حجم النص
تعاطت النخبة العراقية المرافقة لرئيس الوزراء حيدر العبادي في وقفته "المهمة" في عمّان، مع الزيارة وتفاعلاتها على أساس أنها رسالة من الحكومة العراقية الجديدة للمحيط والجوار العربي والإقليم، عبر المحطة الأردنية تحديدا، على أمل ان تساهم عمّان في "ترميم" العلاقات العربية وتبديد المخاوف من التقارب العراقي الإيراني، بعد الشوائب التي اعترت العلاقات العربية العراقية في حقبة الرئيس نوري المالكي. على هذا الأساس نظم في عمّان لقاء بين العبادي ومشايخ محافظة الأنبار الفارين الى الاردن، الذين سلموا حكومة العبادي "ورقة مطالب" تتعلق بمحافظات الأنبار والرمادي وصلاح الدين، وهي الورقة نفسها المدعومة سياسيا من الأردن. وطالب 6 من قيادات من شيوخ الانبار، بالغاء اجتثاث البعث، وعدم العودة للصحوات، ودعم محافظة الانبار وشيوخها بالمال والسلاح والتدريب لمواجهة التطرف والجماعات الارهابية. اما الاردن فاكد مصدر رسمي انه لا يمانع في تدريب ابناء عشائر الانبار لمواجهة خطر الجماعات الارهابية. واكد المصدر لـ "العرب اليوم" ان الاردن لن يخوض حربا برية ضد الارهاب خارج حدود الوطن لكنه مستعد لتدريب القوى المعتدلة لمواجهة خطر تمدد الجماعات الارهابية. هذه المطالب قدمها ماجد العلي السليمان وحميد الشوكه والشيخ خميس الفهداوي وطارق الحلبوسي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي التقاهم على هامش زيارته عمّان أمس الاول. وقال الشيخ خميس الفهداوي لـ "العرب اليوم" ان شيوخ الانبار قدموا ورقة مكونة من 11 مطلبا، مكتوبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ركزت على الغاء قانون اجتثاث البعث، ومقاضاة المواطنين المخالفين للقانون بموجب قوانين العقوبات لا على اساس الانتماء الحزبي. واكد الفهداوي ان الورقة تضمنت مطلبا بتشكيل الحرس الوطني لمحافظة الانبار لحمايتها وطرد الارهاب، كما تضمنت المطالب الحديث عن الغاء تجربة الصحوات التي أنشأت اشخاصا لا يمثلون العمق الاجتاعي والعشائري وتمثيل ابناء الانبار، وان لا تتكرر هذه التجربة. وشدد الفهداوي على ان الحضور طالبوا بتشكيل مجلس شيوخ عشائر العراق الموجود في الدستور الذي تعطل بالبرلمان. وتضمنت ورقة المطالب التشديد على وقف القصف الحكومي على المناطق المدنية بالمحافظة، وتامين وصول المساعدات الطبية والغذائية لمدن المحافظة. وبخصوص تدريب ابناء الانبار لمواجهة داعش قال الفهداوي: ناقشنا هذا الموضوع مع العبادي وطرحنا خيارات تدريب شبابنا في الانبار او شمال العراق او على الاراضي الاردنية. هيئة علماء المسلمين في العراق نأت بنفسها عن المشاركة في اللقاء لانها تتحفظ على المشاركة بالعملية السياسية، والعقلية التي يدار بها العراق بعد الاحتلال. العبادي؛ استنادا إلى مصادر "العرب اليوم" تلقى المطالب بإيجابية، ووعد بمعالجتها في الوقت الذي تكرست فيه القناعة بان عمّان هي المحطة التي تدعم مجريات "المصالحة" السياسية المحتملة بين حكومة العبادي في بغداد وزعماء مشايخ القبائل السنّية في الأطراف.
أقرأ ايضاً
- بالأرقام.. إحصائية رسمية دولية حول اعداد النازحين في العراق
- الرئيس الإيراني: لدينا مع العراق هواجس مشتركة حول التطورات السورية
- مقتل جندي من التحالف الدولي في العراق