قالت وكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت عن الدفع نحو "وقف فوري لإطلاق النار" في لبنان، واستقرت على "نهج هجوم إسرائيلي ينهي حزب الله"، والتمهيد لانتخاب رئيس لبناني جديد.
وأوضح تقرير لوكالة "رويترز"، أن "هذ النهج يبدو جدياً بالنسبة للولايات المتحدة، مستشهدين بكلام المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي قبل أيام حينما قال: "ندعم إسرائيل في شن هذه الهجمات بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله حتى نتمكن في نهاية المطاف من التوصل إلى حل دبلوماسي".
وذكر أن أميركا استقرت بعد دبلوماسية مكثفة على مدى أسابيع بهدف وقف إطلاق النار، على نهج مختلف تماما مبني على ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مساره.
كما لفت إلى أن هذا التغيير يعكس في المسار التضارب في الأهداف الأميركية المتمثلة في احتواء الصراع المتنامي في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته إضعاف حزب الله.
كذلك أشار إلى ما قاله جون ألترمان المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، بأن الولايات المتحدة تريد أن تؤدي الحملة الإسرائيلية إلى إضعاف قدرات حزب الله بيد أن عليها أن توازن بين ذلك، وبين احتمال خلق فراغ في لبنان أو إشعال فتيل حرب إقليمية.
وأضاف أن نهج واشنطن يبدو كما يلي "إذا لم تتمكن من تغيير النهج الإسرائيلي، فمن الأفضل أن تحاول توجيهه بطريقة بناءة".
وكانت أميركا قبل أسبوعين طالبت مع فرنسا بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما لدرء غزو إسرائيلي للبنان، لكن هذه الجهود تعثرت بسبب اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وبدء العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول والغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت قياديين بالحزب في قلب بيروت.
"ومن المؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستستفيدان من إلحاق الهزيمة بعدو مشترك هو حزب الله الذي يهدد الحدود الشمالية لإسرائيل، رغم أن تشجيع الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوسعة ينذر باندلاع صراع يخرج عن السيطرة"، وفقا لـ"رويترز".
أما المبادرة الأميركية الفرنسية، فكانت تعتمد على زعماء لبنانيين رئيسيين، بما في ذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمثل قناة رئيسية لحزب الله في مفاوضات وقف إطلاق النار، وفقاً لدبلوماسيين مطلعين على المناقشات.
يذكر أنه ومنذ نهاية عهد الرئيس اللبناني السابق ميشال عون الذي كان متحالفاً مع الحزب، نهاية العام 2022، لم يتمكن البرلمان من الاجتماع لانتخاب رئيس جديد، جراء الخلافات السياسية بين الأحزاب المهيمنة على المشهد في البلاد، وعلى رأسهم حزب الله.
أقرأ ايضاً
- تعرف أسرار البيت العراقي.. بغداد تطالب واشنطن بردع إسرائيل
- نحو 35 ألف لبنانياً يصلون إلى العراق منذ اندلاع الحرب في بلادهم
- هوكستين: لن أتحدث علنا عن نتيجة المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة