حجم النص
16

بقلم:سامي جواد كاظم
تاريخ العراق السياسي من بداية القرن العشرين والى يومنا هذا مليئة بالمتناقضات بل الصفة الغالبة على اغلب من يكتب مذكراته او يكتبها ولده بعد وفاته فيها المديح المفرط مع الاراء المختلفة للاخرين من حيث جعلهم وطنيين او عملاء ، ولابد هنا اشارة الى الدور السيء الذي اضطلعت به المس بيل امام بعض الشخصيات العراقية ان لم يكن اغلبهم لم يكونوا على درجة عالية من الحنكة السياسية ليكونوا تبع لها . اتحدث عن نموذجين عاشا نفس الفترة وللقارئ ان يقارن هما جعفر ابو التمن( 1881 ـ 1945) وجعفر العسكري ( 1885 ـ 1936 ) وما ذكرته بالمصادر مع تحفظنا على طريقة نقل المعلومة التاريخية من قبل كتابها جعفر ابو التمن (محمد جعفر جلبي بن محمد حسن بن الحاج داود أبو التمن) افضل مصداق للحركة الوطنية في العراق وانه ادرك ان منح عرش العراق لفيصل كانت لعبة استعمارية ، وعندما اراد فيصل التوجه الى البصرة وطلبوا منه ان يرافقه فقال ابو التمن : ارجو ان تعفيني من ان اكون من زفافة هذا العرس ، الى نفس المعنى يشير السيد عزيز شريف ( 1904 ـ 1990 ) اذ يقول ان جعفر ابا التمن ان ترشيح فيصل لعرش العراق يعتبر صفقة خاسرة لم يلتحق ابو التمن ضمن المرافقين لفيصل الذي ركب الباخرة ( نورث بروك ) من جدة الى البصرة بحجة انه يريد ان يحج علما ان موسم الحج بعد شهرين لذلك بقي في الحجاز ولم يعد الا بعد انتهاء مراسم تتويج فيصل ملكا على العراق ( ص300) المس بيل رماد الشرق المستباح ) اقول : يوم تنصيب فيصل كان يوم 18 ذي الحجة وهذا يتفق ان عودة ابو التمن كانت بعد انتهاء موسم الحج ، هذا اولا ، ثانيا : مؤلف الكتاب الاستاذ حسن السعيد ، هو من يصف طبيعة جعفر ابو التمن وذكر عبارة ( ان تعفيني من ان اكون من زفافة هذا العرس ) ولم يذكر المصدر ، وبدا بمدح وطنيته وتاكيد عمالة فيصل وهذا لا يتفق ونقل الحدث وليس دفاعا عن فيصل، وثالثا ، نعم في الوثائق البريطانية لسنة 1919 ـ 1920 ـ ذكرت عن جعفر ابو التمن انه صعب المراس ولا يميل الى السياسة البريطانية وهو شيعي وله جماعة يمثلون الحركة المضادة للسياسة الانكليزية ، ( كما ذكر الدكتورمؤيد عبد الرحيم الونداوي في كتابه شخصيات عراقية في وثائق بريطانية 1919 ـ 1920 ص 91) جعفر العسكري بداية ذكر الكاتب حسن السعيد هذه العبارة التي هي مثار للتعجب ذكر : فهذا امره مثار للعجب حقا من المقربين جدا لملك فيصل في سوريا وظل معه هناك حتى النهاية فما حدا بجعفر لكي يفرط بهذه العلاقة ؟ يقصد التفريط بالعلاقة هو التجسس على فيصل لصالح الانكليز بينما يتحدث السعيد : لذا نرى جعفر يسهم في الدعوة الى تولي فيصل عرش العراق ووضع نفسه تحت عناية الملك وصار يفشي سر الملك عند الانكليز عن مناوراته مع الوطنيين . ويضيف بما معناه انه كان طوع المس بيل فيما تريد وحريص على ان يتبع السياسة الانكليزية . وكثيرا ما يتردد عليها في بيتها ليؤكد دعمه للانكليز في تنصيب فيصل وانه حريص على ان لا يغضب الانكليز . وفي كتاب شخصيات عراقية في الوثائق البريطانية ذكر الونداوي ما كتب عنه : ان جعفر العسكري عضو عسكري في مجلس مستشارية الملك فيصل في دمشق وكان ايضا عضو المؤتمر الذي انتخب الامير عبد الله اميرا على العراق في اذار 1920 ( شخصيات عراقية في الوثائق البريطانية ص90) اقول سيرة جعفر العسكري من حيث التعليم حتى منحه رتبة عسكرية كانت كلها ضمن الحكومة العثمانية وعمل معها ، لكن بعد الاحتلال التحق مع الضباط هو ومعه نوري السعيد مع الانكليز لادارة العراق , جعفر العسكري زوجته ام طارق اخت نوري السعيد .
أقرأ ايضاً
- "فرحةُ العيدِ وحكايةُ الحلاقِ"
- أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ - السَّنةُ الثَّانيَةُ عشَرَة - الجزء الثلاثون والأخير
- أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ - السَّنةُ الثَّانيَةُ عشَرَة - الجزء التاسع والعشرون