سامي جواد كاظم
واكب بهلول التطور وقرر ان يقود طائرة بدلا من العصا التي يجعلها مثل الحصان ويسير بها، وفي اول رحلة لبهلول يقود الطائرة وهو في كيد السماء نادى على الركان ان هنالك عطلا في الطائرة لذا الكل يرتدي حزام الامان ويلتزم بالتعليمات لربما تسقط الطائرة، فضج الركاب بالعويل والصياح، وعاد بهلول ينادي عليهم بالهدوء وقال لهم بدلا من هذا العويل فليكت كل شخص فيكم وصيته حتى اضعها مع الصندوق الاسود على اقل تقدير لتصل الى ذويكم وادعوا الله عز وجل ان يتم اصلاح العطل.
طلب بهلول من المضيفات توزيع ورقة وظرف لكل مسافر لكتابة ما يريد ان يوصي به، وبالفعل وزع الاوراق وبداوا يكتبون باياد ترتعش، فهذا يوصي بما في ذمته من صلاة واخر كيف توزع امواله وثالث ما مقدار الدين الذي بذمته وهكذا. ثم قامت المضيفات بجمع هذه الوصايا بحيث كل شخص يضع الوصية داخل الظرف ويكتب اسمه على الظرف.
والطائرة لازالت تتارجح في السماء يمينا وشمالا، وصوت المذياع يقرا القران والادعية والجميع اعينهم الى سقف الطائرة وكان الله عز وجل فوق الطائرة.
وبعد ربع ساعة من الارباك نادى بهلول استعدوا لهبوط الطائرة فان امكننا الهبوط بسلام نكون قد نجونا من موت محقق.
واشتدت دعواتهم وبدات الطائرة بالهبوط رويدا رويدا حتى اذا استقرت عجلاتها على ارض المطار بدا الامان يدخل قلوبهم والخوف يتبدد منها وماهي الا عشرة دقائق حتى هبطت بسلام ونادى بهلول مهنئا المسافرين بسلامة الوصول وطلب منهم قبل المغادرة ان ياخذ كل مسافر وصيته.
وبالفعل وقف بهلول امام منصة القيادة وبيده الظروف مرتبة بشكل ابجدي وكانه يعلم بهذا الامر وعلق لوحتين اعلى باب الطائرة من الداخل بحيث كل مسافر ياخذ وصيته يطلب منه بهلول ان يقرا ما مكتوب على اللوحة.
لقد كتب (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {المؤمنون/99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)
أقرأ ايضاً
- مدرسة بهلول الاهلية
- السيد السيستاني..بالأمس قاد المعركة ضد داعش واليوم يقودها ضد الفاسدين!
- ماذا لو سقطت الطائرة المتجهة الى الصين