- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التحالف الوطني وأعلان موته رسمياً ؟!!
حجم النص
محمد حسن الساعدي التحالف الوطني ككتلة سياسية بقطبيه (القانون - الوطني) ينتهي دوره ككتلة كبيرة مع اقتراب موعد الانتخابات والتي من المتوقع ان تجري في نيسان من العام المقبل ومع دخول الانتخابات والتي ستجمع (البرلمانية - المحلية) سيدخل فيها مكوناته منفردين، وكلاً بحسب قائمته او ائتلافه، والتي بعد الانتخابات ستتقارب لتشكل الكتلة الأكبر، وما يجمع هذه الكتل هي منصب رئيس الوزراء فقط، إذ لا يوجد أطار جامع للتحالف الوطني ولا ضوابط تحكم العلاقة بين مكوناته، خصوصاً وأن لونه كان واضحاً وهو يمثل الوجود الشيعي في البلاد، وهنا لا بد من معرفة أن التحالف الوطني انتهى دوره السياسي، خصوصاً بعد اعلان الحكيم تخليه عن رئاسته، وهو بحد ذاته قراءة مبكرة للمستقبل، واستباق ذكي في قراءة الوضع وأتخاذ القرار المناسب بشأنه، والسعي الجاد من أجل بناء تحالفات جديدة بعيداً عن اللون الطائفي، والصبغة المذهبية عبر أعلان الكتلة الوطنية العابرة للمكونات. التحالف الوطني بتشكيلته الحالية انتهت، وانتهى دورها السياسي في البلاد، كما ينبغي الاستعداد لمشهد سياسي حافل بالصراع والتنافس، بل ربما لا نستغرب اشتعال التسقيط السياسي بين مكونات التحالف، والتي لم تتفق يوماً، وان اتتفقت فإنها تتفق على الخلاف والاختلاف. ربما هي جهود سياسية جيدة، وموفقة في لملمة شتات القوى الشيعية، وتوحيد موقفها السياسي المنقسم، وإيجاد رؤية موحدة في داخل التحالف، من مجمل القضايا الاستراتيجية للبلاد، الا ان هناك تشائم يخيم على الجو السياسي، سواء في الوضع الشيعي او انعكاساته على الوضع العام للبلاد، مما يجعل الموقف صعباً جدا، هذا اذا وقفنا على مكامن الخلل في المشهد التحالفي، فدولة القانون وتحديداً حزب الدعوة، ادمن سياسية المماطلة والتسويف، وترحيل المواقف، وإدارة الدولة مرحلياً،دون اي رؤية للمستقبل، وهذا اصبح سياسية متبعة للدعوة، تعمل على ترسيخ قواها في مفاصل الدولة، وتعزيز وجودها، فمنذ اكثر من ثلاثة عشر عاماً، وهم يسعون الى تجذير وجودهم السياسي، وإيجاد وتعزيز " الدولة العميقة "، الامر الذي يجعل الموقف صعباً،وان هذه الاجتماعات لا يمكنها حل المشكلة، وان الحكيم لوحده لايمكنه باي حال من الاحوال لملمة، الأخوة الأعداء، وتوحيد مواقفهم، لهذا فان التحالف الوطني لن يرى نوراً، وينبغي الاعتماد على البدائل وهي تشكيل كتلة قوية، تتعدى الطائفية والقومية، وتكون هي من تشكل الحكومة القادمة، والانتهاء من ملف التحالف الوطني، وغلق مثل هذه الملفات التي امست ملفات خلافية، عززت الشرخ بين القوى الشيعية، وأضعفت الموقف السياسي الشيعي، لهذا والى الان فان التحالف الوطني مازال في غرفة الانعاش، وربما يعلن عن وفاته قريباً. الامر المهم ان هناك تغيير مهم وجذري سيطرأ على المشهد السياسي في البلاد، خصوصاً مع تدخل " ترامب " في هذا المشهد، والذي سيعمل على إنهاء التخندقات الطائفية المذهبية والقومية، والسعي الى ابعاد الفاسدين وسراق المال العام، وإرجاعها الى خزينة الدولة، وهذا ما يؤكده التصريحات التي يطلقها ساسة البيت الأبيض بان العراق سيكون قاعدة التغيير والتطور في المنطقة.
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يقر راتبه سراً ؟!!
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية