بقلم:علي فاهم
كرار شاب عراقي حاله كحال كل الشباب الفقراء في هذا الوطن الموجوع كانت له اماله واحلامه ومشاريعه ومستقبله أغتالته أيادي غاشمة مجرمة في مشهد ليس بغريب ابداً على هذا الوطن فلم يمر يوماً أو ساعة الا وفيها فاجعة تسرق أرواحاً مفعمة بالحياة لا ذنب لها الا كون القدر ساق مولدها في هذه البقعة من الارض، إن جريمة اغتيال كرار ليست أستثناءاً من الجرائم
اليومية التي إعتدنا سماع أخبارها يومياً فلا تختلف كثيراً عن جريمة حصلت في نفس زمانها لمقتل شرطي ينتظره أطفاله مساء ذلك اليوم الا أنه لم يذكره ذاكر ولم تهتم لمقتله فضائية أو صحيفة أو صفحة فيس بوك ولم يتهم قاتله بأنه تابع لجهة ما وكانه لم يكن له وجود، وجريمة أغتيال كرار كانت ستمر عادية لو أنها حصلت مع مجموعة من المكاريد بواسطة حزام ناسف أو سيارة
مفخخة فتلك الاخبار عن هؤلاء المغدورين لن تنال من الاهتمام الا بقدر ثواني تلقيها مذيعة الاخبار مرفقة بأبتسامة باهتة وربما يهتم المشاهد بتفاصيل جسدها أكثر من أهتمامه بخبر مقتل العشرات من المواطنين، غير الاعتيادي في مقتل كرار هو المتهم بقتله فقد أنبرت صفحات فيسبوكية تابعة للتيار المدني وبعض الاقلام المدنية الى توجيه أصابع الاتهام الى الجهات
الاسلامية والى فصائل الحشد الشعبي قاطعة بأنها هي من قامت بتصفية المجني عليه، وجعلت من الاسلاميين قتلة لا هم لهم الا تصفية المخالف بالقتل ونصبت المحاكم ونطقت بالحكم بأسرع محاكمة بلا شهود ولا ترافع ولا دفاع ولا دليل! إن توظيف مقتل هذا الشاب لصالح أجندات سياسية وتسقيط جهوي وايدلوجي لهو جريمة بحق دم المغدور لأنه أستثمار قذر لاينتج من منصف أو
نظيف، من المنطق إن من يوجه الاتهام هو الجهات الامنية المختصة بالتحقيق ومن يطلق الحكم هو القضاء لا المؤدلجين المملوئين حقداً وبغضاً للغرماء مهما كانوا ومن أي طرف والى الان لم يخرج من كلا الجهتين ما يشير الى
أتهام جهة ما فمن أعطاكم التخويل أن تنطقوا بالحكم ؟ إن الجواب على السؤال الذي جعلته عنواناً للمقال هو مجرد أحتمالات نضعها ولا نرجح أي منها لأننا ببساطة لا نملك دليلاً والا لو كنا نحن او من أتهم الاسلاميين يملك دليلا على أتهامه ولا يقدمه فهو متواطيء بالجريمة، نعم من المحتمل أن يكون اي كان هو القاتل وقد تكون جناية عادية لا هدف ورائها الا عداوة
أو سرقة أو أنتقام أو حقد وحسد واذا اردنا أن نوجه اصابع الاتهام للجهات فكل الاحتمالات مباحة فقد يكون طائفي حاقد أو أسلامي متطرف أو مدني اراد أن يقطف ثمار الجريمة من أجل تسقيط جهوي والامر ليس بغريب على جهات ترى أن الغاية تبرر الوسيلة كما هو ليس بغريب على من أمتهن القتل والتصفية للمخالف بالفكر والتاريخ لايمكن تكذيبه عندما تحولت أعمدة الكهرباء الى مشانق في الموصل وكركوك وبغداد، كما أن المغدور كرار لم يكن غريباً عن أجواء الفصائل المقاتلة في الحشد ضد قوى الظلام من منشوراته نرى تعاطفه مع الحشد وبطولاته ولم يكن مؤدلجاً لجهة لتُتهم الجهة المقابلة بقتله كما لاتسمح الشريعة الاسلامية بقتل شخص لملبسه أو قصة شعره أوهوايته وهذه الاجواء العراقية مملوءة بمختلف التقليعات والموظات الغريبة والشاذة في الازياء وقصات الشعر ولم نسمع بقتل شخص بسببها فلماذا يتهم الاسلاميون دون غيرهم ؟ رحمك الله يا كرار ولعن قاتليك مهما كان ملبسهم.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!