حجم النص
لم تحظ مدينة من مدن العراق كما حظيت كربلاء بالشهرة والقداسة، وهو ما نراه في كتاب (الزعماء الذين زاروا كربلاء)، للباحث التاريخي "سعيد رشيد زميزم" مستعرضا فيه جملة من الزعماء العرب والاجانب، ثم يوثق زيارات الرحالة العرب والاجانب، وبينهم من وفد من المملكة البريطانية لزيارة كربلاء، ما يعكس اهتمام الانجليز بالتراث الاسلامي وعلى الخصوص المدن المقدسة. يتبين لدى زميزم أن أول الرحالة البريطانيين، هو الرحال (جون اشر) سنة (1281 للهجرة) ومما قاله: "انها مزدحمة على مدار السنة بالزائرين وفيها اسواق كبيرة تحتوي على مختلف الاشياء". وفي عام (1327 للهجرة) زارت الرحالة والمستشرقة البريطانية (غيرتورد بيل) كربلاء، وتلى زيارتها بعشرين عاما زيارة الباحث البريطاني (دوايت دونالدسون) سنة (1347 للهجرة)، وكتب بعد تجواله في كربلاء، فقال: "استطعت ان ارى التصاميم الدقيقة المعقدة لآجر المآذن..، وأما قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فيحيط به ضريح يقع تحت القبة الذهبية وهو مصنوع من مشبكين الداخلي منهما الذهبي والخارجي فضي". كما زار الرحال البريطاني (جيمس بيلي فريزر) كربلاء سنة (1834 للميلاد) وكانت زيارته وقت حدوث واقعة (المناخور) التي استباح فيها الجيش التركي مدينة كربلاء فكتب: "لا تزال كربلاء في حالة ثورة حيث كان الجيش التركي يهيمن على البلدة كلها بحيث لم يكن بوسع احد ان يعصي له أمرا".. وزارها عالم الاثار (لوفتس) سنة (1853 للميلاد) وبعد زيارته كتب عنها ما نصه: "ان اسواق كربلاء كانت ممتلئة بالحبوب وبالسلع التي كان يحملها الزوار اليها من جميع انحاء العالم وهي تشتهر بصناعة المصوغات المخرمة والحفر المتقن على الاصداف المستخرجة مغاصات البحرين في الخليج". كما زارها الرسام البريطاني (روبت كلايف) سنة (1850 للميلاد) وقام برسم المرقد الحسيني المطهر في صورة رائعة جدا، وقد نشرت هذه الصورة في العديد من الكتب والمجلات وعرضها مؤلف هذا الكتاب في احد معارضه التي اقماها فيما بين الحرمين الشريفيين خلال شهر محرم الحرام. في عام (1917 للميلاد) زار الرحال البريطاني (رونالد ستووز) كربلاء وكتب في تلك السنة بعد تجواله في كربلاء: "شهدنا قبة الحسين (عليه السلام) المذهبة والمنارتين المذهبتين وبرج الساعة المذهب، مع اللقالق التي كانت تسرح وتمرح فوقها بحرية، كما شهدنا الصحن مزين بأفخر انواع القاشاني وازهاها". وينقل صاحب (كربلاء في ادب الرحلات) ان "ستووز" من الاستعماريين الانكليز، زار العراق بعد احتلاله من قبل الانكليز بفترة قصيرة، ودون مذكراته في كتاب صدر فيما بعد عن (النجف وكربلاء)، وقد زار كربلاء، وتعرف على التفاصيل الدقيقة في المدنية واتجاهات الرأي العام وطبيعة التوجهات الفكرية السائدة فيها. وفي سنة (1922 لميلاد) زار الرحال (سانت جون فيلبي) كربلاء، وفي ذات السنة وفدت الرحالة الانجليزية (ليدي درور) وكتبت ما نصه: "وكربلاء غنية بالأركان الملونة الجميلة..، وتنتهي اسواقها المتعرجة دوما بأبواب تعلوها أطواق مغشاة بالقاشاني ومن هذه الابواب يصار مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) البهيج".
أقرأ ايضاً
- ندوة نقاشية حول مشروع قانون حماية الملكية الفكرية داخل مجلس النواب في كربلاء
- كربلاء تستذكر لبنان عبر مهرجانها الشعري الثاني (صور)
- اقامته الجمعية العراقية للتصوير:مصورو كربلاء يحصدون جوائز في المعرض الفوتوغرافي بدورته (46)