هيئة خدمة الحرمين في محافظة كربلاء المقدسة لها فصول من الخدمة الحسينية على مدى عقود طويلة تربى اعضائها على الشعائر الحسينية في مدينة هي المعزى والمعزي، في كربلاء حيث تتحول المدينة بأكملها الى بيت وعزاء واحد، تحدى اعضائها السلطة الصدامية واخذوا يصنعون مواكب جوالة ليزودوا المشاية سرا بالطعام والشراب والمبيت، فيها مئة خادم يقدمون الطعام على مدار اليوم دون توقف، ولديها فروع في دول عدة لاحياء الشعائر ومساعدة الفقراء، يصفون كربلاء بأنها تلد المواكب والخدام على مر العصور.
مدينة ولود
ويتولى الحديث مع وكالة نون الخبرية خادم رسمت سنين العمر خطوطها على محياه هو الحاج علي عبد الزهرة كاظم (67 عاما) ويصف تاريخ موكبهم وخدمتهم في مختلف المدن المقدسة بالقول ان "خدمتنا لمحمد وآل محمد بدأت منذ نشأتنا على يد اهلنا واساتذتنا في كربلاء الشهادة، وهي مدينة تلد المواكب والخدام على مر العصور، وفيها الصورة المثالية لخدمة الحسين (عليه السلام) على مستوى مدينة بأكملها، وليس على مستوى منطقة او عائلة او عشيرة، وخدماتهم للزاور متنوعة ولا تقف عند حد، فتجدهم يقدمون الطعام والشراب والمبيت وامكنة العزاء لملايين الزائرين، كما يمنحون خلال ايام السنة مختلف انواع المساعدات للايتام والفقراء والمعوزين، ولديهم حب لمدينتهم فتراهم يساهمون دائما في اعمار كربلاء المقدسة بحملات مختلفة، وتربت اجيال تلو اجيال على المشاركة في تلك المنظومات الاخلاقية، وكل بيوتها تفتح للزاور حتى اصبحت بيتا واحدا بخدام حسينيون من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ والشباب لانها مدينة معزاة بالحسين (عليه السلام)، حتى اصبحت اموالهم وارضهم وبيوتهم وجهودهم في طاعة ابي عبد الله، وخدمة زواره يتوارثها الاحفاد من الاباء واجداد الاجداد، وعلينا مسؤوليتان الاولى اننا نحمل اسم الحسين (عليه السلام)، والثانية اننا نحمل اسم كربلاء المقدسة، وفي السنوات التي سبقت سقوط النظام المباد ورغم التضييق الامني وقسوة الطاغية على ابناء هذا المذهب ومخاطر احياء الشعائر الحسينية وتقديم التضحيات والقرابين، لكننا دابنا على العمل بمواكب جوالة عبر سيارات خاصة لنقل وتوزيع الطعام والشراب والمبيت في البساتين والمزارع والمناطق في محيط كربلاء وخارجها التي يمر منها (المشاية) سرا صوب كربلاء المقدسة، ونتبع الزائر اينما يكون".
اجيال حسينية
هذه الخدمة في ظل الاوضاع الخطرة انشأت رجال واجيال تعطي الديمومة للخدمة الحسينية، هكذا يصف كاظم ما حصل ويضيف ان "هيئة خدمة الحرمين الكربلائية اصبحت كبيرة وموثقة داخل كربلاء والنجف الاشرف ولها فروع في ايران وتركيا وافغانستان، واصبحت خدماتها عابرة للحدود، وتأتي الخدمة الحسينية في مقدمة اعمالها ثم مساعدة الفقراء والمساكين، وخدمات اخرى نوعية للزائرين، وفي كل ليلة جمعة ننصب موكبنا في كربلاء المقدسة لتقديم الخدمات في مكان مميز قرب ضريح الامام الحسين (عليه السلام) ونطعم ونسقي عشرات الالاف من الزائرين العراقيين والعرب والاجانب، وقبل سقوط النظام المباد، كنا نشد الرحال لنقدم خدماتنا للزائرين في النجف والكاظمية وسامراء المقدسة وفي ضريح السيد محمد وسعيد بن جبير، وقبل حوالي (18) عام وبمساعدة احد اهالي بلد حصلنا على هذا المكان في شارع النواب ونصبنا موكبنا لخدمة ملايين الزائرين في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في الخامس والعشرين من شهر رجب، ونقدم الطعام والشراب على مدار اليوم دون التقيد بساعات محددة"، لاسيما ان "الكثير من الزوار يأتون متعبين مشيا على الاقدام، ويخدم في الموكب حوالي (100) خادم يعملون بالتناوب ولمدة (6 ــ 7) ايام مع حركة الزائرين، وتمويل الموكب ذاتي من اعضاء الهيئة وجمع مبالغ التبرعات من كثير من الداعمين الباحثين عن الاجر والثواب".
قاسم الحلفي ــ الكاظمية المقدسة
أقرأ ايضاً
- مكتب السيد السيستاني ينشر استمارة لتسجيل المرضى النازحين في لبنان لمعالجتهم (سجّل من هنا)
- مستشار الأمم المتحدة: نتائج التعداد تصدر على شكل بيانات وجداول لا تتعلق بالخصائص الفردية
- تخص المرضى.. مكتب المرجع السيستاني يطلق مبادرة إغاثية جديدة في لبنان