حجم النص
الاتفاق على أن داعش يهدد مجمل الدول العربية والاسلامية لم يؤد إلى تعاون إقليمي في مواجهة هذا التهديد المشترك، لكن داعش ينفذ من هذا الفراغ في تمدده. تهديد داعش لجميع البلدان العربية والإسلامية بأصولها وفروعها كافة لم يعد محل نقاش. الجميع يجمع على هذا الأمر كما لم يفعل من قبل. لكن الإحساس بالمسؤولية لم يكن بمقدار الإحساس بالمخاطر. بعض البلدان العربية ينشر جيشاً على حدوده لصدّ داعش حين يصل إليها. والبعض الآخر يتخذ إجراءات أمنية في إدراجه على لائحة الإرهاب. وعوضاً من مواجهة داعش في مواقع قوته على أرض دولته في سوريا والعراق، يخيل للبعض إمكانية مواجهته في داخل حدود كل دولة بل قد يراهن على إمكانية الإفادة من خدمات داعش في سوريا والعراق قبل مواجهته حين تدق ساعة الحقيقة. في هذا السياق لم تتعهد الحملة الدولية التي أطلقها مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي حماية الدول العربية من تهديد داعش إنما تعهدت الدفاع عن إقليم كردستان وتركيا دون غيرهما. في المقابل دعت الدول الأخرى إلى التعاون والتنسيق الأمني فيما بينها كما تسعى الدول الغربية إلى تبادل المعلومات مع البلدان التي راكمت تجربة معلوماتية واسعة في مواجهة داعش والنصرة. ولا تلقى هذه الدعوة آذاناً صاغية كما يبدو لأنها تفترض إعادة النظر في الخلافات السياسية الشاهقة نحو تغليب العداء لداعش على العداوة لسوريا والعراق. من هذا الفراغ الواسع ينفذ داعش في تهديد كل بلد بمفرده ولا يجنب من القتل جماعة أو طائفة أو أفراداً فهو يبث رعب الذبح والدم ليأخذ ضحاياه واحداً تلو الآخر. مخاطر داعش تشمل الجميع ومواجهة هذه المخاطر هي على مستوى تهديد الأمن الإقليمي فتهديد الوجود يدفع عادة إلى رد فعل بمستواه لحفظ البقاء. المصدر: الميادين
أقرأ ايضاً
- نبيه بري بعد وقف إطلاق النار: قدمنا 4 آلاف شهيد.. ونطالب بانتخاب رئيس الجمهورية
- بعد وقف اطلاق النار :خسائر اسرائيل في معارك جنوب لبنان
- العيداني يعلق على جريمة البصرة: الجاني خال أولادي ولن اتأثر بالعواطف