أكد ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبته الثانية من صلاة الجمعة 30 جمادي الثاني 1429 هـ الموافق 4/7/ 2008 م من الصحن الحسيني الشريف أن بعض وسائل الإعلام قد ذكرت انه وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن المباحثات الإستراتيجية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية يصار إلى أن تمرر تلك الاتفاقية بعنوان مذكرة تعاون بين الطرفين، إذا صح ما ذكرته وسائل الإعلام نود أن نؤكد على الثوابت الوطنية الثلاثة التي لا يمكن المساس بها وان تغير العنوان.
أ ـ الحفاظ على المصالح العليا للشعب العراقي وعدم التفريط بها.
ب ـ عدم المساس بالسيادة العراقية وفي جميع المجالات ولاسيما الأمنية والسياسية والقضائية منها.
ت ـ عدم السماح لجعل أرض العراق منطلقا للاعتداء على جيرانه.
نحن نأمل من المفاوض العراقي والكتل السياسية أن لا تفرط بالثوابت الوطنية وأن تسعى لتحقيق المضمون والمحتوى فيها حتى لو تغير العنوان في مفاوضاتها مع الطرف الأمريكي لكي لا تخدش المصالح العليا والسيادة العراقية الكاملة بأي حال من الأحوال.
وعن انتخابات مجالس المحافظات طالب سماحة الشيخ الكربلائي الكتل السياسية ( الإسراع في حل الإشكالات والأمور العالقة التي تحول دون المصادقة على قانون الانتخابات حيث من المؤمل أن تجرى في تشرين الأول من هذه السنة، لأن عموم المواطنين على أمل أن تشارك بفاعلية لانتخاب مجالس أفضل أداء من المجالس الماضية، علما أن الناخب العراقي أصبح لديه خبرة كافية لانتخاب الأكثر نزاهة والأكثر كفاءة لإسداء الخدمة للمواطن والوطن، ولا يتحقق ذلك إلا بعد المصادقة على قانون الانتخابات لكي تجرى بشفافية ونزاهة ويعطى الناخب من خلالها الحرية الكاملة في انتخاب من يضمن حقوقه المشروعة).
وعن استشهاد الإمام علي الهادي (ع) وما يحمله من معطيات عقائدية واجتماعية تقوي علاقة الإنسان بخالقه وبخلقه أكد ممثل المرجعية الدينية العليا (انه في السنين السابقة كانت زيارات متعددة يقوم بها أتباع أهل البيت إلى سامراء بمناسبة استشهاد الإمام علي الهادي، وهذا له آثار ايجابية ليس على المستوى العقائدي فحسب بل تمتد آثاره إلى تقوية الأواصر الوطنية بين أبناء الشعب العراقي، وإشاعة أجواء الأخوة والتحابب بين مختلف ابناء الشعب وأبناء سامراء الحبيبة، وفي إحدى السنوات قمنا بزيارة إحدى المدارس السنية الدينية في سامراء والتقينا برجال الدين فيها وتجاذبنا معهم أحاديث المودة والحب والانسجام، وهذا سينعكس على المواطنين بصورة مباشرة، وكلما كثرت الزيارات كلما تعززت روح المحبة والمودة والوئام بين أبناء البلد الواحد، ونحن بأمس الحاجة إلى هكذا تزاور خصوصا في هذه المرحلة التي تركت بعد تفجير سامراء فجوة نفسية كبيرة وحالة احتقان بين أفراد الشعب، ولولا فضل الله وتوجيهات المرجعية الدينية والمخلصين من أبناء الشعب كان من الممكن أن ينجر البلد إلى حرب أهلية كارثية، ونحن الآن بحاجة إلى أن نعيد أجواء التحابب والتوادد لكي تقوى الأواصر الأخوية وتعزز الوحدة الوطنية بين أبناء الطائفتين الكريمتين).
وناشد سماحة الشيخ الكربلائي وسائل الإعلام أن توصل نداءه إلى الإخوة المسؤولين بدءً من دولة رئيس الوزراء وانتهاء بالأجهزة الأمنية ( أن توفر الأجواء والظروف المناسبة لزيارة سامراء بمناسبة استشهاد الإمام علي الهادي وعندما تفتح أبواب الزيارة لا شك أن الاحتقان الطائفي سيمحى شيئا فشيئا وتعزز حالة الأخوة بين أبناء الشعب الواحد، وحينما يحصل حاجز نفسي في أبناء منطقة واحدة وتتبدل حالة التعايش السلمي إلى حالة الاحتقان، فمثل تلك الزيارات هي بمثابة تبديد لذلك الاحتقان وتأكيد لأواصر الأخوة، ونحن بحاجة أن نعمر البنية الاجتماعية والوطنية ولا يحصل ذلك إلا من خلال بسط الأمن وفسح المجال لإعمار العسكريين وتوفير سبل الزيارة لهما حيث أن الإمامين العسكريين لهما حب ومقام كبير في قلوب أبناء الطائفة الشيعية والسنية).
وفي جانب آخر نقل الشيخ الكربلائي شكوى بعض المواطنين الذين هجروا من مناطق سكناهم بقوله (أن البعض منهم خصوصاً الذين هجروا من بعض الأحياء في بغداد حيث أن عودتهم تكتنفها المخاطر بسبب إعاقة بعض الجهات عودتهم إلى ديارهم، ونحن نطالب المسؤولين بذل الجهود لعودة الاستقرار في تلك المناطق وندعو الكتل السياسية ممن لهم التأثير الكبير على تلك الأحياء، تذليل تلك العقبات لرجوع العوائل المنكوبة تعزيزاً للوحدة الوطنية في جميع مناطق العراق، راجين أن يكون الإشراف المباشر على عودتهم من قبل الأجهزة الأمنية الوطنية ونأمل من المسؤولين أن يدفعوا التعويضات المجزية لما لحق بهم من أضرار في الممتلكات).
وفي الختام تعرض سماحة الشيخ الكربلائي إلى الأضرار التي لحقت القطاع الزراعي نتيجة شحة الأمطار وما سببه من موسم جفاف ضرب بلاد الرافدين في هذه السنة ( وأدى إلى هجرة العوائل من الأرياف إلى المدن والتي تسببت في إلحاق الأضرار في هذا الحقل المهم وبالتالي الإضرار في الاقتصاد العراقي، ونقترح على المسؤولين تكثيف اللقاءات مع الدول المجاورة لكي تزداد نسبة المياه في نهري دجلة والفرات، وهناك بعض الوسائل للوصول إلى هذا الحل وفق مبدأ تبادل المصالح المشتركة بين الدول، أحيانا دولة تقدم تسهيلات نفطية بأسعار تفضيلية ولا بأس من تقديم بعض الامتيازات من هذا القبيل عله يسهم في التوصل إلى حلٍ لهذه المشكلة، أملاً من أن نتوصل إلى بناء عراق مستقر ينعم أهله بحالة من الأمن والازدهار والتقدم في جميع المجالات).
موقع نون
أقرأ ايضاً
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- المالكي: إصدار مذكرات اعتقال نتنياهو خطوة مهمة على طريق العدالة
- الامم المتحدة تصف العلاقات بين طهران وبغداد بـ"متشابكة" وطهران تعتبر توجيهات السيد السيستاني الاخيرة خريطة طريق لحكومة العراق.