- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قالوا وفعلوا.. لبيك يا رسول الله
حجم النص
فالح حسون الدراجي عندما كنا في حضرة الفارس المجاهد هادي العامري قبل أسبوع تقريباً، أنا وبعض الزملاء الإعلاميين الأبطال، الذين نذروا أقلامهم، ورهنوا مواقفهم ببنادق المجاهدين الأحرار في الحشد الشعبي، وجهت لشخصه الكريم دعوة لحضور احتفالنا بالذكرى الثالثة لتأسيس جريدة)الحقيقة(وقد رحب الحاج أبو حسن بهذه الدعوة، لكنه وضع كلمة (لو) قبل حضوره الحفل، وقد فهمت من خلال هذه الـ (لو) أن معركة مهمة وكبيرة ستبدأ خلال الأيام القريبة جداً. وحين ألححت عليه بالسؤال قال: ستكون معركة كبيرة بمثابة معركة كسر العظم مع العدو، فقلت له: هل تقصد بذلك معركة التحرير الأعظم؟ فضحك وقال: ربما!! بهذه الكلمة الوحيدة الحائرة، جعل العامري جوابه عائماً، لكننا فهمنا منه، أن المعركة الأعظم، أو معركة كسر العظم كما يقولون، لن تكون غير معركة تحرير الموصل. ولعل صمته وابتسامته الخجولة على سؤالي الذي قلت فيه: أهي معركة الموصل يا أبا حسن؟ قد جعلتنا نثق بأنها ستكون في الموصل لا غير! والأهم من ذلك أن العامري طلب منا أن يكون الأمر سراً بيننا حتى تبدأ العمليات الحربية.. وعلى الرغم من ان الحاج هادي العامري كان يثق بالحاضرين ثقة تامة، ويعرف أن خبر هذه المعركة لن يخرج من صدور الحاضرين مطلقاً، إلاَّ أن الرجل -وهو المجاهد الذي قاتل أجهزة صدام من قبل في أخطر الظروف الأمنية وتدرب على الأعمال والخطط السرية البحتة- يدرك جيداً أن الصحفي يملك شهية عجيبة لنشر الخبر المهم، ويعرف كذلك أن لكل صحفي لعاباً يسيل أمام المعلومة السرية. لذا فمن المستحيل ان يسرب هكذا معلومة، حتى لو كان المقابل أخاه، ابن أمه وأبيه!! وبالفعل فقد مرت أربعة أيام، أو خمسة، حتى انطلقت عمليات تحرير تكريت وملحقاتها في سامراء والمناطق المجاورة، حيث يقود أبو حسن مفصلاً مهماً من مفاصل هذه المعركة، تاركاً المفاصل الأخرى لأبطال العصائب، والكتائب والألوية المجاهدة الأخرى، مع القوات المسلحة الباسلة، والعشائر الحرة التي تتصدى لداعش مشاركة مع أبطال الحشد الشعبي، والجيش والشرطة الشجعان. وقد سموا هذه المعركة الكبيرة والواسعة بمعركة (لبيك يا رسول الله).أمر لفت انتباهي في هذه المعركة، هو (وفرة الصيد) من خنازير داعش، فقد أبرزت الصور المنقولة من المعركة اليوم وأمس مئات الجثث العفنة للدواعش المتناثرة في تكريت وسامراء وغيرها. وللحق فإن داعش لم تكن تخسر مثل هذه الأعداد الكبيرة من قبل، إلا عبر الضربات الجوية، وذلك لأنهم يظهرون في معارك المواجهة بأعداد قليلة جداً، فيقتل عدد بسيط منهم، ويهرب الباقون الى مواقع أخرى، لكنهم في الضربات الجوية فقط يخسرون أعداداً كبيرة، بسبب عدم توفر الفرصة لديهم للهرب، فعادة ما تكون الضربات الجوية سرية تماماً. بحيث تضيع الطرقات من تحت أقدامهم الخائفة. ولا اعرف السر الذي يجعل قيادات داعش تزج بأعداد كبيرة في الهجوم، بينما تستخدم أعداداً قليلة جداً في الدفاع؟! المهم أن معركة (لبيك يا رسول الله) قد بدأت، وها هي تباشير النصر الحاسم تظهر في كل مكان، ليس في أرض المعركة بتكريت وسامراء فحسب، إنما تبرز في كل مدن العراق، وكل مؤسساته، ومدارسه، وجوامعه، وشوارعه.. فالنصر له أنوار مشعة، تضيء في الطرقات والبيوت والعيون أيضاً.لقد قالها الحاج هادي العامري، وقالها الشيخ قيس الخزعلي، وقالتها القوات العسكرية المشتركة التي يقودها الفريق أول ركن طالب الكناني.. وقبل كل ذلك قالتها العيون العراقية الموعودة بالنصر الحاسم بإذن الله. فالنصر لنا رغماً عن جرذان البو عجيل، وصبيان صدام، ومرتزقة آل سعود، وكلاب البعث في البرلمان وخارج البرلمان.
أقرأ ايضاً
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- كيف تكفي 10 دولارات احتياجات المواطن؟