بين الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف ليوم 17/جمادي الأول /1429هـ الموافق 23/5/2008م بين الأمور التالية:
الأمر الأول: في ما يتعلق بإطلاق النار من قبل أحد جنود الاحتلال الأمريكي على نسخة من القران الكريم وهذا الاعتداء هو هتك للحرمات واستهانة بالمقدسات، ولا يكفي أن يقدم أحد الضباط البسطاء اعتذارا لبعض رؤساء العشائر والمسؤولين في المنطقة التي حصل فيها الاعتداء، لان هذا الاعتداء يمثل اعتداءا على جميع المسلمين والمطلوب أن يكون هناك اعتذار من المسؤولين الأمريكيين للمسلمين قاطبة، وطالب المسؤولين أن (لا يكتفوا بإبعاد الجندي من العراق بل لابد من أن تكون هناك محاكمة تتناسب مع تلك الإساءة الكبيرة الموجهة للإسلام والمسلمين).
الأمر الثاني: بمناسبة زيارة الأستاذ نوري المالكي لآية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف، وقبل تبيان ما جرى من أمور خلال هذا اللقاء، نود أن نذكر بان شأن المرجعية الرعاية الأبوية لجميع أبناء الشعب وحمل معاناته والسعي الجاد لرفعها سواء كان من خلال الإمكانات المتاحة أو الضغط على المسؤولين لتحقيق طموح هذا الشعب، وكذلك توجيه المسؤولين وإرشادهم إلى ما يحفظ المصالح العليا للشعب والتنبيه على عدم جواز التفريط بهذه المصالح ليس للشعب العراقي فقط وإنما لجميع المسلمين في العالم، وبعد هذه المقدمة أود أن اطرح بعض الأمور المتعلقة بالزيارة:
أ- تم التأكيد على ضرورة بذل الجهود لاستعادة السيادة الكاملة وعلى جميع المستويات، علما أن الحكومة تجري حاليا مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشان الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد.
ب- التأكيد على أهمية توفير الخدمات الأساسية للمواطنين من قبيل البطاقة التموينية والكهرباء والماء وعدم إثقال كاهلهم في رفع الأجور، لأن الكثير من شرائح المجتمع لا يتحمل رفع أجور الأمور الأساسية في حياته.
ت- أن تصان مصالح المواطنين الأبرياء بسبب العمليات الأمنية، وإذا كان من المهم اتخاذ الخطوات الكفيلة في احترام القانون وبسط الأمن والاستقرار بالعراق، فأنه وبنفس تلك الأهمية لا ينبغي أن يكون ذلك سببا في تعرض الأبرياء للقتل وتعرض دورهم للإضرار والتدمير.
ث- ضرورة إجراء انتخابات مجالس المحافظات بصورة حرة ونزيهة وشفافة، وان يعطى المواطن سعة في الحرية والاختيار، وذلك بوضع آلية تكفل من خلالها انتخاب الأكفأ والأصلح الذي يمثل كافة أطياف الشعب في مجالس المحافظات.
ج- إعادة المهجرين إلى مدنهم وقراهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة جميع العوائل سواء كانت سنية أو شيعية على حد سواء، وبالرغم من التحسن الأمني الملحوظ الذي يشكر عليه المسؤولون، فإن إعادة المهجرين تعتبر حلقة مهمة في بسط الأمن والاستقرار في العراق، ومن المسائل المهمة التي تتعلق بإعادة المهجرين هناك سعي لجهات خارجية وداخلية ولمصالح انتخابية وسياسية معينة لفرض واقع ديمغرافي جديد من خلال التهجير القسري الذي حصل سابقا، والمفروض على المسؤولين إعادة المهجرين إلى مناطقهم وإزالة الواقع الديمغرافي الجديد، ونطالب المهجرين أن لا يبيعوا الدور التي هجروا منها حيث أن هناك جهات تدفع مبالغ طائلة لشراء تلك الأراضي والدور لتنفيذ أجندات سياسية، وعليهم أن يصبروا ويتحملوا الظرف الصعب الذي يمرون به الآن وسوف تنتهي بمشيئة الله هذه الظروف الصعبة ويعودون إلى مناطقهم سالمين غانمين.
الأمر الثالث: بدأت الآن حمل لإعمار مرقد العسكريين عليهما السلام، ولابد من بذل خطوات جديدة تصاحب حملة الإعمار حيث أن هناك جهودا من قبل الأعداء لتمزيق هذا الشعب وتفتيته، ونحن نتوجه من هذا المنبر ومن الصحن الحسيني الشريف بالدعوة لإخواننا الأعزاء في سامراء المقدسة بجميع شرائحهم لزيارة كربلاء المقدسة للتعبير عن حبنا واعتزازنا لإخواننا من أهل السنة في سامراء المقدسة، وقبل فترة توجه مجموعة من إخواننا في الاعظمية وتكريت والضلوعية وصلاح الدين لزيارة كربلاء المقدسة ونحن استقبلناهم على الرحب والسعة، وندعو بقية المناطق في التزاور والتواصل لتعزيز الوحدة الوطنية.
الأمر الرابع: بسبب رفع أجور خدمات النظافة والهاتف والكهرباء والماء هنالك الكثير من العوائل لا تتحمل تلك الأجور الباهضة خصوصا مع موجة ارتفاع الأسعار العالمية، لكن وللأسف لم نجد استجابة لهموم المواطنين من قبل المسؤولين، ربما تحصل ردود فعل غير طبيعية من المواطنين إذا لم تكن ثمة استجابة لمطالبيهم حينئذ لا نستطيع أن نقف أمامها.
وفي الختام عرج سماحة الشيخ الكربلائي إلى مسألة بالغة الأهمية تصب في نفس مضمار ارتفاع الأجور، وهي (مسالة ارتفاع أجور الحج لهذه السنة بالنسبة للذين خرجت أسمائهم بالقرعة حيث أن الكثير منهم لا يستطيع أن يوفر المبلغ الإضافي المطلوب، وما ذكر من أسباب من بعض المسؤولين من قبيل دفع مبالغ للمرشدين وغيرهم ليس بمقبول).
وحث الجهات المعنية بتوفير الخدمات بقوله(كما أن المشاريع العمرانية التي تتطلب المليارات من الدولارات مهمة، فان مسألة الخدمات لا تقل أهمية عن ذلك، وعلى المسؤولين تهيئة الخدمات ومن ضمنها أداء مناسك فريضة الحج من قبل الجميع، خصوصا أن المستوى المعاشي لا يتناسب مع هذه الزيادات في الأجور، حيث أن توفير الخدمات لا يقل أهمية عن صرف المبالغ الطائلة لانجاز المشاريع).
أقرأ ايضاً
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان