما أثار المخاوف بشأن الآثار السلبية لاستمرار التلوث البيئي.
إذ أظهرت خارطة تلوث الهواء في بغداد، صباح اليوم الأربعاء، تسجيل منطقة شارع فلسطين تلوثا اعلى بالهواء مقارنة بـ4 مناطق أخرى في بغداد تحتوي على مقاييس تلوث الهواء.
وكانت العاصمة بغداد تحتوي على 3 مقاييس فقط تتوزع في السفارة الامريكية وشارع فلسطين وفندق الرشيد في المنطقة الخضراء، لكن بعد قفزات التلوث التي سجلتها بغداد في الأسابيع الماضية، تم نصب مقياسين جديدين في زيونة والدورة.
واظهرت مقاييس التلوث، ان “المقياس في شارع فلسطين سجل اعلى مستوى تلوث وبلغ 229 أي ما يعادل 4.5 ضعف المستوى المقبول، فيما جاء مقياس السفارة الامريكية (سريع القادسية) في المرتبة الثانية بالتلوث بلغ 218، وزيونة بالمرتبة الثالثة وبلغ 211، فيما جاء مقياس فندق الرشيد رابعا بتركيز تلوث بلغ 161، اما الدورة فجاء في المرتبة الأخيرة الخامسة بالتلوث وبلغت قيمته 154”.
وعموما تحل بغداد في الوقت الحالي بالمرتبة الرابعة عالميا بنسبة تلوث الهواء وبقيمة بلغت 208.
ومنذ أشهر تعاني أجواء العاصمة بغداد من انتشار رائحة الكبريت، إلا أنها إزدادت بشكل ملحوض خلال الشهرين الماضيين، مما أثار شكاوى السكان من تأثيره على جودة الهواء وصحتهم، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل العاجل لإيجاد حلول للحد من الانبعاثات الملوثة وتحسين جودة الهواء.
وشخص المركز العراقي الاقتصادي السياسي (منظمة مستقلة مهتمة بشؤون البيئة) أسباب زيادة معدلات التلوث البيئي بالعاصمة، مؤكدا أهمية إنشاء مدينة إدارية جديدة كخطوة جدية للتخلص من هذا التلوث، ووضع خطط وحلول آنية لإدارة هذا الملف في بغداد وعموم مناطق العراق.
وحددت وزارة البيئة، في 24 أكتوبر تشرين الأول الماضي، أماكن بؤر التلوث في العاصمة مؤكدة أنها تتمثل بمحطات توليد الطاقة الكهرباء والتي تستخدم الوقود الثقيل ( النفط الأسود) مثل: محطة توليد الكهرباء في الدورة، ومعامل الاسفلت المؤكسد وغير المؤكسد، ومعامل الطابوق المنتشرة في حزام وضواحي بغداد، بالاضافة الى مواقع تراكم النفايات، والمطمر غير الصحي خصوصا مواقع معسكر الرشيد، والنهروان والنباعي، والتاجي بالإضافة الى ما تتعرض له من حرق عشوائي وخاصة أثناء الليل، كذلك كور الصهر غير القانونية والتي تنتشر بين الأحياء السكنية، والتي يصاحبها انبعاثات غازية ضارة”.
وأقر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في 15 أكتوبر تشرين الأول الماضي، بالممارسات الحكومية الخاطئة في التعامل مع التلوث، كاشفا عن إجراءات شاملة لمواجهة التلوث وتحسين البيئة في العاصمة بغداد.
وقررت الحكومة العراقية، منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، استنفار وزاراتها لمعالجة المخلفات البيئية والحد من الفعاليات والأنشطة الملوثة، مؤكدة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، في خطوة تأتي للحد من تفاقم التلوث البيئي في البلاد، ووجه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، وزارته بالتحرّك لإغلاق المواقع المخالفة للبيئية والحدّ من الفعاليات والأنشطة الملوثة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، فضلاً عن إيقاف فعاليات حرق النفايات في مواقع الطمر وخارجها، وإخماد الحرائق الحالية، بالتنسيق مع وزارة البيئة، وإجراء حملات أمنية دورية لمراقبة جميع أشكال التلوث.
ولم تساهم حملات ملاحقة المواقع الملوثة للبيئة بإنهائها، إذ اتهمت وزارة البيئة، في حينها، أصحاب مواقع الصهر وحرق النفايات وغيرها بمخالفة التعليمات وعودتها إلى اعمالها.
وكان موقع IQAir المتخصص بمراقبة جودة الهواء العالمية أفاد ، في 12 أكتوبر تشرين الأول الجاري، بأن العاصمة العراقية بغداد تصدرت قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، مبينا أن مستويات التلوث ببغداد قد تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند، التي تشتهر بارتفاع نسب التلوث فيها.
يشار إلى أن استنشاق ثاني أكسيد الكبريت يزيد من خطر التّعرّض لمشاكل صحيّة كالسّكتة الدّماغيّة وأمراض القلب والرّبو وسرطان الرّئة والوفاة المبكّرة، كما أنّه يؤدّي إلى صعوبة في التنّفس وخاصّةً للذين يعانون من حالات مزمنة.
ويطرح العراق 23 مليون طن من النفايات يومياً، في ظل انعدام مواقع الطمر الصحي وغياب طرق إعادة تدويرها بشكل صحيح، حيث تدفع البلاد ثمنا باهظا لعدم قدرته على التعامل مع هذا الملف ما يضيف أزمة بيئية جديدة للبلاد، بعد التغير المناخي.
يشار إلى أن العديد من المختصين حذروا من تراكمات ولدت التلوث الحاصل في العراق وهي تتعلق بملف شح المياه والتصحر الذي تتمكن الحكومات من طرح حلول واقعية بشكل مقنع لمعالجته، وإلى جانب ذلك تأتي النشاطات العسكرية شمالا وغربا والتي أثرت وتؤثر بشكل مستمر على صحة الإنسان وبيئته.
أقرأ ايضاً
- اسبانيا تدعو العالم للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال الصهيوني
- الرئيس العراقي يؤكد على أهمية رؤية المرجع الأعلى لاستقرار العراق وإبعاده عن التجاذبات الإقليمية
- وزير الصحة الفلسطيني: العراق قدم أعلى درجات الرعاية الطبية لجرحانا