تكاد تنفرد مدينة كربلاء المقدسة بانها تستقبل سنويا وفي اكثر من مناسبة دينية ورياضية حشودا بشرية مليونية تجاوز بعضها العشرون مليونا، وتتميز ايضا بمواسم زيارات تكتظ فيها الشوارع والطرقات مثل اشهر محرم الحرام وصفر ورجب وشعبان ورمضان، فضلا عن العطلتين الصيفية والشتوية للمدارس والجامعات واقامت المباريات الدولية والاسيوية والمحلية على ملعبها، كل تلك الحشود تأتي الى كربلاء بالسيارات ناهيك عن سيارات اهل المحافظة، ورغم انها تشهد زخما مروريا في بعض المناطق الا ان فيها شوارع ومجسرات كثيرة وواسعة وحولية تسهل سير المركبات او تسحب السير من مناطق الزخم الى التحويلات، وفيها ايضا مشاريع لانشاء شوارع جديدة في احياء عدة ستسهم ايضا بزيادة الطاقة الاستعيابية، لكن ما تعاني منه كربلاء مركزا واقضية ونواحي هو قلة الملاكات العاملة في مديرية مرور كربلاء والتي من السهل ملاحظتها في جميع التقاطعات او قلة الدوريات للدراجات او السيارات، كل تلك الامورتعد دعوة الى وزارة الداخلية لتعزيز ملاكات مديرية مرور كربلاء بعدد اضافي او زيادة بقدر ضعف العدد الموجود لخدمة مدينة سيد الشهداء التي تعتبر من ابرز مدن تواجد الحشود المليونية.
ملاك قليل
مصدر مطلع في المديرية (فضل عدم ذكر اسمه) رفد وكالة نون الخبرية، بمعلومات تؤكد هذا الامر بقوله، ان "عدد منتسبي مديرية مرور كربلاء هو 467 منتسبا بما فيهم من هم في الميدان من رجال مرور والدوريات والدراجات وباقي المهن الساندة، والموزعين على السيطرات الخارجية وداخل البلدة ومقر المديرية"، مبيناً، ان "مقارنة بسيطة بين ملاكات محافظات المثني والقادسية التي لا تشهد دخول حشودا مليونية في كل عام مع كربلاء المقدسة يوضح النقص الحاد في ملاكاتها ففي تلك المحافظتين لا يقل عدد منتسبي المرور عن الف منتسب، اي تقريبا اكثر من ضعف عدد منتسبي محافظة كربلاء".
الملاك المدني والتعيينات
ويشير المصدر الى امر آخر بقوله، ان "الوزارة حولت 109 منتسب من الملاك العسكري الى الملاك المدني حسب قرار مجلس الوزراء بدون تعويض النقص الحاصل في ملاكات المديرية، كما انها اغلقت ملف التعيينات منذ العام 2009 الى الآن، وحركة المركبات والزخم المروري اليومي ولاسبوعي واعداد المركبات المتزايد يوميا بحاجة ماسة الى وجود رجال المرور في كل شارع وتقاطع وسوق وجامعة ومنطقة تجارية ومناطق الاطباء والمستشفيات والملاعب، لاسيما ان مدينة كربلاء المقدسة اصبح لديها ملعبا دوليا تقام عليه مباريات دولية وقارية ومباريات الدوري الممتاز، كل تلك الامور تحتاج الى تنظيم السير وفك الزخم وتقليل التجاوزات، ناهيك عن الزيادة الكبيرة جدا في اعداد الدراجات النارية والتكتك والستوتات التي باتت تزاحم السيارات في الشوارع".
آليات بلا قيادة
الملفت للنظر الذي نبه اليه المصدر المطلع، هو "وجود عددا من الدرجات النارية التي يمكن الاستفادة منها في تنظيم السيطر والسيطرة على حركة السيارات في الشوارع، الا انها متوقفة لعدم وجود رجال مرور يقودونها بسبب قلة عدد المنتسبين"، منوها الى ان "مدينة كربلاء شهدت افتتاح طرق جديدة وهناك طرق اخرى قيد الانجاز وكل تلك الطرق تحتاج الى رجال المرور لتنظيم حركة السير فيها"، فضلا عن "الزيارات المليونية وايام الخميس والجمعة والسبت من كل اسبوع التي تحتاج الى رقابة صارمة على الطرق وتحديدا المحيطة بالمدينة القديمة مثل شارع ميثم التمار المليء بمرآئب السيارات من الجانبين والذي يعتبر اكبر محطة لنزول الزائرين، ويحتاج الى نشر ملاكات اضافية من رجال المرور كونها تشهد دائما تجاوزات السير بالاتجاه المعاكس مما يتسبب في حصول حوادث او تشكيل خطورة على ارواح السابلة".
رسوم ومخالفات
وعن كثرة التجاوزات التي يرتكبها سائقي الدرجات النارية وخاصة في التقاطعات المرورية والطرق السريعة التي يشح فيها وجود رجال المرور وحتى الداخلية ومضايقتهم للسيارات يقول المصدر انهم "يهربون من تسديد رسوم الدراجة النارية التي تتراوح بين (150 ـ 250) الف دينار، وهو رقم قريب من سعر شراء الدراجة النارية او اكثر بقليل، ما يدفعه الى عدم تسجيلها وارتكاب المخالفات التي لا يمكن تسجيلها لعدم وجود اي دلالة عليه او حملها للوحات مرورية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- حادث مروع قرب مقبرة كربلاء يودي بحياة شخص
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات: جهزنا (٥٣٦) فرن ومخبز بالوقود بحصصها الشهرية