حجم النص
نص كلمة الوفد العراقي المشارك في مؤتمر الاتحادات البرلمانية الدولية في العاصمة الفيتنامية "هانوي" برئاسة الشيخ د. همام حمودي "في البدء لابد من الشكر والتقدير والثناء لفيتنام شعبا وبرلمانآ على ضيافتهم الكريمة وما غمرونا به من محبة وتعاطف، وقد كانت بطولات شعب فيتنام في مواجهة التدخلات الخارجية ملهمة لشبابنا في الستينات والسبعينات . السادة المحترمون.. ان الأحداث التي تجري في العراق تأخذ الأولوية على الصعيد العالمي، فالعراق اليوم يمثل الخط الأول في مواجهة ظاهرة الارهاب التكفيري الوحشي والمتخلف والذي يتمثل بـ "داعش"، فداعش يرفض الاخر ويعمل على ذبح وحرق واستعباد الشعوب. وعندما دخل داعش العراق وصل الى بغداد وجنوبها، وكان يمكن ان يصل الى منابع النفط في الجنوب والخليج، خاصة وانهم استخدموا ابشع الوسائل في حربهم كالذبح واسر النساء الايزيديات وبيعهن واجبار المسيحيين على دفع الجزية او اسلامهم، اضافة لقتل وذبح وحرق الشيعة وغيرهم من الشبك، وحتى قتل السنه الذين لا ينقادون لخلافتهم، وتدمير الاثار التي يزيد عمرها عن الخمسة الاف سنه بطريقة مفزعة ومؤثرة، وسحق كل المعالم الانسانية والحضارية التي تعكس هوية الشعوب الثقافية وتاريخها الانساني. ونتيجة لكل هذه الاعمال الوحشية التي اقترفتها ايدي الارهاب فقد انبرى كل شعب العراق استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، ولنداءات القيادات الوطنية للدفاع عن انفسهم وحفظ مجتمعهم وكيانهم، وتوحد الشعب في جبهات مواجهة ظلامية داعش، فمن الشمال البيشمركه، ومن الانبار ابناء العشائر وخاصة اهالي حديثة الابطال، ومن الجنوب مجاميع الحشد الشعبي، وقد انتصر شعب العراق بتوحده في خندق مواجهة داعش، وببسالة وشجاعة ووطنية ابنائه الذين قدموا المئات من الشهداء والجرحى، واستقبال كربلاء لابناء الرمادي، والنجف للمسيحين والايزديين، وكردستان لابناء الموصل جميعها اكدت تماسك العراقيين وتوحدهم في حربهم ضد القوى الظلامية، وقد بذلنا اموالنا لانقاذ بناتنا الايزديات من الاسر والمذله، وقمنا بتسليح ابنائنا المسيحيين والايزديين ليقاتلوا معنا في تحرير ديارهم، وترك ابن الجنوب بيته ليذهب الى صلاح الدين مع اخوانه "الجبور السنه" ويساعدهم في تحرير مناطقهم ليعودوا اليها، كل ذلك بايدي عراقية خالصة، وقد رسم العراقيون بدمائهم التي امتزجت على ارض المعركة مستقبل التعايش فيما بينهم. وهنا اتوجه بشكري لجميع الاصدقاء والاشقاء الذين وقفوا مع شعب العراق وساندوه في هذه المحنه عبر دعم النازحين والمهجرين الذي فاق عددهم 2 مليون انسان، وننتظر المزيد من الدعم المادي والعسكري والاستشاري، ونؤكد اننا لا نسمح لاحد ان يشاركنا في دمائنا التي نطرز بها شارات النصر على داعش في ميدان المواجهة، والعراق اليوم بات اكثر اماناً واكثر قدرة على رسم مستقبله. السادة المحترمون.. ان الدماء التي يقدمها العراقيين هي لانقاذ العالم من شر وسعي داعش لتدمير كل شيء، ونحن بموقفنا الاخلاقي هذا نعطي صورة واضحة لجميع شعوب المنطقة والعراق على وجه الخصوص حول رؤية هذه الجماعات الارهابية كي نسير سوية وبشجاعة نحو بناء الانسان وكرامته وقدرته وروحه الخلاقة، وقد اثبتت الحروب التي مرت بها المنطقة ان الحوار هو الطريق الاسلم لحفظ وتحقيق السلام والتنمية، وان تجاوز ارادة الشعوب عبر العمل العسكري والمخابرات الاقليمية والاحتلال والاعتداء يهدد الاستقرار الاقليمي والدولي، ويفتح ابوابا واسعة لتوسع الجماعات الارهابية واساليبها الخداعة والوحشية، فالشعوب اقوى من الطغاة والاحتلال والارهابيين مهما تفرعنوا، وهذا اقوله من تجربة العراق واعرضه امام شعوب المنطقة وخصوصا لاشقائنا في سوريا وليبيا واليمن.. ولكم جميعا".
أقرأ ايضاً
- الأمم المتحدة: لا خوف على العراق
- وفد برلماني إيراني یتوجه إلى العراق
- السوداني يعوّل على السياحة لتكون مصدراً اساسياً بالاقتصاد غير النفطي في العراق