جواد عبد الكاظم محسن
في خطوة وطنية وعلمية جريئة أعلنت وزارة التعليم العالي عن نيتها في تنظيف الجامعات العراقية من بقايا زمر البعث المقبور التي وجدت ملاذاً لها طيلة السنوات الماضية ومارست دورها التخريبي بصورة علنية ومؤذية ، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة جاءت متأخرة بعض الشيء ولكن يبقى الوصول خيراً من عدم الوصول كما يقولون .
ولنعد قليلاً إلى الخلف ونوضح بعض التفاصيل التي يحاول البعض تجاهلها أو التستر عليها لغايات خاصة به .. فما زلنا نتذكر جيداً التلويث الصدامي للحياة الجامعية وعمليات التخريب التي مارسها ازلامه خدمة لأهدافه الشريرة ، ولمن نسى نقول استذكروا حجم التسهيلات التي كانت تعطى لأعوانه وعيونه وكيفية بثّ رجال الأمن والمخابرات في الصفوف والقاعات في كل أقسام وكليات الجامعات من أقصى العراق لأقصاه ، وكيف كان يحارب من دون رحمة الأساتذة والطلبة الشرفاء الرافضين خدمة خططه ومخططاته الإرهابية ، وكيف وكيف وهي قائمة طويلة من الأسئلة والأجوبة المفجعة والمفزعة التي لم تكن تخفى على أحد .
ولكن الأمرّ من ذلك كله تلويث الفكر العلمي وتخريب المناهج الدراسية إذ غرس روح العداء للآخر فيها سواء كان الآخر عراقياً أو عربياً أو مسلماً أو عالمياً لا تقاطع حقيقي لنا معه .. أذكر أنه وجه إدارات المدارس بحذف اسم الجارة (ايران) ومعها الحدود من الشرق من كتب الجغرافية كافة إبان الثمانينيات !! لأنه شنّ حرباً عدوانية ضدها ، ويحمل في دواخله حقداً طائفياً أعمى عليها ، وكذلك فعل مع (الكويت) في التسعينيات ، ولم يختلف الأمر مع (سوريا) في السبيعينيات والثمانينيات ومع غيرها من الدول ، وفي كل مرحلة كان له حلفاء غرباء ونوازع شريرة ، وله اعداء وعلى الشعب أن يشاركه العداء غير المبرر لهم ، ثم يساق بعدها الشباب وفي مقدمتهم طلبة المدارس والجامعات إلى المحارق والحروب العبثية من أجل حماية كرسي الطاغية السادر في غواياته الغريبة وجنونه المستفحل .
ولعل هناك من يقول : ولماذا نقلب صفحات الماضي السود ، وقد طويناها بكل مآسيها ، ونحاول الآن فتح صفحة بيضاء جديدة بدلها ؟ وهنا أسارع لأجيب قائلاً : وما المسوغ الذي دعا استاذاً جامعياً في قسم التأريخ بجامعة بابل – على سبيل المثال - وهو يطلب في نهاية العام الدراسي الماضي من طلبته بحثاً عن (الأطماع الفارسية في الخليج العربي !!) ، أوليس في هذا العنوان استفزازاً للمشاعر ، وتفوح منه رائحة نتنة وروحاً بعثية لئيمة مازالت تحلم أحلام العصافير في عودة سلطتها المجرمة وفكرها الخاوي والترويج له ؟!
إذاً لنقف مع المخلصين وقفة شجاعة ، ونشد من أزرهم ، ونساعدهم في تنظيف الجامعات العراقية كافة من كل ما يضرّ بالحياة النقية ويسيء للسمعة العلمية ، وهل هناك ما يضرّ بالحياة أو يسيء إلى السمعة أكثر من وجود آثار بشعة وشعارات مشينة للبعث الصدامي المقبور في مباني الجامعات وأروقة الدروس .
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار