بين معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ما اعتبره (مجموعة من العوامل والاسباب التي لو توفرت لتصاعدت وتيرة الاعمار وتنفيذ الاعمال والمشاريع الكفيلة بالتعويض عن سنوات الظلم والتأخر والهدم) مضيفا (ومن هذه العوامل كفائة ونزاهة واخلاص المسؤول وشعوره بالمسؤولية، الأمر الذي ينعكس على اداءه، خاصة ونحن في طور اقرار الموازنة الاتحادية للبلاد في العام القادم التي تحتاج الى الاسراع في المصادقة عليها لتسريع عملية صرف الاموال اللازمة لتنفيذ ما خططته الدولة للنهوض بالبلاد) جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة الجمعة 23/11/2007م من الصحن الحسيني الشريف.
وركز الشيخ الكربلائي على موضوع الموازنة مبينا بأنه (لو نظرنا الى التعقيدات والاجراءات القانونية الاصولية التي يجب ان تمر بها عملية اقرار الموازنة من قبيل مناقشتها في مجلس الوزراء واقرارها ثم مناقشتها في مجلس النواب والمصادقة عليها ورفعها الى مجلس الرئاسة واقرارها فضلا عن تحويل المبلغ الى الوزارة المعنية وما يلزمه اقرار المبلغ المعين لمشروع ما من وقت، لو نظرنا لكل ذلك لوجدنا بأن الاسراع في أي مفصل من تلك المفاصل سيعطي فسحة من الوقت لوضع الموازنة موضع التنفيذ وأهم مفصل ممكن ان تتأخر فيه الموازنة هو مجلس النواب لما يتطلبه الأمر من مناقشه اعضاءه الكثر وما يستلزمه من مداخلات وبالتالي تأخير في الزمن يتطلب البدء بأسرع وقت في هذا الأمر المهم لإكماله في الوقت المحدد قبل بدء العام).
مطالبا أعضاء مجلس النواب بـ (الإسراع بمناقشة واقرار موازنة عام 2008 تفاديا للتأخير الذي حصل في العام الماضي حيث صودق على الموازنة في مجلس النواب في شباط 2007 فضلا عن التأخير الذي احتاجته مصادقة مجلس الرئاسة وباقي الاجراءات الروتينية الكفيلة بوصول الأموال الى الدائرة او المشروع المعين وبالتالي قد نسأل احد المسؤولين عن سبب تأخير عمله وهو في الشهر الخامس من السنة فيجيب بأن الاموال لم تصل له بعد !!!).
وأضاف الشيخ الكربلائي حول نفس الموضوع (نرى أن بعض النواب في أغلب ايام السنة بل أن بعضهم في كل ايام السنة!!! هم خارج العراق وكأنهم لم ينتخبوا لمجلس النواب فيه بل لبلدان اخرى!!! وذلك أما بإجازة لحالة مرضية او لعدم اكتراث بالشعب الذي صوت له وصنع ملحمة الانتخابات!!! ليجلس هذا الشخص في مجلس النواب ويسن القوانين التي تنظم حياة المواطنين وترفع الظلامات التي عانوا منها أيام الدكتاتورية المقبورة.. ولم ينتخبه هذا الشعب ليقضي أغلب أيامه في رحلات ونزهات!!!).
وفي نفس السياق حذّر إمام جمعة كربلاء المقدسة من تكرار ما حصل في العام الماضي من تأخير في اقرار الموازنة في العام الماضي مبينا أنه (قد اقترب موسم الحج وربما سيكون هناك عدد لا يستهان به من أعضاء مجلس النواب سيشاركون في هذا الموسم، ومع ضميمة ذلك الى ما قلناه من سفر بعض النواب الدائم أو شبه الدائم، ممكن ان يؤدي كل ذلك الى عدم اكتمال النصاب اللازم لمناقشة واقرار الموازنة وبالتالي تأخر اقرارها في المراحل التي تلي ذلك، مما يوقعنا في ما حصل في العام الماضي من تأخير لوصول الأموال الى الدوائر والمشاريع المعنية) مضيفا (نحن نعتقد أن عدم تقديس الوقت من البعض وعدم اهتمامه بمشاكل المواطنين أمر أساسي في هذا التأخير رغم أن الشرائع السماوية وعلى رأسها الإسلام تدعو الى تقديس الوقت واقرار الحق والعدل وهو ما نراه في بعض الشعوب غير المسلمة ويفتقده الكثير من مسؤولينا).
وطالب الكربلائي المسؤولين (في السلطتين التنفيذية والتشريعية) أن (يكون رفضهم لبند او فقرة في الموازنة مستندة الى مصلحة البلاد لا إلى المصالح الفردية والحزبية لشخص المسؤول الذي قد يرفض بندا لعدم استفادة شخصه او حزبه منه!!!).
وحول مسألة نقص مواد البطاقة التموينية تسائل الشيخ الكربلائي (هل أن هناك نقص في الأموال اللازمة لتمويل البطاقة التموينية؟! أم ان هناك مشاكل في اجراء العقود وآليات الاستيراد؟! أم أن هناك مشاكل في تأمين الطرق لإيصال هذه المواد الى المدن؟!) مضيفا (أنا اعتقد أن الأموال المرصودة كافية لشراء مواد البطاقة خاصة وإن ميزانية هذا العام هي الأكبر في تاريخ العراق – وحتى التي قبلها- ونعتقد بأن الاستيراد وآلياته لا يوجد فيها تعقيدات تؤدي الى هذا النقص فضلا عن ان أغلب المدن آمنة ولا يمكن التذرع بالمسألة الامنية في موضوع النقل يضاف الى ذلك أن التحسن الامني في المناطق الساخنة اصبح محسوسا، فلماذا هذا النقص في مواد البطاقة؟!!!).
وخاطب الشيخ الكربلائي وزير التجارة قائلا (أوجه تساؤلاتي هذه الى السيد وزير التجارة واضيف إليها، هل ان هذا النقص سببه نقص كفاءة المسؤولين في وزارته؟!!! أرجو منه التحقيق في هذا الأمر المهم).
وخاطب مجلس النواب قائلا (أدعوهم الى استدعاء وزير التجارة ليجيب عن اسباب هذا النقص الذي اصبح المواطن يئن منه خاصة ونحن في السنة الخامسة من سقوط النظام الدكتاتوري المقبور!!!).
وبين معتمد المرجعية الدينية العليا رأيه حول شريحة السجناء والشهداء قائلا (هناك شريحة مهمة في الشعب العراقي لها الفضل فيما نعيشه اليوم من حرية واجواء وخطوات لارساء دولة العدالة والاستقرار، ألا وهم الشهداء الذين قدموا انفسهم قرابين لنصل الى ما وصلنا اليه ومعهم السجناء الذين قارعوا الظلم) مضيفا (ان عوائلهم تعاني من شظف العيش ويعيش اغلبهم في مسكن لا يملكونه ولا يقدرون على تأمين مستلزمات معاناتهم الصحية والمعيشية فضلا عن المعاناة النفسية للأيتام والأرامل من عوائل الشهداء أو معانات السجناء الذين قضوا وطرا مهما من حياتهم في السجون.. ونحن نتسائل امام المسؤولين، ماذا قدمنا لهؤلاء المحرومين ونحن في السنة الخامسة من سقوط النظام الذي ظلمنا وظلمهم؟!!!).
وتسائل الشيخ الكربلائي (لماذا يحصل جلادي هؤلاء المظلومين على مكاسب وامتيازات تحت مسميات المصالحة الوطنية او تحت ضغط دول الجوار ولا يحصل المظلومين على ابسط حقوقهم التي يجب ان يحصلوا عليها من العام الأول او الثاني على الاكثر من سقوط الطاغية ؟!!!).
وتسائل ايضا (ماذا ينتظر الاخوة في مؤسستي الشهيد والسجين ليحلوا مشاكل من كلفوا بحل مشاكلهم من المواطنين؟!!! إننا نطالبهم بأن يحلوا العوامل المعرقلة لعملهم وأن يقدموا لهذه الشرائح ما تستحقه) مضيفا (أين الراتب الذي يستحقونه والذين حرموا منه خلال ذلك النظام الظالم المقبوروما زالوا يحرمون؟! أين تعويضاتهم عما عانوه؟! أين السكن والخدمات و..و...؟! ) مطالبا (يجب أن نوفر ذلك ولا اقول ينبغي لأن هذا الوجوب هو ابسط حقوقهم ويجب انقاذهم مما يعانونه وأن نرفع الذلة في وجوه بعضهم ممن لا يملكون عملا يقتاتون به رغم علمنا بأن بعضا من السجناء السابقين قد عاد الى وظيفته لكن أغلبهم يعوزهم ذلك).
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني يعزي بضحايا باكستان ويدين الهجوم الإرهابي على الابرياء
- فؤاد حسين يحذر من تهديدات إسرائيلية "واضحة" لضرب العراق
- وزير المهجرين: 50 ألف لبناني دخلوا العراق عبر سوريا