- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لو لم يكن عبد الواحد عزيز عراقيا ؟
بقلم :لطيف عبد سالم العكيلي
زهو خجول انتابني وانا اتطلع الى الوسام الاولمبي الذي يوشح صدر البطل العراقي المرحوم عبد الواحد عزيز (1931 -1982 ) في صورة مضى اكثر من نصف قرن على تاريخ ظهورها لأول مرة الى الوجود في القرية الاولمبية بمدينة روما .ومبعث هذا الزهو يتأتى من اهمية الحدث الذي صنعه هذا الرباع البصري حين نجح في تحقيق أفضل ارقامه برفعه مجموعة قدرها (380) كغم اهلته الحصول على الوسام البرونزي بوزن الخفيف (67.5 ) في دورة روما الاولمبية عام1960 م. ومن المهم الاشارة هنا الى تاكيد المختصين بالشأن الرياضي ان ارقامعبد الواحد عزيزالتأهيليةالتي سجلها قبل انطلاق فعاليات هذه الدورة كانت تؤهله لاحتلال المركز الأول الذي خطفه السوفيتي بوشوييف (397.5) كغم أو الثاني الذي تركه مجبرا الى الرباع السنغافوريتان هو ليانغ بفعل زيادة في وزنه الشخصيلا تتعدى الـ(400) غرام بعد تساويهما في رفع مجموعة قدرها (380 ) كغم ،اضافة الىاثار الوعكة الصحية التي المت به في عاصمةالطليان ،ما اسهم بالتسبب في عدم نيله أكثر منالبرونز !
ولايخامرنا شك في ان ميدالية الرباع الراحل عبد الواحد عزيز البرونزية تعد انفس واغلى ما احتضنته خزائن اللجنة الاولمبية العراقية ،بوصفهامفخرة للبلاد وللرياضة العراقية .اذ ما يزال هذا الانجاز التاريخي يشير الى الوسام الاولمبي الوحيد الذي حصل عليه العراق طوال مشاركاته في الدورات الاولمبية.ان الخجل الذي ينتابنا وما يصحبه من الم ممض مرده الى انحسار المنجز الرياضي الاولمبي العراقي واقتصاره على ميدالية يتيمة خطفها ابرز رياضي ورباع في تاريخ الرياضة الاولمبية العراقية ؛ليكتب اسم بلده بماء الذهب في سجل مشاركاته الاولمبيةبعد ان حقق ما عجز عنه الاخرون طوال العقود الخمسة الماضية حين عاد مكللاببرونزية الخفيف حصيلة مشاركته في دورة اولمبية واحدة هي روما عام 1960.ولا اخطئ القول ان انجاز الراحل عبد الواحد عزيز سيظل فعلا متفردا على الصعيد المحلي ولسنوات طويلة اخرى وربما لعقود من الزمان ؛بالنظر لتخلف ادارة الرياضة العراقية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي واصابة قياداتها في الوقت الحاضر بفيروس الانوية واللهاث وراء تحقيق الطموحات الشخصية ،اضافة الى المصالح الفئوية الضيقة التي فرضت عليهم قلة العطاء والايغال في كثرة الوعود التي يطلقونها والتي اثبتت الايام ان لا جدوى منها .ويقينا لو لم يكن عبد الواحد عزيز عراقيا ،لصعب على اللجنة الاولمبية العراقية ان تجد ما يمكنها ان تتباهى به ، ولكانت الاشارة الى العراق في سجلاتاللجنة الأولمبية الدولية لا تتجاوز الاستحقاقات المالية وطلبات المشاركة ! .انه لأمر مؤسف ان لا يعرف كثير من ابناء العراق الرباع العراقي الفذ عبد الواحد عزيز الذي يعود له الفضل في اضاءة شمعة بظلام تخلفنا نتلمس منها اسم العراق بكل تاريخه وتضحيات ابنائه في وثائق الدورات الاولمبية .
ويمكن القول ان رياضتنا التي انهكتها سنوات الحروب والحصار اصبحت تنوء اليوم تحت وطء تشظيات السياسة والفرقة وتخلف الادارات وجهل كثير منها ،ما اسفر عن تراجع المنجز الرياضي الوطني ،فعلى سبيل المثال لا الحصر اخفقت ادارة الرياضة في الحفاظ على استحقاق العراق بإقامة فعاليات خليجي ( 21) التي كان مقررا اقامتها بمدينة ابن العراق البار المرحوم عبد الواحد عزيز البصرة الفيحاء.
رحم الله عبدالواحد عزيز الذي ما يزال انجازه الذي حققه منذ اكثر من خمسة عقود من الزمان وربما سيبقى لعقود اخرى مأثرة كبيرة نفخر بها وتفرض على البيت الرياضي العراقي ان يستذكر من له الفضل علينا ،وليس على وطنه في ان يكون للعراق بصمة في سجل الدورات الاولمبية والتاريخ الاولمبي في الوقت الذي ماتزال فيه دول تجهد وتحث الخطى سعيا في تحقيق نصر اولمبي بمستوى انجاز عزيز ،وربما لا تدركه بسهولة ،غير ان قياداتها الادارية مطمئنةعلى الوجهة الصحيحة لرياضتها .
سلاما ياابن البصرة الفيحاء ،نم قرير العين ،فليس بوسعنا ادراك وجهة سير رياضتنا التي سبقنا بها الكثير من دول العالم ،ثم ما لبثنا ان تخلفنا عنهم !!! وكلما احتفل العالم بافتتاح فعاليات دورة اولمبية جديدة ازددنا حرجا ؛فليس لدينا ما نشارك العالم به سوى ميداليتك التي عودتنا قيادتنا الرياضية ان نلوذ بها للخروج من عنق الزجاجة مذ ان كانت العملية التربوية في العراق تدار من قبل الكتاتيب والملالي،وماتزال رياضتنا تحبو بفعلالتداعيات التي يفرضها البون الشاسع بيننا وبين العالم في التفكير والتخطيط والادارة والارادة .واظن اننا سنبقى نتغنى بوسامك اليتيمالى يوم يبعثون .
في امان الله اغاتي .