اكد رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكنور ستار الساعدي، السبت، ان طموح العتبة الحسينية المقدسة، ان تصبح محافظة كربلاء المقدسة العاصمة الطبية للعراق، بعدد المشاريع الطبية والملاكات الطبية والتمريضية والادارية المتميزة، فيما بين اسباب النجاح التي ترافق مشاريع العتبة الحسينية المقدسة في هذا المجال وباقي المجالات الاخرى.
واكد الساعدي في حديث خص به وكالة نون الخبرية، ان "هناك تساؤل مهم يتكرر بين مدة واخرى مفاده لماذا تقوم العتبة الحسينية المقدسة بتنفيذ مشاريع صحية وتعليمية وتربوية وقد يقول البعض ان عليها ان تهتم بالامور الدينية والمجالات التي تخص الزيارات المليونية وهو تساؤل يطرح حتى من بعض الاطباء، وهذا السؤال يحتاج الى اجابة واضحة ومباشرة ولكوني عملت في مواقع مسؤولية حكومية منها مدير عام ووكيل وزارة ووزير للصحة بالوكالة وخبير في منظمة الصحة العالمية لمدة (18) عاما فساجيب على هذا التساؤل بصراحة وهي ان الاجراءات الحكومية والبيروقراطية والروتين القاتل وتعليمات تنفيذ العقود الحكومية وبعض القوانين الموجودة تسهم بشكل مباشر بتعطيل تنفيذ الكثير من المشاريع او تلكأها في التنفيذ بعد الشروع بها، وهو جواب مختصر لواقع المشاريع الحكومية ولا يمكن القول ان كل مسؤولي الدولة ليس لهم القدرة على الانتاج والانجاز بل على العكس لان الكثير من العراقيين هم من القامات والطاقات الخلاقة التي تحتاج فقط الى من يصقلها ويدعهما ويفتح لها الطريق، لذلك انا اعتبر ان العراقي شخص فاعل ومنتج".
وذكر الساعدي مثالا على هذا الامر بقوله، ان "مستشفى السلطان قابوس لمعالجة الاورام في سلطنة عمان سعته الكلية (1300) سرير وفيه خمسة اضعاف ما موجود من الاجهزة المختصة بالعلاج بما يماثلها في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام وافتتح منذ ثمانية اشهر وفيه اطباء العلاج الاشعاعي والعلاج الكيميائي والاشعة من الاطباء العراقيين المقيمين في كندا واميركا استقطبهم هذا المستشفى للعمل فيه، وبعد ثمانية اشهر من العمل وصلت الطاقة الانتاجية للمستشفى وبناء على تواصلنا معهم الى (5%) وما زالوا يعملون على رفع الانتاجية في نهاية العام الجاري الى (10 ـ 20) بالمئة، ولو قارنا انتاجية وعمل هذا المستشفى مع مؤسسة وارث للاورام نجدها افتتحت في السادس من شهر آب الماضي واستقبل فيها المرضى واجريت عدد من العمليات الجراحية في نفس اليوم وكانت فيها كثير من الامور التي لم تكتمل من الاجهزة والمعدات، واكتمل المستشفى في الاول من ايلول الماضي وتقوم العتبة الحسينية المقدسة بدعم مؤسسة وارث لعلاج الاورام بمبلغ يصل الى (800) مليون دينار شهريا وخلال تسعة اشهر صرفت المؤسسة (12) مليار دينار تخص الادوية والرواتب وكلف تشغيلية وعالجنا (25) الف مريض بعد ان وصلت نسب الاصابة في العراق الى (36) الف اصابة سنويا وعالميا اصبح مرض الاورام مرض مزمن لان (90) بالمئة يمكن علاجهم".
وبين رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الامر، بان "هذا النجاح يرجع الى بركات الأمام الحسين (عليه السلام) ودعم المتولي الشرعي للعتبة المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي منقطع النظير، وكذلك العمل بروح الفريق الواحد حيث تكاتفت كل الادرات العليا للعتبة الحسينية المقدسة وجميع الاقسام المعنية على انجاح تلك المشاريع وكانوا بحق داعمين لا معرقلين للمشاريع بل مشجعين للعاملين فيها وحصلنا على الكثير من التسهيلات الاستثنائية التي سهلت انجاز تلك المشاريع وتشغيلها وادارتها، اما الفريق الثاني فهو فريق عمل المؤسسة من اطباء وتمريضيين واداريين ومحاسبين وعمال خدمة من العراقيين وغيرهم الذين اصبحوا فريق مميز بكفاءته وانجازه، لان القاعدة المعتمدة في كل العالم تحدد ان المبنى والاجهزة الطبية تسهم بنسبة (20%) بنجاح عمل المستشفيات و(80%) للادارة والعمل الفني، لذلك فأن طموح المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة والذي اصبح طموح جميع العاملين في هيئة الصحة والتعليم الطبي وباقي اقسام العتبة المقدسة هو ان تصبح محافظة كربلاء المقدسة هي العاصمة الطبية للعراق، وهو امر ممكن بل يجب ان يكون لان مدينة الامام الحسين (عليه السلام) هي مدينة العلم والعطاء وهي العاصمة العلمية والطبية التي تصنع الانسان وهو منطق يحتاج الى تكاتف الجهود بالرغم مما موجود من تعاون كبير جدا مع محافظة كربلاء المقدسة وجميع دوائرها التي ابدت وما زالت تبدي تعاونا وتنسيقا جعلنا نعمل بروح فريق العمل الواحد سهل علينا انجاز الكثير من المشاريع".
واشار الى موضوع مهم جدا يتعلق بعمل الجهات الطبية الذي وصفه بقوله" ان عمل الفريق الطبي تكاملي بكل اعضاءه حتى يصل الى عامل الخدمة في المستشفى الذي لا تقل اهميته ودوره عن دور الطبيب والممرض، لان المستشفيات العالمية تحرص على ايجاد نظام (السيطرة على التلوث) المتعلق بمعالجة التلوث في المستشفيات عن طريق عمال الخدمة المختصين بالتعقيم الصحيح الذي يسهم في عدم اعطاء المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية لعلاج المناعة من التلوث (المضادات الحيوية) والتي قد تصل الى عشرين ابرة، وهو ما يسهم في خفض الانفاق على الدواء وتعضيد دور صحة المريض، وطموحنا في العتبة الحسينية المقدسة ان نكون رقما مميزا بين باقي المؤسسات الصحية لانه رقم يعتبر تميزه من تميز الامام الحسين (عليه السلام)".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي - قاسم العميدي
أقرأ ايضاً
- الرئيس الفقير يستسلم للسرطان ويترك رسالة وداع مؤثرة
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير
- في اول تصريح له بعد تجديد الثقة... امين عام العتبة الحسينية يشكر المرجعية الدينية العليا ويتعهد بالمسير على نهجها(فيديو)