حجم النص
تناولت وسال الاعلام العالمية والمحلية أزمة تنظيم "داعش" المتفاقمة وركز المحللون والباحثون على مخاطر هذا التنظيم، فقد كتب الباحث في شؤون الارهاب الكاتب الصحفي علي الطالقاني مقالا تحدث فيه عن معركة الموصل المحتملة حيث قال ينتظر العالم اليوم الذي وعد فيه المجتمع الدولي "خياره الوحيد" المتمثل بتدمير تنظيم داعش. وأضاف الكاتب ان ما يجري الآن من عمليات قتالية تخوضها القوات العراقية المدعومة من قوات الحشد الشعبي منذ شهر لاستعادة مدينة تكريت من يد تنظيم "داعش"، حيث من المفترض ان تنجز ذلك سريعاً. وحول تداعيات اطالة الحرب في تكريت قال الطالقاني ان القوات العراقي تعمد في سياستها في الحرب على الارهاب على استنزاف التنظيم والتموضع وتقليل الخسائر المادية والمعنوية وإنهاك مجاميع التنظيم واستعادة مراكز المدن والمطارات والاتصالات وباقي المواقع المهمة. وهذه الخطوات مهمة جدا من أجل التوجه فيما بعد نحو استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش. وتوقع الكاتب بأن تهاجم القوات العراقية بمساندة قوات الحشد الشعبي بجيش قوامه أكثر من عشرين الف جندي لمواجهة التنظيم الذي يبلغ عدده بحسب التقديرات نحو 6000 مقاتل، لتحرير مدينة الموصل. وذكر الكاتب عدة أسباب واصفا اياها تحول دون عملية تحرير المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش. - العامل الدولي حيث يتميز بتأثيره الكبير فان الامريكيين يسعون الى تعزيز مكانتهم في العراق بشكل أكبر في وجه التحدي الايراني الذي يتصدر الموقف من خلال دعم إيران للعراق في معركته ضد داعش في وقت يقف الامريكيون موقف المتفرج على الاحداث. فضلا عن دول الخليج وتركيا حيث يسعى كل طرف بأن يجد مساحة لنفوذه. - خلاف واشنطن مع بغداد حول موعد انطلاق العملية، فقد كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى في القيادة المركزية الأمريكية عن انطلاق عملية تحرير الموصل التي قال انها ستبدأ في شهر نيسان/أبريل من من عام 2015. وهو الأمر الذي خلق أزمة بين الولايات المتحدة والعراق بشأن الجدول الزمني، وسط اتهامات عراقية لواشنطن بكون الأخيرة ليست ملمّة بما يجري ولا بالتوقيتات المناسبة للهجوم. - الاستعداد اللوجستي للقوات العراقية وتحرير المناطق المحاذية لمدينة الموصل. - الجدل المحتدم بين مختلف الجهات المحلية والدولية حول هوية الجهات التي ستساهم في المواجهة حيث تدور خلافات كبيرة حول ذلك والتي من المحتمل ان تواجه الحكومة العراقية اختبار صعب، كذلك السؤال يطرح نفسه حول دور قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل؟ وما هو دور التحالف الدولي في ذلك؟ وماذا ستؤول اليه الاوضاع بعد مرحلة الهجوم؟ وما هي الخيارات المطروحة في حال عدم انهاء المعركة أو إطالتها؟ - الخلافات السياسية التي تعصف بالبلد حيث يدور جدل كبير حول هوية المدينة ودور العرب السنة في تحريرها وإدارتها فيما بعد. وحول تشكيل الجيش العراق بشكل منظم قال الطالقاني ان حجم التحديات الجسمية التي تمر بها المؤسسة العسكرية العراقية باتت الأمور تسير في اتجاهين: الأمر الأول: نحو تشكيل جيش عراقي موحد من أجل القضاء على داعش ومواجهة التحديات المستقبلية. الأمر الثاني: نحو انشاء جيوش مبنية على اساس طائفي وقومي، بحيث يكون للشيعة جيش في الوسط والجنوب وللسنة جيش في غرب العراق والأكراد سيكون لهم جيش في الشمال في وقت تتزايد فيه المخاوف من هذه التقسيمات التي قد تؤدي بالبلد نجو حروب داخلية. وأضاف أيضا ان ذلك يعتمد على المساعي من قبل الجميع وكما هو مبين حيث يجب توسيع حملة دعم المؤسسة العسكرية. فكلما طالت المدة في تشكيل جيش عراقي منظم زاد انقلاب الأوضاع الأمنية وقلة ثقة المواطنين بالجيش، وهذا أمر قد ثبت بعد سقوط الموصل بيد "تنظيم الدولة الاسلامية" المزعوم حيث تم تشكيل مجاميع مسلحة مدعومة من دول مختلفة لمواجهة خطر التنظيم. حسب قوله دراسة العواقب وحول تحرير الموصل بشكل خاص قال الطالقاني من الضروري قبل انطلاق عملية تحرير الموصل ينبغي التفكير بجد لأن هذه المدينة تختلف خصوصيتها عن باقي المحافظات، فهي مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، ومن كبريات المدن في العراق حيث يبلغ عدد سكانها نحو مليون شخص وتبلغ مساحة مركزها نصف مساحة العاصمة بغداد وتضم طيفا مختلف الالوان من الأديان والاعراق من التركمان والاشوريون والأكراد اضافة الى المكون السني والاقلية الشيعية هناك. وقال أيضا نظراً إلى هذه العوامل، هناك تخوف كبير من ان تطال الحرب المدنيين هذه المدينة الكبيرة حيث يعمل تنظيم داعش على فرض قيود على المدنيين من اجل عدم مغادرتهم المدينة، وهذا يعني ان تحرير الموصل يطرح تحديات كبيرة امام الحكومة العراقية والقوات الأمنية، وبالتالي فإن استعادة هذه المدينة تتطلب دراسة حثيثة في الكيفية التي تتم فيها بأقل الضحايا والتكاليف وبالسرعة الممكنة. حسب قول الكاتب وطالب الكاتب من واشنطن وايران ابعاد العراق عن صراع المصالح، حيث يقول خبراء "إن الاستراتيجية الأمريكية في العراق تعتمد على إيران في الوقت الذي يخضع فيه الرئيس باراك أوباما لضغوط سياسية من الجمهوريين بشأن المفاوضات النووية مع إيران". ووضع خطة مستقبلية لوقف المحور الخليجي والتركي عن دائرة الأحداث في العراق قبل ان تمتد نار العنف الى بلدان أخرى. وختم الكاتب قائلا: هناك أمل كبير قبل انطلاق عملية تحرير الموصل يتمثل في رفض لوجود داعش من قبل مجاميع قتالية متسترة في الموصل، فضلا عن ان بعض العشائر قد تغلق أبوابها في وجه التنظيم كذلك يمكن ان يشن التحالف الدولي ضربات جوية مدعومة بالسيطرة على نظام الاتصالات وتأمينها بين المواطنين والقوات الأمنية، واتخاذ معسكرات الجيش مقرا للقوات الأمنية لها، فان معسكر الغزلاني ومطار الموصل موقعان مهمان لانطلاق العمليات ضد تنظيم داعش، كذلك يمكن تجنيد المقاتلين الراغبين في الخدمة العسكرية حيث يقدر عدد المواطنين المؤهلين للخدمة العسكرية في الموصل بحسب التقديرات نحو مائة الف مقاتل من الشباب.
أقرأ ايضاً
- أول تعليق إيراني بعد انتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية
- ترامب يهدد بـ"اندلاع الجحيم في الشرق الأوسط"
- الداخلية الألمانية: على بعض السوريين العودة لبلادهم في ظل استقرار الأوضاع فيها