- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا تخشوا من الأستاذ المالكي ..
حجم النص
بقلم:لطيف القصاب يستعمل العراقيون لفظة (أستاذ) لمجاملة بعضهم بعضاً أكثر من كونها مجرد لقب علمي صرف كما هو الحال في ألقاب المهندس والدكتور والقاضي...الخ. والعراقيون بأسلوبهم هذا يسيئون في الواقع لمعنى (أستاذ) من حيث يشعرون ولا يشعرون،ويحولون هذه اللفظة الجادة إلى كلمة مطاطة تحتمل فوق ما تطيقه من تفسيرات وتأويلات لتغدو في نهاية المطاف لقباً ساخراً ورخيصاً مع الأسف الشديد. في بداية عهد النظام السابق كان لقب (التكريتي) يُصيب الناس بخوف هائل،وتزداد نسبة الرعب والهلع من هذا اللقب إذا اقترن بكلمة (أستاذ). وفي أواخر عهد النظام السابق اقترن لقب الأستاذ بـ(عدي صدام) لاسيما في وسائل الإعلام،وكتعبير عن الكراهية والاستياء الشعبي تجاه هذا الاقتران راجت في حينها نكتة مفادها أن أحد الكسبة قام بربط أربعة كلاب في وسط سوق (الغزل) ببغداد، وكتب على الأول: السعر بخمسة آلاف دينار وعلى الثاني: السعر بستة آلاف دينار وعلى الثالث: السعر بسبعة آلاف دينار وعلى الرابع: السعر بثمانية آلاف دينار. وعندما سأله أحد المشترين عن سبب تفاوت الأسعار بين الكلاب الأربعة علَّل البائع ذلك بالقول: إن الكلب الأول يُرشدُ الصياد إلى موضع فريسة واحدة في اليوم الواحد، وإن الثاني يرشده إلى فريستين وإن الثالث يرشده إلى ثلاثة ثم سكت. فقال له المشتري وماذا عن الرابع هل يرشد الصياد إلى أربع فرائس في اليوم الواحد؟ فرد عليه البائع قائلا: لا هذا لا يهش ولا ينش ولكن الناس تسميه الأستاذ! في هذه الأيام يُكتب لقبُ أستاذ على الكثير من اللافتات الانتخابية، وبعض تلك اللافتات كتبوا عليها انتخبوا الأستاذ فلان المالكي.. كل ما أتمناه أن لا تصيب مثل هذه اللافتات الناس بالرعب والهلع.
أقرأ ايضاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد