حذر مدير دائرة زراعة كربلاء الدكتور آمال الدين الهر من أن نقص المياه \"سيؤدي إلى تدمير مساحات زراعية واسعة في مناطق مختلفة من العراق\"، منتقدا نظام الري في البلاد الذي قال إنه \"لا يقوم على أسس علمية\".
وأضاف الهر أن \"نقص المياه لم يعد يهدد الزراعة فقط، إنما يهدد الإنسان بالعطش\"، لافتا إلى تغير لون المياه وطعمها في الأنهار بسبب \"تناقص حصة العراق من المياه القادمة من تركيا\".
وانتقد مدير دائرة زراعة كربلاء نظام الري في العراق ووصفه بأنه \"لا يقوم على أسس علمية\" إذ انه \"غير قادر على تخزين المياه وترشيد استهلاكها\".
ودعا الهر وزارة الزراعة إلى \"دراسة جدية وسريعة لنظام الري في البلاد، بهدف تطويره استنادا إلى تجارب الدول الأخرى\".
وبخصوص الواقع الزراعي في مدينة كربلاء قال الدكتور الهر إن \"الزراعة في عموم العراق تواجه مشاكل، فالناتج الزراعي لا يبلغ أكثر من 30% من سلة غذاء العراقيين\"، على الرغم من أن العراق يعد من البلدان الزراعية.
وعزا الهر سبب تراجع القطاع الزراعي في العراق إلى \"عدم اهتمام النظام السابق بالزراعة، بسبب انشغاله بالحروب والمشاكل الكبيرة طوال عقدين ونصف العقد، الأمر الذي دفع الفلاحين إلى البحث عن أعمال أخرى غير الزراعة\". وحمل مدير زراعة كربلاء الفلاحين جانبا من مسؤولية تردي قطاع الزراعة \"لأنهم غير فعالين وليست لديهم خبرة، وعلاقتهم بالأرض سطحية\"، على حد تعبيره.
وأوضح مدير دائرة زراعة كربلاء أن \"الفلاحين لا يفكرون بأن يكونوا منتجين، لذا انخرط أبناؤهم في الشرطة والجيش، وتركوا الأرض التي من الممكن أن تدر عليهم أموالا طائلة\".
وأجمل الهر الوضع الزراعي في العراق بقوله إن \"القطاع الزراعي بدءا بالأرض والماء والفلاح مرورا بالإنتاج والتسويق يعاني من مشاكل حقيقية تحتاج إلى جهود علمية من أجل وضع الحلول لها\".
وحول واقع البساتين في كربلاء، قال مدير دائرة زراعة كربلاء إن \"بساتين النخيل والفواكه عانت من تفاقم مشكلة الآفات والحشرات\"، مشيدا في الوقت نفسه بالمكافحة المستمرة طوال العامين الماضيين التي قال إنها \"أتت بنتائج طيبة\".
وأوضح الهر أن \"المكافحة أدت إلى انخفاض معدل بيض الدوباس من 30 بيضة على الورقة الواحدة خلال العام الماضي، إلى 11 بيضة هذا العام\"، مؤكدا أن \"ناتج التمور للعام الحالي يبشر بالخير\".
يذكر أن بساتين كربلاء وخصوصا بساتين التمور أصيبت خلال الأعوام التي أعقبت الحرب في 2003، بآفات زراعية أدت إلى تناقص إنتاجها بشكل كبير، بسبب توقف عمليات المكافحة التي استؤنفت خلال السنتين الماضيتين، والتي غالبا ما تتم من الجو بواسطة طائرات زراعية خاصة. لكن الفلاحين أشاروا إلى أن الجهات المختصة تستخدم مبيدات رديئة النوعية.
موقع نون
أقرأ ايضاً
- انخفاض طفيف بأسعار الدولار في العراق
- استقرار أسعار الدولار في العراق
- الزراعة: الأسواق ستعود إلى وضعها الطبيعي غداً