تمتاز المحلة (734) في حي (9) نيسان بمنطقة البلديات في العاصمة بغداد بكثافة عدد سكانها وكثرة اعداد طلابها، وبنفس الوقت تتميز بنقص حاد في عدد المدارس المخصصة لابناء المنطقة من الطلاب، حيث توجد مدرسة ابتدائية واحدة في المنطقة، وكانت آيلة للسقوط وسقطت اجزاء منها، حتى اضطرت وزارة التربية الى تهديم المدرسة قبل اكثر من (12) عام، ونقلت طلابها من الاطفال الى مكان أخر هو عبارة عن متنزه صغير، وضعت بداخله كرفانات للطلبة اكتضت اعدادهم فيها حتى تجاوزت (70 ـ 80) طالب في الكرفان الواحد، واصبحوا عرضة للامراض، والاوبئة، والاخطار التي تحيط بهم من اطلاق العيارات النارية التي اخترقت جدران الكرفانات اكثر من مرة، كما بقيت المنطقة تعاني من شحة المدارس وتدنى مستوى ابنائهم الدراسي.
معاناة (12) عام
يسرد " ابو محمد" احد وجهاء المنطقة معانات الواقع الدراسي لابنائهم وعدم توفير المدارس لوكالة نون الخبرية بقوله" كان في هذه البناية مدرستان هما الوداعة والشهيد جبار علك الكعبي، وسقط جزء منها في العام (2012) لانه كان آيلا للسقوط، فقامت مديرية التربية بتحويل دوام الطلاب الى مدرسة اخرى وتهديم البناية، لغرض اعادة بنائها وبأسرع وقت، وكان عدد طلاب المدرستين يصل الى (1700) طالب، وكانت المنطقة قبل (12) عام فيها اكثر من الف بيت، وتوسعت المنطقة وانشطرت المساكن والحق بها مناطق التجاوز والطابو الزراعي، وكثير من البيوت تسكنها اكثر من عائلتين او ثلاثة، فاصبح عدد البيوت فها حوالي (3000) بيت، وعدد النفوس يصل الى (6000) عائلة، واصبحت الحاجة لاعادة بناء هذه المدرسة وتشييد مدرسة جديدة لطلبة الدراسة الابتدائية في المنطقة حاجة ملحة جدا لان نفوس السكان في تزايد واعداد الطلبة ترتفع كل عام".
يستمر الوجيه "ابو محمد" بذكر حاجة الناس الفعلية من المدارس ويقول ان" الامر لا يقف عند هذا الحد، بل يتعداه الى ضرورة ملحة اخرى تتمثل في حاجة المنطقة الى بناء مدارس متوسطة واعدادية للبنين والبنات، لان الموجود حاليا مدارس تبعد حوالي (3 ــ 4) كيلومترات عن منطقتنا تضطر بناتنا وابنائنا الى الذهاب اليها وسط مخاطر الطرق وتعرضهم لحوادث مرورية، وتحمل نفقات النقل والعيش في ظروف بغداد غير المستقرة، وعندما هدمت المدرسة حضر عدد من المسؤولين ووسائل اعلام وبثت تقارير اخبارية عنها والكل اكد تكفله باعادة بنائها، واصبحت حينها ما يطلق عليه حاليا في الاعلام "ترند"، واحيلت المدرسة بمقاولة الى شركة لتنفذها في العام (2013)، وجاءت بالفعل ملاكات الشركة وكدست مواد البناء وصبت ارضية المدرس بمادة كونكريتية، ثم توقف العمل لمدة ستة اشهر، وعندما استفسرنا عن الامر تبين ان الشركة او المقاول سرق الاموال المخصصة للبناء او جزء منها وفر هاربا وبقيت على حالها، ورغم كل محاولات الاهالي بايجاد حل لهذه المشكلة الا ان جهودهم ذهبت ادراج الرياح".
الدوام في الكرفانات
ويصف الوجيه "ابو محمد" حال الطلاب بعد تهديم البناية ويقول ان" الطلاب تحول دوامهم الى قسمين الاول في مجموعة كرفانات بمتنزه صغير جدا، لكنها متهالكة وقديمة، والصف الكرفاني الواحد يدرس فيه حوالي (70) طالب، والآخرين في بناية مدرسة الشهيد نجم الموسوي الابتدائية للبنين التي تبعد حوالي كيلومتر واحد عن هذه البناية المهدمة، فاصبح دوامها ثلاثي حيث يدوام فيها ايضا مدرستي الارتقاء وزها حديد الابتدائية للبنات، ومدة الدوام ثلاث ساعات ووقت الدرس نصف ساعة، ومطالبنا بسيطة جدا، هي اعادة بناء المدرسة المهدمة وتشييد مدرسة اخرى جديدة، ليبقى ابنائنا يدامون في مدارس نظامية بدل الكرفانات والدوام الثلاثي، ويتناول "ابو عباس" احد اولياء الطلبة اطراف الحديث ويقول ان" مستوى ابنائنا الدراسي تدنى بشكل مخيف فاصبح نجاح الطالب صعب جدا، حيث باتت نتائجهم خلال الامتحانات الشهرية او نصف السنة هي الرسوب بخمس مواد او اقل، ولم يكن حالهم هذا عندما كانوا يداومون في مدرستهم الاصلية، وتثار شبهات بين حين وآخر لا نعرف مدى صحتها ان هناك تعمد في هذا الامر لدفع ذوي الطلبة لنقلهم وتسجيلهم في مدارس اهلية، ولكن لا دليل لدينا على ذلك انما نسبة الرسوب مخيفة وتستحق من التربية البحث عن اسبابها".
امراض ومخاطر
من جانبه اكد ابو محمد السراي احد ذوي الطلبة لوكالة نون الخبرية ان" الدوام الثلاثي يصاحبه اكتظاظ بعدد الطلاب في الصفوف، حيث يتراوح عدد الطلاب بين (70 ــ 80) طالب، وبحكم عملي في احدى المستشفيات فان، اكثر من مرة حصل انتشار فايروسي في صفوف الطلاب وحتى المعلمات مثل مرض النكاف ووباء كورونا، وكذلك الامراض الانتقالية، ناهيك عن تكدس النفايات في محيط المدرسة، التي تسبب الامراض، وبناية المدرسة ذات الدوام الثلاثي نفسها آيلة للسقوط، وركائزها متآكلة وفيها تشققات، وقدمنا اكثر من شكوى وكانت اجابة الملاك الهندسي في وزارة التربية انها
تتحمل الدوام فيها لسنوات اخرى، بينما اصبح العراق باجمعه في مرمى الهزات الارضية والزلازل، كما ان المدرسة الكرفانية موجودة في منطقة شعبية فيها الكثير من المناسبات مثل الزفاف والتشييع والمشاكل العشائرية وغيرها، ويطلق العشرات النيران من مختلف الاسلحة وكثيرا ما اخترقت تلك الاطلاقات جدران الصفوف المدرسية وهي حالة تجعل اطفالنا في حالة خطر دائم"، منوها الى ان" في المنطقة اراضي واسعة تصل الى (7 ــ 8) الف متر مربع، كانت مخصصة لبناء ثلاث مدارس عليها ابتدائية ومتوسطة واعدادية، وفي العام (2008) احيلت للبناء ولكن المقاول انسحب بعد تضمينه دفع مبالغ للمتجاوزين على الارض الذين لا يتعدى عددهم عشرة بيوت، وبعد حصول الاوضاع الطائفية سكنت فيها مئات العائلات حتى وصل عددهم الى حوالي (300) بيت، وانتهت الطائفية والحرب وبقي المتجاوزون واصبح الكثير منهم يتاجر بهذه الدور، حتى بيع احد مشتملات التجاوز الذي يحتل موقع (ركن) بسعر (110) مليون دينار اي بسعر بيتي المسجل بسند رسمي، وكثير منهم يملكون بيوت او بساتين في سلمان باك وغيرها من المناطق".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- بينهم عروس تستعد ليوم زفافها :قصف وحشي في بعلبك يخلف (19) شهيدا منهم (14) طفلا وأمرأة
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟